تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولم يترجم إلا ما يعادل عشر التفسير [15]، بل وحتى الترجمة التركية التي قيل إنها كانت مزامنة لهذه الترجمة حذت حذوها.

3 - ترجمات معاني القرآن الكريم لها تاريخ أكثر اضطراباً من تاريخ الإنجيل فقد استعملت تارة أداة للطعن في القرآن والإسلام وشخص محمد e، كما في الترجمات اللاتينية الأولى لمعاني القرآن الكريم، وتارة أداة ترويج لأفكار الفرق الضالة كما فعل القاديانيون، وأخرى لتعميم الأجندة السياسية كما كان في تركيا أتاتورك.

4 - لترجمة كلا الكتابين تاريخ طويل مر بمحطات تأثير كبيرة أثرت فيها النظرة الدينية لهذه الممارسة قبل أن يصل إلى الفهم الذي تعايشه ترجمة كلا الكتابين واقعاً اليوم.

3 - واقع ترجمة كل من الكتابين:

في هذا المبحث أقارن بين واقع ترجمة كل من القرآن الكريم والإنجيل اليوم، وأقسم هذه المقارنة تحت مواضيع أورد أولاً واقع ترجمة معاني القرآن الكريم وأتبعه بواقع ترجمة الإنجيل قبل الانتقال إلى الموضوع التالي؛ تسهيلاً للمقارنة والخروج بالنتائج.

3.1 - الموضوع الأول: عدد اللغات:

3.1.1 - عدد اللغات التي ترجمت إليها معاني القرآن الكريم

تذكر الببليوغرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم التي رصدت جميع ترجمات معاني القرآن الكريم المطبوعة منذ عام 1515 - 1980م، أن عدد اللغات التي ترجمت إليها معاني القرآن الكريم هي 56 لغة، بلغ عدد الترجمات الكاملة الصادرة بهذه اللغات 557، وعدد الترجمات الجزئية 883.

إلا أن محمد شيخاني يذكر أنه تمت ترجمه معاني القرآن الكريم كاملاً إلى 79 لغة، وجزئياً إلى 49 لغة [16].

ويذكر الباحث الدكتور محمد حميد الله أنه جمع ترجمات معاني القرآن الكريم إلى كل اللغات ونشرها في كتابه "القرآن بكل لسان" عام 1364هـ وكان عددها في ذلك الوقت 23 لغة، وفي عام 1406هـ بلغ عدد اللغات 140 لغة أغلبها ترجمت إليها معاني القرآن الكريم ترجمة كاملة وبعضها ترجمة جزئية [17].

ولنا مع هذه الإحصاءات وقفات:

1 - أن اللغات التي ترجمت إليها معاني القرآن الكريم تشمل جميع اللغات العالمية الرئيسة تقريباً، وفي الدول التي يتحدث سكانها بأكثر من لغة فغالباً ما تتوافر ترجمة بإحدى هذه اللغات، ولم تُغفَل إلا اللغات المحلية التي لا يفهمها إلا عدد قليل جداً من الناس، واللهجات المتفرعة من اللغات الكبيرة.

2 - وجود أكثر من ترجمة واحدة باللغة الواحدة، وتذكر الببلوجرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم أن هناك 300 ترجمة أردية كاملة و470 ترجمة جزئية، بينما صدرت بالإنجليزية 295 ترجمة كاملة و 131 ترجمة جزئية [18]، ووراء هذا التعدد عوامل عديدة منها: (أ) اتجاهات المترجم، فكما في التفاسير هناك ترجمات بعدد الفرق الإسلامية، بل زد على ذلك ترجمات المستشرقين وغيرهم، (ب) التزام الترجمة بالحرفية أو بنقل المعنى، فأي منها قد يكون هو السبب في إحساس المترجم بالحاجة لترجمة جديدة، (ت) الحقبة الزمنية التي ظهرت فيها الترجمة وما لهذه من تأثير على اللغة المستخدمة وطريقة التفسير، إذ يلاحظ كثرة ظهور الترجمات التي تُبرز الإعجاز العلمي في القرآن في الوقت الراهن، (ث) الغرض الذي تخدمه الترجمة فهناك ترجمات لأغراض معينة مثل ترجمة معاني القرآن للناشئة، أو للمسلمين دون غيرهم. وهذا التعدد والتنوع لا يوجد على المنوال نفسه في ترجمات الإنجيل (كما سنرى في 3.1.2).

3 - كان للخلاف والجدل الكبير الذي ثار حول مشروعية ترجمة معاني القرآن الكريم في الثلاثينيات من القرن العشرين عند محاولة إحلال الترجمة التركية محل القرآن الكريم حتى في الصلاة، أقول كان لهذا الخلاف أثر في تبطئة التفات الدول والهيئات والمؤسسات إلى ترجمة معاني القرآن الكريم والإقدام على هذا العمل دون تحرج [19].

3.1.2 - عدد اللغات التي ترجم إليها الإنجيل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير