[ومن عاد]
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[27 Nov 2006, 08:51 ص]ـ
قال تعالى {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة (275)].
لفظ من عاد هل تعني في قوله أم عاد إلى الفعل
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Nov 2006, 06:33 م]ـ
الأخ الحبيب الأديب اللبيب
الغالي مصطفى علي:
جاء في تفسير آية الربا في أواخر سورة البقرة فقد قال في الجزء الثالث
من تفسير المنار في الصفحتين 89، 99 ما نصه:
((أباح أكل ما سلف قبل التحريم، وأبهم جزاء أكله شيئاً بعد النهي فقال:
{ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}، أي ومن عاد إلى ما كان يأكل
من الربا المحرم بعد التحريم فأولئك البعداء من الاتعاظ بموعظة ربهم، الذي لا ينهاهم
إلا عما يضر بهم في أفرادهم أو جميعهم،
هم أهل النار الذين يلازمونها كما يلازم الصاحب صاحبه فيكونون خالدين فيها)). ثم قال بعد ذلك:
((وقد أول المفسرون الخلود لتتفق الآية مع المقرر في العقائد والفقه من كون المعاصي
لا توجب الخلود في النار، فقال أكثرهم:
إن المراد من عاد إلى أكل الربا واستباحته اعتقاداً،
ورده بعضهم بأن الكلام في أكل الربا، وما ذكر عنه من جعله كالبيع، هو بيان لرأيهم فيه
قبل التحريم فهو ليس بمعنى استباحة المحرم، فإذا كان الوعيد قاصراً على الاعتماد فحسب
فلا يكون هناك وعيد على أكل بالفعل)).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 Nov 2006, 07:24 م]ـ
السلام عليكم
صاحب تفسير المنار مؤيد لما ذهبت إليه الأباضيّة من القول بتخليد صاحب الكبيرة في النّار--وواضح من قوله ميله إلى رأيهم --وقد استشهد مفتي الأباضية الخليلي في كتابه "الحق الدامغ" بقول صاحب المنار
وقد قال إبن عاشور فيها قولا متينا هو (وجُعل العائد خالداً في النار إما لأنّ المراد العود إلى قوله: {إنما البيع مثل الربا}، أي عاد إلى استحلال الربا وذلك نِفاق؛ فإنّ كثيراً منهم قد شقّ عليهم ترك التعامل بالربا، فعلم الله منهم ذلك وجعَل عدم إقلاعهم عنه أمارة على كذب إيمانهم، فالخلود على حقيقته. وإما لأنّ المراد العود إلى المعاملة بالربا، وهو الظاهر من مقابلته بقوله: {فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى} والخلود طول المكث كقول لبيد: فوقفْتُ أسألُها وكيفَ سؤالُنا صُمّاً خَوَالِدَ ما يَبِين كلامُها
ومنه: خلَّد الله مُلك فلان.
وتمسك بظاهر هاته الآية ونحوها الخوارج القائلون بتكفير مرتكب الكبيرة كما تمسكوا بنظائرها. وغفلوا عن تغليظ وعيد الله تعالى في وقت نزول القرآن؛ إذ الناس يومئذ قريبٌ عهدهم بكفر. ولا بد من الجمع بين أدلّة الكتاب والسنة.)
وقد ذكر ابن عاشور مراد العود إلى القول باستباحة الربا في قولهم "إنما البيع مثل الربا" كخيار أول في معنى الآية فيصير المعنى "من عاد إلى القول باستباحة الربا فمصيره الخلود في النّار"
ثم ذكر الخيار الثاني وهو العودة إلى العمل بالربا فمصير من عاد هو الخلود بمعنى طول المكث---ثم انتقد تمسّك الخوارج بظاهرها في تكفير مرتكب الكبيرة
والملفت للنظر عزوه جملة الآية (وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) إلى تغليظ في الوعيد في زمن كان النّاس فيه حديثي عهد بكفر منتقدا تغافل الخوارج عن هذا التعليل
"
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Nov 2006, 12:23 ص]ـ
وعليكم السلام ياأخي الفاضل
جمال حسني الشرباتي
وأثابك الله خيرا على توضيحك، ومداخلتك هذه القيمة الرائعة
وتوضيحك لمسألة هامة في العقيدة الإسلامية، يغفل عنها الكثيرون ..
ولكن ياأخي الحبيب جمال
السيد محمد رشيد رضا قد سبقه الأستاذ الكبير العلامة الإمام محمد عبده إلى مثل هذا الرأي،
فلنسمع إلى ما يقوله في تفسير قوله تعالى: {فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}،
يقول:
((ومن المفسرين من ترك السيئة في الآية على إطلاقها، فلم يأولها بالشرك
¥