تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما الحكمة في قول أخو يوسف عليه السلام لإخوته (إرجعوا إلى أبيكم)؟]

ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[08 Jan 2007, 07:54 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

ورد في قصة يوسف عليه السلام أن قيل روبيل (أخو يوسف عليه السلام) قال لإخوته، حين أخذ يوسف أخاه بالصواع الذي استخرج من وعائه: ارجعوا، إخوتي، إلى أبيكم يعقوب فقولوا له يا أبانا إن ابنك بنيامين سرق)

فما الحكمة في قوله (ارجعوا إلى أبيكم) ولم يقل أبي؟

وفقكم الله

ـ[أبو العالية]ــــــــ[08 Jan 2007, 10:22 ص]ـ

الحمد لله، وبعد ..

الأمر ظاهر فتح الله عليك.

فقد كان هذا الكبير هو القائل على الصحيح لا يوسف عليه السلام.

وهو لن يرجع لأبيه يعقوب عليه السلام؛ فأراد أن يقول لأخوته إنكم إن رجعتم إلى أبيكم؛ وذلك لأنكم ستذهبون له بدوني؛ لأنه قال من قبل: (لن أبرح حتى يأذن لي أبي)

فيظهر لي أنه حين ذكر أباه لنفسه أغناه عن ذكره مع أخوته.

غير أني لم أجد أحداً من المفسرين بيَّن سبب القول لما سألتم؟

ولعل أخاً باحثاً ينفعنا بعلمه؛ فيزيد جواباً أعدل وأقوم من جوابي القاصر، ومما لم أقف عليه.

والله أعلم

ـ[روضة]ــــــــ[08 Jan 2007, 12:05 م]ـ

الأخ أبو العالية، فتح الله عليك ..

كلامك محتمل، ولكن كان بإمكانه القول: ارجعوا إلى أبي فقولوا ... ، او: ارجعوا إلى أبينا ...

وهناك سؤال آخر: لماذا قال: فقولوا .... إن ابنك سرق، ولم يقل: فقولوا له إن أخانا سرق؟

هل لأنه أخوهم من أبيهم، ويريدون أن ينزهوا أنفسهم عن هذه الجريمة، فهم لا يحملون نفس أخلاقه، لأنه ليس أخاهم الشقيق؟

ـ[أبو العالية]ــــــــ[08 Jan 2007, 12:40 م]ـ

الحمد لله، وبعد ..

الجواب يقال:

موقفهم من أخيهم يوسف وبنيامين ظاهر.

والحسد لم يبق لهم شيئاً، وقد يقال هذا أو ذلك، وقد يكون قولهم من باب التعريض.

والأمر لا يظهر لي فيه كبير فائدة.

والله أعلم

ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Jan 2007, 02:59 ص]ـ

قال تعالى: {قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ {80} ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ {81} وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ {82} قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ {83}

أحيي أهل التفسير وملتقاهم المبارك وأحب أن أسهم بهذه المداخلة، وهي من باب تدارس العلم فأقول:

عندما ننعم النظر في الآيات الكريمة السابقة نجد أنه بشيء من التدبر نستطيع أن نجيب على السؤال المطروح على قدر الطاقة البشرية وهو: لماذا قال كبير إخوة يوسف ـ عليه السلام ـ:" ارجعوا إلى أبيكم " ولم يقل: إلى "أبي"؟ ولماذا آثر الإخوة قول" ابنك" ولم يقولوا: إن "أخانا" سرق؟

أقول وبالله التوفيق:

أولا: عندما قال الأخ الأكبر: لإخوته " أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ .. " الآية، علينا أن نتحقق من أن هذا الأخ وهو يخاطب إخوته إنما يخاطبهم من حيثية موقعه منهم كأخ أكبر يتكلم في غياب الأب بمنطق الأب ذاته أمراً ونهياً، بل لنا أن نتخيل أنه هو الأب في غياب أبيهم، فكان خطابه لهم مواجهة: {أباكم .. ما فرطتم .. ارجعوا .. فقولوا .. } وهذا لا يعني أنه بمعزل عن المسؤولية، ولكنه يستشعر معهم المسؤولية بدليل قوله" فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ".ولكن في كل حال لابد للقوم من كبير، خاصة في الملمات، ومن هنا كان منطقياً صدور هذا الخطاب عنه كما جاء.

ثانياً: قول كبيرهم لإخوته: ارْجِعُواْ "إِلَى أَبِيكُمْ " ولم يقل: ارجعوا إلى أبينا أو إلى أبي، مع أن الأب يجب أن ينسب إليه الجميع؟

قلت: مع مراعاة السبب الأول فإن الكل نسب إلى يعقوب ـ عليه السلام ـ، على سبيل الإفراد حيث إن كبيرهم أكد على أبوة يعقوب ـ عليه السلام ـ له من خلال قوله في الآية السابقة:" حتى يَأْذَنَ لِي أَبِي" ولنركز على ياء النسب في "أبي"، أما في مقام تلقين إخوته حجتهم قال لهم: ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سرق ... " وهو مقال ينسجم تماما مع مقام التلقين المنسبك مع المواجهة والخطاب بالكاف، لذا اختلف الأمر وتم المراد الذي أفرد مرة " أبي" وخوطبوا به أخرى" " أبيكم " ليكون في الختام " فَقُولُواْ يَا أَبَانَا" ومن هنا تنوعت الصيغ بتقسيمها على كل مقام مقالى، وانتهت إلى ما جمع كل ذلك في الأخير وهو أنه أب للجميع " فقولوا يا أبانا " أي: جميعا "إِنَّ ابْنَكَ .. " كان منه كيت وكيت ..

ثالثاً: قال:" إن ابنك سرق" ولم يقولوا:" إن أخانا" لبيان كمال بنوته لأبيه، كونه شقيق يوسف وهم ليسوا كذلك، فكأنهم يقولون لأبيهم: نحن نعلم مكانته عندك بالتمام والتي قد تفوق مقام أخوتنا له، ومن هنا نخاطبك بخطاب يفيد ذلك، وهو خطاب يحمل ما يحمل من صيغ المحافظة على ما أراده الأب منهم تجاه أخيهم، مؤذن بالتبري من أي تقصير منهم تجاه بنيامين، والله أعلم بأسرار كتابه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير