تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نود أن نثبت أن الذي أثار هذه التهمة قديماً هو الحافظ أحمد بن علي السليماني وهو الذي صرح أن الطبري يضع الحديث للروافض وإزاء تلكم المقولة قال الحافظ أبو حيان إن ابن جريرإمام من أئمة الشيعة الإمامية. ولما كنا بصدد البحث عن الحقيقة فإننا نترك علماء الجرح والتعديل يدلون بشهادتهم لتستبين حقيقة هذه التهمة:

قال الحافظ أبو الوفاء الحلبي الطرابلسي ت 841هـ:

"محمد بن جرير الطبري الإمام المفسر أبو جعفر شيخ الإسلام وصاحب التصانيف الباهرة توفي سنة عشر وثلاثمائة ثقة صادق فيه تشيع وموالاة لاتضرأقذع أحمد بن علي السليماني الحافظ فقال كان يضع للروافض" [1]

قال الحافظ المؤرخ شمس الدين الذهبي ت748هـ:

"محمد بن جرير بن يزيد الطبري الإمام الجليل المفسر أبو جعفر صاحب التصانيف الباهرة ثقة صادق فيه تشيع يسير وموالاة لاتضر. أقذع أحمد بن علي السليماني الحافظ فقال كان يضع للروافض كذا قال السليماني. وهذا رجم بالظن الكاذب بل إن ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين وما ندعي عصمته من الخطأ ولايحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى، فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يتأنى فيه ولاسيما في مثل إمام كبير" [2]

لكن كيف يتهم إمام حافظ مثل السليماني على جلالة قدره لابن جرير الطبري؟! فما أدلته على هذه التهمة؟!

يجيب على هذه الشبهة أيضاً الحافظ شمس الدين الذهبي:

"فلعل السليماني أراد الآتي: محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري رافضي له تواليف منها كتاب الرواة عن أهل البيت رماه بالرفض عبد العزيز الكتاني" [3]

أما الحافظ ابن حجر العسقلاني ت852هـ، فينبري مدافعاً عن الطبري قائلاً: "محمد بن جرير بن يزيد الطبري الإمام الجليل المفسر صاحب التصانيف الباهرة مات سنة عشر وثلاث مائة، ثقة صادق فيه تشيع يسير وموالاة لاتضر أقذع أحمد بن علي السليماني الحافظ فقال كان يضع للروافض كذا قال السليماني وهذا رجم بالظن الكاذب بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين وما ندعي عصمته من الخطأ ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يتأنى فيه ولاسيما في مثل إمام كبير مثل السليماني فلعل السليماني أراد (محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر) ولو حلفت ان السليماني ما أراد إلا (محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر) لبررت والسليماني حافظ متقن كان يدري ما يخرج من رأسه فلا اعتقد انه يطعن في مثل هذا الإمام بهذا الباطل والله أعلم ( .. ) وقد اغتر شيخ شيوخنا أبو حيان بكلام السليماني فقال في الكلام على الصراط في اوائل تفسيره وقال أبو جعفر الطبري وهو امام من أئمة الأمامية ( .. ) ونبهت عليه لئلا يغتر به فقد ترجمه أئمة النقل في آلاف [4] وبعده فلم يصفوه بذلك وانما ضره الاشتراك في اسمه واسم أبيه ونسبه وكنيته ومعاصرته وكثرة تصانيفه" [5]

وهذه شهادة الحافظ أحمد بن علي أبي بكر الخطيب البغدادي ت463هـ يترجم للطبري ترجمة مطولة في تاريخه نختار منها:

" قال الشيخ أبو بكر استوطن الطبري بغداد واقام بها الى حين وفاته وكان أحد أئمة العلماء يحكم بقوله ويرجع الى رأيه لمعرفته وفضله وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل الآلاف وكان حافظا لكتاب الله عارفا بالقراآت بصيراً بالمعاني فقيها في أحكام القرآن عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها عارفا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين في الاحكام ومسائل الحلال والحرام عارفا بأيام الناس وأخبارهم وله الكتاب المشهور في تارخ الأمم والملوك وكتاب في التفسير لم يصنف أحد مثله وكتاب سماه تهذيب الآثار لم أر سواه في معناه الا انه لم يتمه وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة واختيار من أقاويل الفقهاء وتفرد بمسائل حفظت عنه وسمعت على بن عبيد الله بن عبد الغفار اللغوي المعروف بالسمسماني يحكى ان محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة وبلغني عن أبي حامد احمد بن أبي طاهر الفقيه الإسفرائيني انه قال لو سافر رجل الى الصين حتى يحصل له كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرا أو كلاما هذا معناه أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد قال ثنا علي بن احمد بن الصناع عبيد الله بن احمد السمسار وأبي ان أبا جعفر الطبري قال لأصحابه اتنشطون لتفسير القرآن قالوا كم يكون قدره

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير