تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[19 Dec 2006, 07:06 م]ـ

الراجح - واللَّه تعالى أعلم - القول بأن النفخ إنما كان في فرجها المعروف، وليس في فرج ثوبها؛ لأن هذا هو ظاهر القرآن، ومقتضى قول السلف، ومن قال من السلف: إنه نفخ في جيب درعها فمراده أنه نفخ في جيب درعها فبلغت فرجها، كما في أثر عن بعضهم. ولعل الطبري نحا نحوهم.

قال شيخ الإسلام: " إن من نقل أن جبريل نفخ في جيب الدرع فمراده أنه ? ... نفخ في جيب الدرع فوصلت النفخة إلى فرجها ... ".

وقال الشنقيطي: " وقول من قال: إن فرجها الذي نفخ فيه الملك هو جيب درعها ظاهر السقوط؛ بل النفخ الواقع في جيب الدرع وصل إلى الفرج المعروف فوقع الحمل ".

هذا ومن المفسرين من عبَّر عن ذلك بألفاظ مجملة لا يمكن إدراجها تحت أحد القولين.

وهناك من أنكر النفخ وأوله بإحياء عيسى عليه السلام في بطن أمه. والله أعلم.

ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 Dec 2006, 11:16 ص]ـ

الحمد لله، وبعد ..

أما الطريقان الأولان، ففيما يظهر لي لا اشكال إن شاء الله.

وقد يقال في الطريق الثالث أن توجيهه أن هذا من باب الثناء بأنها حفظت جيب درعها أبلغ في الثناء عليها.

سيما أن سياق الآيات من قبل حديث عن خيانة (وهي خيانة الدين) زوجات الأنبياء عليهم السلام.

ثم قصة زوجة فرعون وإيمانها والموضوع ثناء.

فلما جاء أمر مريم رضي الله عنها الصديقة أثنى الله عليها بأبلغ الثناء، فناسب أن يكون هنا حصن فرجها أي جيب درعها وعفافها

وإذا كان قد أحصنت جيب درعها فهي من باب أولى إحصان لفرجها وقد سبق بيان ذلك، وما ذاك إلا لتفيد إفادة جديدة لمريم رضي الله عنها.

ولذا قال الفراء رحمه الله: (ذكر المفسرون أن الفرج جيب درعها وهو محتمل لأن الفرج معناه في اللغة كل فرجة بين الشيئين، وموضع جيب درع المرأة مشقوق فهو فرج، وهذا أبلغ في الثناء عليها لأنها إذا منعت جيب درعها فهي للنفس أمنع) الألوسي (21/ 114)

والآية تحتمل هذا وذاك.

هذا ما ظهر والله أعلم

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Dec 2006, 08:28 م]ـ

أشكر الإخوة الكرام على تفاعلهم مع الموضوع، ولازال شيء من سؤالي قائمًا ـ مع ما قدمتم من فوائد في الموضوع ـ: هل تنبَّه لهذا الاختلاف في ترجيح الطبري مفسر سابق؟

ـ[محب الطبري]ــــــــ[31 Dec 2006, 11:08 ص]ـ

السلام عليكم

اختلاف الترجيح عند المفسرين وغيرهم معروف، فكم من مصنف يرجح في موضع ما ضعفه في موضع آخر، وهذا يعود إلى أسباب متعددة منها، تغير اجتهاده، ومنها خطأ النساخ وسبق القلم ...

لكن المشكل عندي هنا كلمة (إشكالية) هل هي اسم أم مصدر صناعي أم ماذا؟ فقد كثر استعمالها بهذا اللفظ في هذا الزمن. أفيدونا تقبل الله حجكم وطاعتكم.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 Jan 2007, 08:29 ص]ـ

السلام عليكم

أخونا الدكتور مساعد يناقش أمرآ دقيقا وهو

(فهل هناك من انتبه لاختلاف ترجيح الطبري من المفسرين رحم الله الجميع.)

والجواب عندي أنّ المفسرين ممن جاءوا بعده تنبهوا فلم يجدوا ما وجدت أخي الدكتور الفاضل---

وتفصيل ذلك أنّه ليست من ثمة اختلاف في ترجيحه في الموضعين--

ففي الموضع الأسبق وهو موضع سورة الأنبياء

(في قوله تعالى ({وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} الأنبياء91

قال الطبري رحمه الله

(قال أبو جعفر: والذي هو أولى القولين عندنا بتأويل ذلك قول من قال: أحصنت فرجها من الفاحشة لأن ذلك هو الأغلب من معنييه عليه والأظهر في ظاهر الكلام. {فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا} يقول: فنفخنا في جيب درعها من روحنا.)

ففيه فصل بين معنيين---معنى إحصان الفرج الذي هو عضو التناسل وهو موضع مدح قيل لنفي تهمة الفاحشة عنها وخصوصا أنّها ستأتيهم بولد بعد حين

ومعنى النفخ في جيب الدرع والذي نصّه " {فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا " وهو تابع بدلالة الإشارة لمعنى إحصان الفرج الذي هو عضو التناسل---فلأنّه محصن لا ينفخ فيه أيضا----ومن نافلة القول أن نقول بأنّه لا ضرورة ليحصل نفخ في عضو التناسل ليحصل حمل فقدرة الله عز وجل لا تحتاج إلى كيفيّة محددة ---

إذن النفخ عنده في هذا الموضع نفخ في جيب الدرع

وفي الموضع اللاحق وهو موضع سورة التحريم

وقال تعالى

({وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} التحريم12

قال فيها الطبري

(يقول تعالى ذكره: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أحْصَنَتْ فَرْجَها} يقول: التي منعت جيب درعها جبريل عليه السلام، وكلّ ما كان في الدرع من خرق أو فتق، فإنه يسمى فَرْجاً، وكذلك كلّ صدع وشقّ في حائط، أو فرج سقف فهو فرج.

وقوله: {فَنَفَخْنا فِيهِ منْ رُوحِنا} يقول: فنفخنا فيه في جيب درعها، وذلك فرجها، من روحنا من جبرئيل، وهو الروح.))

والموضع ليس فيه كلام عن الفرج الذي هو عضو التناسل ---فقد لاحظنا في قوله عزّ وجل "الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا " ---أنّ " فيه " تعود على الفرج المنفوخ فيه---وعنده في الموضع السابق أنّ الفرج المنفوخ فيه هو جيب الدرع فناسب أن يقول هنا أيضا عنه بأنّه جيب الدرع---فلا تعارض في الموضعين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير