تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فضل إعراب القرآن الكريم في السنة النبوية للأستاذ الدكتور أحمد الباتلي وفقه الله]

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Dec 2006, 12:45 ص]ـ

هذا بحث أهداه للملتقى الشيخ الفاضل النبيل فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن عبدالله الباتلي أستاذ السنة النبوية بكلية أصول الدين بالرياض حفظه الله ورعاه، وها هي مقدمة البحث، والبحث كاملاً تجدونه في مكتبة شبكة التفسير. فجزى الله أبا أسامة خير الجزاء على هذا البحث العلمي الثمين.

[ line]

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وآله وصحبة أجمعين .. وبعد:

فلقد أنزل الله تعالى كتابه الكريم باللغة العربية، فهي أشرف اللغات وأعلاها، وأكملها وأبقاها؛ لأنها لغة القرآن الكريم، ولسان سيد المرسلين.

قال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 193–195].

قال الإمام الطوفي ([1]): "المراد باللسان هنا: اللغة".

وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف/ 2].

قال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية ([2]): " وذلك لأن العربية أفصح اللغات، وأبينها، وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة، وهو رمضان، فكَمُلَ من كل الوجوه ".

فالعناية بها عناية بكتاب الله تعالى، ودراستها تعين – بتوفيق الله – على فهم كتابه الكريم، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ([3]): " اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب: فإن فهم الكتاب والسنة فرضٌ. ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ".

وقال الإمام الشاطبي رحمه الله ([4]): " إن هذه الشريعة المباركة عربية، فمن أراد تَفَهُمَها فمن جهة لسان العرب يُفهَم، ولا سبيل إلى تطلب فهمها من غير هذه الجهة ".

وقال الإمام المبارك مجد الدين ابن الأثير ([5]): " معرفة اللغة والإعراب هما أصل لمعرفة الحديث وغيره، لورود الشريعة المطهرة بلسان العرب ".

أهمية إعراب القرآن الكريم:

لا يخفى على كل طالب علم ما لإعراب القرآن الكريم من فوائد تتجلى في ضبط الكلمات وفي معرفة معاني الآيات, لأن الإعراب يُميز المعاني ([6]) , قال الإمام مكي بن أبي طالب (ت437) ([7]) "أَعظمُ ما يجب على الطالب لعلوم القرآن, الراغب في تجويد ألفاظه, وفهم معانيه, ومعرفة قراءاته ولُغاته, وأفضل ما القارئ إليه مُحتاج: معرفة إعرابه, والوقوف على تصرف حركاته, وسواكنه؛ ليكون بذلك سالماً من اللحن فيه, مستعيناً على أحكام اللفظ به, مُطلعاً على المعاني التي قد تختلف باختلاف الحركات, متفهماً لما أراد الله به من عباده, إذ بمعرفة حقائق الإعراب تعرف أكثر المعاني, وينجلي الإشكال, فتظهر الفوائد ويُفهم الخطاب, وتصح معرفة حقيقة المراد. ا هـ".

وقال الإمام أبو بكر الأنباري ([8]) (ت328هـ) وجاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وتابعيهم من تفضيل إعراب القرآن والحض على تعليمه, وذم اللحن, وكراهيته, ما وجب به على قُراء القرآن أن يأخذوا أنفسهم بالاجتهاد في تعلمه" ا هـ. قلت: فلأهمية هذا الموضوع, ولوقوفي على أحاديث وآثار في الأمر بإعراب القرآن الكريم. رغبت في جمعها، وتخريجها، ودراسة أسانيدها، والحكم عليها في بحث عنوانه: (فضل إعراب القرآن الكريم في السنة النبوية, دراسة موضوعية).

أسباب اختيار الموضوع:

1 – الإسهام في خدمة لغة القرآن الكريم في جانب من جوانبها المتعلقة بالسنة النبوية, وهذا ما يؤكد تكامل العلوم الشرعية.

2– حاجة الباحثين – لا سيما في التفسير وعلومه – لتخريج الأحاديث والآثار الواردة في فضل إعراب القرآن، وبيان درجاتها؛ لقصور كتب علوم القرآن في الوفاء بتخريج الأحاديث بتوسع، والحكم عليها وفق منهج المحدثين.

3 – إبراز جهود المحدثين في بيان عناية السنة النبوية بإعراب القرآن الكريم.

4 – التحذير من الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة في إعراب القرآن الكريم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير