ومن ذالك المعنى ما اخبر به الني صلى الله عليه وسلم بقوله:مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ" سنن الترمذي - (ج 8 / ص 390) وهو عند الحاكم وصححه الالباني رحمهم الله جميعا.
اما جمع القران فله معنى آخر الا وهو ما فعله ابو بكر رضي الله عنه:
حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الاسود عن أبيه قال: جمع أبو موسى القراء فقال: لا يدخلن عليكم إلا من جمع القرآن، قال: فدخلنا زهاء ثلاثمائة رجل فوعظنا وقال: أنتم قراء هذا البلد وأنتم، فلا يطولن عليكم الامد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب. مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 204)
قال ابن ابي شيبة:أول من جمع القرآن حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن عبد خير قال: قال علي: يرحم الله أبا بكر هو أول من جمع بين اللوحين. مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 196).
حدثنا قبيصة عن ابن عيينة عن مجالد عن الشعبي عن صعصعة قال: أول من جمع القرآن وورث الكلالة أبو بكر.:مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 340)
قال الحافظ ابن حجر في باب جمع القران:
قَوْله: (بَاب جَمْع الْقُرْآن)
الْمُرَاد بِالْجَمْعِ هُنَا جَمْع مَخْصُوص، وَهُوَ جَمْع مُتَفَرِّقه فِي صُحُف، ثُمَّ جَمْع تِلْكَ الصُّحُف فِي مُصْحَف وَاحِد مُرَتَّب السُّوَر. وَسَيَأْتِي بَعْد ثَلَاثَة أَبْوَاب " بَاب تَأْلِيف الْقُرْآن " وَالْمُرَاد بِهِ هُنَاكَ تَأْلِيف الْآيَات فِي السُّورَة الْوَاحِدَة أَوْ تَرْتِيب السُّوَر فِي الْمُصْحَف. فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 192).
الذي بقي الامر الاخر وهو النسخ الذي قام به عثمان رضي الله عنه.
بالنسبة للاستشكال اخي فهو ناتج عن دمج الزهري رحمه الله لاكثر من قصة في الرواية الواحدة:
والرواية كاملة هي كما يلي:
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِنْدَهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُمَرُ هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِذَلِكَ وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ قَالَ زَيْدٌ قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ
¥