[إشكال في كلام ابن عطية]
ـ[روضة]ــــــــ[19 Jan 2007, 07:16 م]ـ
قال القاضي ابن عطية عند تفسيره قوله تعالى:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:67]
"وعلى كل وجه، فـ " اليمين " هنا و " القبضة " وكل ما ورد: عبارة عن القدرة والقوة، وما اختلج في الصدور من غير ذلك باطل، وما ذهب إليه القاضي من أنها صفات زائدة على صفات الذات قول ضعيف، وبحسب ما يختلج في النفوس التي لم يحضنها العلم".
من يقصد بالقاضي؟؟
وبارك الله فيكم
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[20 Jan 2007, 01:39 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فالمراد بالقاضي هنا هو: ((القاضي الباقلاني أبو بكر محمد بن الطيب)) المتوفى سنة 403هـ.
وللتأكد من ذلك انظر "تفسير ابن عطية" عند قوله تعالى: (وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا ... ) الآية.
حيث قال: [وقال قوم من العلماء منهم القاضي ابن الطيب هذه كلها صفات زائدة على الذات ثابتة لله دون أن يكون في ذلك تشبيه ولا تحديد وذكر هذا الطبري وغيره].
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jan 2007, 08:18 ص]ـ
ولا شك أن كلام ابن عطية رحمه الله تأويل مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[20 Jan 2007, 01:32 م]ـ
مسألة صفات الباري تعالى من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه، وقال فيه وفي مثله (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله)، وقد مزج أدعياء العلم بين المعنى اللغوي لـ (تأويله) في الآية، وبين المعنى الاصطلاحي عند المتكلمين من "أهل السنة" وغيرهم. والصوا ب أن المنهي عنه هو ما وقع فيه كثير من أهل السنة وغيرهم من الفضلاء فيقومون بتصنيف الناس بحسب اجتهادهم في تفسير المتشابه. فمن لم يوافق اختيارهم في القول بأن مذهب السلف هو إثبات الظاهر مع نفي المماثلة بدّعوه وزنوه بما قرب من أسلات ألسنتهم. وقد يمكن تصنيف أقوال العلماء في معرفة مذهب السلف في المتشابهات بما فيها الصفات:
1 - مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وعليه جماعة من فضلاء الحنابلة وأهل الحديث من قبلهم، وعند هؤلاء ومقلديهم من المتأخرين ممن يكثرون في هذا المنتدى المبارك أن مذهب السلف هو إثبات الظاهر مع نفي المماثلة.
2 - مذهب ابن الجوزي الحنبلي ومن وافقه من الفضلاء قديما وحديثا، وعندهم أن مذهب السلف هو التوقف الكامل في المتشابهات من غير تأويل لأن التأويل ظن، ومن غير إثبات لأن الإثبات تجسيم، قال ابن الجوزي (ومن أثبت فيسأل هل المراد من الإثبات حقيقة العضو أم لا، فإن قال نعم فهو تجسيم لأن الإشارة الحسية إليه جائزة، وإن قال لا ليس المراد حقيقة العضو فهو تأويل وإن زعم أنه لا يؤول"
3 - المذهب الثالث هو تأويل المتشابهات وصرفها عن ظاهرها، وهو مذهب جماعة من الفضلاء، حيث اجتهدوا في تفسير المتشابه وتنزيه الباري تعالى عن الجسمية، وقال بعضهم إن هذا هو مذهب السلف، فقال الغزالي غعلم أن مذهب السلف هو التأويل حيث كانوا يفهمون اللغة على السليقة فكانوا ينزهون الباري تعالى عن الجسمانية وإن لم ينقل عنهم صريح ذلك.
ويمكن أن نضيف هذا التعليق البسيط،
لقد أساء كثير من معاصري أهل السنة من المطاوعة فهم هذه المسألة وقام بعض الداترة المتشددين لما يعتقدون أنه الحق، إن لم يكن ابتغاء الفتنة كما قال تعالى، فقد أوقعوا كثيرين في الفتنة، وقام بعض الأغرار بإعادة تصنيف علماء الإسلام بناء على قصورهم هم في علم أصول الدين، وإدراك لمغزي المتكلمين ومقصدهم.
وأرى أن هذا الأمر يجب أن يوقف عند حده، وأنه قد أنى للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحقّ.
ويمكن القول إن مسألة القول الفصل في معنى آيات الصفات والمتشابه عموماً مسألة من اختصاص علم التفسير واللغة ويجب تحذير المبتئين من طلبة العلم من الخوض فيها، فقد مر بي من عمره عشرون سنة يسأل عن جهبذ من جهابذة علماء الإسلام (كيف عقيدته؟ (وعندما أتبين مقصده أراه يختزل العقيدة في موقف المسؤول عنه من هذه المسألة!
وأصدق إخوتي القول ما أظن الشيطان إلا قد وجد مرتعاً في الناس في هذه المسألة، وقد اشترك كثير من الدعاة، ويعود ذلك في نظري القاصر إلى سببين أحدهما قصور في فهم المسألة وعدم اطلاع على كتب المسألة في مظانها بل تعصب بعض الناس لمجرد ذكر السلف وهي كلمة عامة لا يمكن قصرها على وجهة نظر معينة، والمسألة الأخرى هي ما حذر منه سلف العلماء من حب الرياسة والتصدّر، أو كما قالوا (تزبب وهو حصرم).
وفقنا عز وجل لمراضيه وجعل مستقبل حالنا خيرا من ماضيه.
وللقراء من ذوي الميول لدراسة علم الكلام وأصول الدين في كليات الشريعة والفلسفة، ولا سيما إخواننا في المغرب العربي من طلبة الدكتوراه، حبذا التفكير في دراسة عن العلاقة بين نظرية المثل الإفلاطونية وبين مشكلة الصفات في علم الكلام في القرنين 2 - 3 للهجرة.
ومن وجد في نفسه الميل لذلك والرغبة في إلقاء الضوء فإني أعرض خدمته في المشاركة في التفكير في المسألة وما أستطيع إمداده به من مصادر.
¥