تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- فإن قلت (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فكن رجلا و أصدُق فيها {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (23) الأحزاب عاهدوا الله على (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) وصدقوا معه على هذا العهد. نَفَذوا عقد العمل حتى رضي الله عنهم في إياك نعبد و رضوا عنه على عون إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).

- " و الذين آمنوا أشد حبا لله" و من أحب الله حافظ و صان وصدق و أوفي بعهده {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (10) الفتح يعاهد الله على (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ويوفى بهذا العهد - (هذا بيني و بين عبدي ولعبدي ما سأل) - أوفى بشروط عقد العمل و الجزاء أَجْرًا عَظِيمًا (على قدر ما تنفذ من عقد العمل سيكون الجزاء)

- {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (111) التوبة

- {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ} (20) الرعد

- ولا عبودية بدون عبادة و لا عبادة بدون صلاة وأول صلاة هى صلاة الصبح

- فإن قرأت الفاتحة في صلاتك و قلت (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فأنت تخاطب الله و هو السميع البصير بأنك تعاهده على توحيده و عبادته وهو على ما تقول شهيد ورقيب وكفيل. فكل إهمال و تكاسل عن بقية الصلوات خرق لعهد (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) الذي تقوله فهل عندما تقوله في صلاتك تكذب على الله و هو الشهيد و الرقيب و الكفيل عليك

- وهل يستقيم أن تقرأ الفاتحة في أي مناسبة (زواج أو جنازة أو ... ) وفيها عهد (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ثم تنصرف بعدها لا تؤدي صلاة و لا تراعي حلالا أو حراما فهل عندما قرأتها كنت تكذب على الله و تخون عهده و هو الشهيد و الرقيب عليك ....... ، .. فاعمل على قدر استطاعتك أن تحافظ وتصون و تَصدُق و توفي بعهد إِيَّاكَ نَعْبُدُ في ما أمر الله به ونهى عنه، و أحرص كل ليلة على خواتيم البقرة ودعاء سيد لاستغفار "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما أستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" ..... ، فالعبادة حقه الذي أوجبه عليك و الاستعانه طلب العون على العبادة وإذا التزمت العبودية أعانك عليها وكلما كان العبد أتم عبودة لله كانت الإعانة من الله له أعظم و كان فضل الله عليه أعظم بقدر عبوديته وطاعنه له ومن يحسن العبودية لله يحسن الله العطاء إليه {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} (36) الزمر وأكمل عبد عبودية لله هو محمد صلى الله عليه وسلم " و كان فضل الله عليك عظيما" و أنفع الدعاء هو سؤال العون على عبادته و طاعته و الصدق معه في (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)

- و أحرص على أن تدعو بعد كل صلاة دعاء معاذ بن جبل الذي أكرمه به رسول الله لحبه له ? اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك?

- وإذا التزمت (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فأحذر الصفات المناقضة للعبودية لله: الكبر و العجب و الرياء و السمعة و الحسد و الحقد و حب الجاه و المال العداوة و البغضاء و التذلل للأغنياء و إحتقار الفقراء و ترك الثقة بمجئ الرزق و خوف سقوط المنزلة من قلوب الخلق و الشح و البخل و طول الأمل و البطر و الغل و الغش و المباهاة و التصنع و المداهنة و القسوة و الفظاظة و الغلظة و الغفلة و الجفاء و الطيش و العجلة و الحدة و الحمية و ضيق الصدر وقلة الرحمة وقلة الحياء و ترك القناعة و حب الرياسة و طلب العلو و الانتصار للنفس إذا نالها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير