ولكنهم أولوا جزاءها فقالوا: إن المراد بالخلود طول مدة المكث، لأن المؤمن لا يخلد في النار،
وإن استغرقت المعاصي عمره، وأحاطت الخطايا بنفسه فانهمك فيها طول حياته،
فهم أولوا هذا التأويل هروباً من قول المعتزلة: إن أصحاب الكبائر يخلدون في النار
وتأييدا لمذهبهم أنفسهم المخالف للمعتزلة)).
فما قولك ياأخي الحبيب جمال!!!؟
وجزاك الله خيرا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Nov 2006, 06:07 ص]ـ
وعليكم السلام يقول:
((ومن المفسرين من ترك السيئة في الآية على إطلاقها، فلم يأولها بالشرك
ولكنهم أولوا جزاءها فقالوا: إن المراد بالخلود طول مدة المكث، لأن المؤمن لا يخلد في النار،
وإن استغرقت المعاصي عمره، وأحاطت الخطايا بنفسه فانهمك فيها طول حياته،
فهم أولوا هذا التأويل هروباً من قول المعتزلة: إن أصحاب الكبائر يخلدون في النار
وتأييدا لمذهبهم أنفسهم المخالف للمعتزلة)).
السلام عليكم
الرأي الذي تراه في الأعلى هو سرد من محمد عبده رحمه الله ولكنك تشعر في سرده ميله إلى قول المعتزلة---ومحمد رشيد رضا تابع أمين له
والآية التي أشار إليها هي " {بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} البقرة81
وقد أشبعها المفسرون بحثا--رابطين تفسيرها بقوله تعالى " {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} النساء48
والقرآن يفسّر بعضه بعضا---فإن كان عزّ وجل يغفر مادون الإشراك- وقد توعد المشركين بالخلود في النّار---والكبيرة دون الإشراك----فلا بد أن يكون جزاء اقترافها دون الخلود في النّار
وفي علم التفسير نلجأ أولا إلى تفسير القرآن بالقرآن ثمّ إلى تفسيره بالسّنة المطهرة ثمّ بماصح عن الصحابة--ثم بما صحّ عن التابعين----
وإن لم نجد نبحث في كتب من تبعهم بإحسان من أئمة المفسرين وخصوصا أصحاب البّاع في علوم اللغة---
وابن عطيّة من الذين يعتمد عليهم ويرجع إليهم في موضوع التفسير اعتمادا على اللغة ---فانظر ماذا قال
(والخطيئة الكفر، ولفظة الإحاطة تقوي هذا القول وهي مأخوذة من الحائط المحدق بالشيء، وقال الربيع بن خيثم والأعمش والسدي وغيرهم: معنى الآية مات بذنوب لم يتب منها، وقال الربيع أيضاً: المعنى مات على كفره، وقال الحسن بن أبي الحسن والسدي: المعنى كل ما توعد الله عليه بالنار فهي الخطيئة المحيطة، والخلود في هذه الآية على الإطلاق والتأبيد في المشركين، ومستعار بمعنى الطول والدوام في العصاة وإن علم انقطاعه، كما يقال ملك خالد ويدعى للملك بالخلد.
وقوله تعالى: {والذين آمنوا} الآية. يدل هذا التقسيم على أن قوله {من كسب سيئة} الآية في الكفار لا في العصاة، ويدل على ذلك أيضاً قوله: {أحاطت} لأن العاصي مؤمن فلم تحط به خطيئته، ويدل على ذلك أيضاً أن الرد كان على كفار ادعوا أن النار لا تمسهم إلا أياماً معدودة فهم المراد بالخلود، والله أعلم.)
فقد جزم بأنّ الخطيئة في قوله "وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ " هي الكفر---وأيّد قول السدّي في تفسير قوله تعالى (فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) في تقسيمه للخلود إلى قسمين--
دائم فيما يتعلق بالمشركين---ومستعار لمعنى طول المكث في العصاة من المسلمين--
وقد دعم قوله بالمؤيدات التالية وهي
# قوله بعد ها ({وَ?الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ?الصَّالِحَاتِ أُولَـ?ئِكَ أَصْحَابُ ?الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} دال على أنّ الآية "بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" في الكفّار إذ لو كانت في المؤمنين لما احتيج إلى أن يقال بعدها "والذين آمنوا--"
# وقوله " أحاطت " دال على أنّ الآية في المشركين لأن العاصي مؤمن لا تحيط به خطيئته
# ويدلّ على كون الآية في المشركين هو كونها جاءت جوابا على كفّار ادعوا أنّ النّار لن تمسّهم إلّا أيّاما معدودة في قوله تعالى قبلها مباشرة "* {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ?لنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ?للَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ ?للَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ?للَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[29 Nov 2006, 11:38 م]ـ
لا أسأل عن الجزاء وإنما على من يعود
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Nov 2006, 06:48 م]ـ
السلام عليكم
(قال تعالى {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة (275)]
الأرجح أنّ المعنى هو من عاد إلى أكل الربا وإلى القول بأنّ البيع مثل الربا وبهذا الكلام قال الأئمة الأخيار--
قال الطبري (وَمَنْ عَادَ} يقول: ومن عاد لأكل الربا بعد التحريم، وقال ما كان يقوله قبل مجيء الموعظة من الله بالتحريم من قوله: {إِنَّمَا ?لْبَيْعُ مِثْلُ ?لرّبَو?اْ} {فَأُوْلَـ?ئِكَ أَصْحَـ?بُ ?لنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـ?لِدُونَ} يعني ففاعلو ذلك وقائلوه هم أهل النار، يعني نار جهنم فيها خالدون.)
¥