تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الفعل ائتيا]

ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[10 Nov 2006, 12:36 ص]ـ

قال تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ

الفعل ائتيا أمر للتكوين والاتيان في قوله ائتيا أصله المجيء والاقبال ولما كان المعنى الحقيقي غير مراد لأن السماء والارض لايتصور منهما طواعية أوكراهية إذ ليستا من أهل العقول والادراكات ولايتصور أن الله يكرهما على ذلك لانه يقتضي خروجهما عن قدرته باديء ذي بدء تعين الصرف عن المعنى الحقيقي وذلك بأحد وجهين لهما من البلاغة المكانة العليا

الوجه الاول:أن يكون الإتيان مستعار لقبول التكوين كما استعير للعصيان الادبار في قوله تعالى ثم أدبريسعى وقول النبي لمسيلمة حين امتنع من الايمان والطاعة في وفد قومه بني حنيفة لئن أدبرت ليعقرنك الله وكما يستعار النفور والفرار للعصيان

فمعنى ائتيا امتثلا أمر التكوين. وهذا الامتثال مستعار للقبول وهو من بناء المجاز على المجاز وله مكانة في البلاغة والقول على هذا الوجه مستعار لتعلق القدرة بالمقدرة كما في قوله أن يقول له كن فيكون.

وقوله: طوعا أوكرها كناية عن عدم البد من قبول الامر وهو تمثيل لتمكن القدرة من ايجادهما على وفق ارادة الله تعالى فكلمة طوعا أوكرها جارية مجرى الامثال

والوجه الثاني:أن تكون جملة فقال لها وللارض ائتيا طوعا أوكرها مستعملة تمثيلا لهيئة تعلق قدرة الله تعالى لتكوين السماء والارض لعظمة خلقهما بهيئة صدور الامر من ا مر مطاع (امر بألف المد) للعبد المأذون بالحضور لعمل شاق أن يقول له: ائت لهذا العمل طوعا أو كرها لتوقع ابائه من الاقدام على ذلك العمل وهذا من دون مراعاة مشابهة أجزاء الهيئة المركبة المشبهة لاجزاء الهيئة المشبهة بها فلا قول ولامقول وانما هو تمثيل ويكون طوعا أو كرها على هذا من تمام الهيئة المشبه بها وليس له مقابل في الهيئة المشبهة.

والمقصود على كلا الاعتبارين تصوير عظمة القدرة الإلهية ونفوذها في المقدورات دقت أو جلت

نقلا عن التحرير والتنوير

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 Nov 2006, 04:56 ص]ـ

السلام عليكم

بارك الله بالناقل والمنقول منه

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير