تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نقل أخونا الكريم الأستاذ محمود الشنقيطي - سلمه الله - قراءة أُبَيّ: (وإذا الموؤودة سَأَلَتْ بأي ذنب قُتِلْتُ)، وهذه القراءة رويت في كتاب (معاني القرآن) للفراء ج 3 ص 240 (قُتِلَتْ) بسكون التاء، وهذا ضبط غير صحيح، وصواب القراءة والضبط أن تكون التاء للمتكلم فهي بالضم، وذلك حكاية لكلامها في ذلك الموقف.

الأخ منصور وفقه الله لي وقفات على التعليق أعلاه.

الأولى: لم أر في نقل الأخ الشنقيطي ضبط لـ قتلت لا على المجهول ولا على غيره.

الثانية: ليست قراءة أبي المروية في معاني القرآن 3/ 240 بل ما هناك مروي عن ابن عباس بإسنادين

وللفائدة فهما إسنادان لا يفرح بهما فأحدهما مسلسل بالكذبة والآخر فيه مدلس عنعنه أقصد علي بن غراب عن ابن مجاهد عن أبيه وابنا مجاهد اثنان أحدهما متروك وهو عبد الوهاب والثاني ثقة واسمه صباح فهذا إسناد يتوقف فيه للإبهام وعنعنة المدلس

الثالثة: قولك هذا ضبط غير صحيح، ليس في محله لاحتمال وجود قراءة ثالثة وهي سألت بأي ذنب قتلت (مبني للمجهول) وهاك قول الطبري في تفسيره:

وَلَوْ قَرَأَ قَارِئ مِمَّنْ قَرَأَ " سَأَلَتْ بِأَيِّ ذَنْب قُتِلَتْ " كَانَ لَهُ وَجْه , وَكَانَ يَكُون مَعْنَى ذَلِكَ مَعْنَى مَنْ قَرَأَ {بِأَيِّ ذَنْب قُتِلَتْ} غَيْر أَنَّهُ إِذَا كَانَ حِكَايَة جَازَ فِيهِ الْوَجْهَانِ , كَمَا يُقَال: قَالَ عَبْد اللَّه بِأَيِّ ذَنْب ضُرِبَ ; كَمَا قَالَ عَنْتَرَة:

الشَّاتِمَيْ عِرْضِي وَلَمْ أَشْتُمهُمَا ... وَالنَّاذِرَيْنِ إِذَا لَقِيتهمَا دَمِي

وَذَلِكَ أَنَّهُمَا كَانَا يَقُولَانِ: إِذَا لَقِينَا عَنْتَرَة لَنَقْتُلَنَّهُ. فَحَكَى عَنْتَرَة قَوْلهمَا فِي شِعْره ;

وَكَذَلِكَ قَوْل الْآخَر:

رَجُلَانِ مِنْ ضَبَّة أَخْبَرَانَا ... إِنَّا رَأَيْنَا رَجُلًا عُرْيَانَا

بِمَعْنَى: أَخْبَرَانَا أَنَّهُمَا , وَلَكِنَّهُ جَرَى الْكَلَام عَلَى مَذْهَب الْحِكَايَة.

اهـ من جامع البيان

وهو هو كلام الفراء في معاني القرآن 3/ 240 فكأن الطبري نقله دون نسبة لأنه من الذاكرة أو أنهما نقلا من مصدر واحد لكن الفراء أسبق بمائة عام فوفاته سنة 207 هـ وقد أملى المعاني من صدره إملاء وفيه من الإبداع غير المسبوق كما يشهد له من تأمل كلامه. فالله أعلم

================================

وتتميما للفائدة فقراءة:

وإذا الموؤدة سَأَلَتْ بأي ذنب قٌتِلْتُ

هي قراءة تنسب إلى

أبي وعلي وابن عباس وعكرمة وزيد بن علي وابن مسعود والربيع بن خيثم وابن يعمر وجابر بن زيد وأبي صالح والضحاك وأبي عبدالرحمن السلمي وهارون عن أبي عمرو وأبي الضحى مسلم بن صبيح وابن أبي عبلة ومجاهد وأبي عمارة عن حفص

وآخر ثلاثة أسندها لهم الهذلي في كامله ورقة 248 وقراءة أبي الضحى أسندها الطبري في جامع البيان عند تفسير الآية

وأول خمسة عند الكرماني في شواذ القراءات ص 505 بدون سند ومر سندها الضعيف عن ابن عباس عند الفراء

وكذا نسبها للصحابة ابن خالويه في القراءات الشاذة وزاد "عن عشرة من الصحابة " بدون تحديد ص 169 وجميع ذلك بدون إسناد

وبقيتهم تجدهم بمراجعهم في معجم القراءات للخطيب ص 323 - 325 ج 10 ومكرم ص 322 - 323 ج 5

ومعظم ذلك منقول من كتب التفسير غير المسندة

وهذه القراءة ليست في المتواتر

ثم على فرض صحة نسبتها إليهم في بعض الكتب القديمة وانقطاع السند فيما بعد فقد ثبت عن كثير منهم قراءة أخرى هي المتواترة

أقصد

سئلت بأي ذنب قتلت

فلا إشكال فقد اكتفى تلاميذهم أصحاب الأسانيد المتواترة بنقل إحدى القراءتين لموافقتها المصحف المجمع عليه.

وشذوذها اليوم لمخالفتها للمصحف و كون أسانيدها آحاد منقطعة، ولا تضر نسبتها لمن سبق لأن كثيرا من القراء ثبت عنهم أكثر من قراءة في المتواتر دون أن تضعف إحداهما الأخرى، وهنا من باب أولى بل لو قيل بالعكس لم يبعد لأن المتواتر الموافق للرسم أقوى بمراحل وهو علة للأخرى لا العكس.

وقولي مخالف للرسم، لأن قراءة سألت [بهمزة مفتوحة بعد مفتوح] على رسم سئلت بعيد ومخالف للقواعد ولا أعلم له شاهدا في القرآن في غير هذا الموضع.

والله أعلم

ـ[منصور مهران]ــــــــ[18 Dec 2006, 06:30 ص]ـ

مع التحية للدكتور أنمار، فلم أخطئ أخي الفاضل محمود الشنقيطي لأني قلت: (وهذا ضبط غير صحيح) تعقيبا على ما وجدته في مطبوعة (معاني القرآن) فالخطأ من المحقق لهذا الجزء أو المصحح أو هو خطأ مطبعي.

ولو أعدت نظرا - سلمك الله - لِما قلته في تعليقي لتبين لك ذلك جليا.

تلك واحدة،

والثانية أني أوردت القول لبيان ما في (معاني القرآن) من خطأ الطباعة - كما هو واضح في كلامي - وليس للتخريج ولا الترجيح ولا الإسناد فهذا علم يبدي فيه القول كل خبير به وما وجودي في هذا الملتقى إلا لأفيد من كلام أهل العلم، وأبدي ملاحظاتي في حدود تخصصي ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.

والثالثة أن قولي: (هذا الضبط غير صحيح) إنما سقته لخطإ محقق في موضع بعينه من مطبوعة كتاب (معاني القرآن) ومن يتأمل موضعه فسيدرك ذلك بلا جدال، وليس لاحتمال يراه غيري في كتاب آخر.

لذلك أردت التنويه وليس للجدال، وشكر الله لكل من وجد خللا فأصلحه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير