تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[روضة]ــــــــ[01 Jan 2007, 07:00 م]ـ

جاء في البحر المحيط والدر المصون: بين الجملتين مقابلة لفظية (مشاكلة)؛ إذ المتأخر أتى بزيادة في العبادة، فله زيادة في الأجر، ورفع الإثم إنما يقال في حقّ المقصر ولا يقال في حقّ من أتى بتمام العمل، فجاء هنا للموافقة اللفظية، فهي في مقابل قوله: (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه) (1). وقال في الكشاف: " فإنْ قلتَ: كيف قال: (فلا إثم عليه) عند التعجّل والتأخر جميعاً؟ قلتُ: دلالة على أن التعجّل والتأخر مخيّر فيهما، كأنه قيل: فتعجلوا أو تأخروا، فإنْ قلتَ: أليس التأخر بأفضل؟ قلتُ: بلى، ويجوز أن يقع التخيير بين الفاضل والأفضل، كما خيّر المسافر بين الصوم والإفطار، وإن كان الصوم أفضل" (2).

وتخصيص (التقوى) بالذكر؛ "لأن مدار الأعمال البدنيات على النيات، أي أن نفي الإثم لمن أدار أفعاله على ما يرضي الله" (3)، ولئلا يتخالج في قلب الحاج المتقي شيء من التعجل أو التأخر، فيحسب أن أحدهما يرهق صاحبه آثام في الإقدام عليه؛ لأن ذا التقوى حذر متحرز من كل ما يريبه، ولأنه هو الحاج على الحقيقة عند الله (4).

[ line]

(1) ينظر: أبو حيان، البحر المحيط، (323:2)، والسمين الحلبي، الدر المصون، (502:1).

(2) الزمخشري، الكشاف، (247:1)، وهذا ما ذهب إليه أيو السعود، إرشاد العقل السليم، (210:1)، والشهاب، عناية القاضي وكفاية الراضي، (500:2)، والألوسي، روح المعاني، (489:1).

(3) باختصار: البقاعي، نظم الدرر، (383:1).

(4) ينظر: الزمخشري، الكشاف، (247:1).

ـ[المسيطير]ــــــــ[02 Jan 2007, 06:28 م]ـ

سُئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى:

عن قوله تعالى: (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى [البقرة:203] ما معنى: (لمن اتقى)؟.

الجواب:

أي أن هذا الحكم إنما هو لمن اتقى الله عز وجل، بحيث أتى بالحج كاملاً قبل التعجل، أوتأخر للتقرب إلى الله عز وجل، لا لغرض دنيوي، أو حيلة، أو ما أشبه ذلك، فيكون هذا القيد راجعاً لمسألتين:

- للتعجل.

- والتأخر.

وقيل: إن القيد للأخير فقط: (وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى) [البقرة:203] يعني: أن التأخر أَتْقَى لله عز وجل؛ لأنه خير من التعجل؛ حيث إن الرسول عليه الصلاة والسلام تأخر، وحيث إن المتأخر يحصل له عبادتان: الرمي والمبيت.

لكن الأظهر والله أعلم أن هذا القيد للتعجل والتأخر بحيث يحمل الإنسان تقوى الله عز وجل على التعجل أو التأخر.

ـ[أبو المنذر]ــــــــ[04 Jan 2007, 02:40 م]ـ

جزاك الله خيرا

وسمعت لخطيب المسجدـ (مسجد الكويتات) كما فهمت من بعض المرشدين ـ في منى تفسيرا يقول فيه:

لمن اتقى ترجع للمتعجل اذ يجب عليه ان يكون تعجله من أجل مصلحة دينية أودنيويه وليس مجرد الرغبة في العودة أو

الشعور بالملل وليعلم أنها رخصة أي التعجل والمولى سبحانه مطلع على السرائرفليتقي الله في تعجله

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[04 Jan 2007, 02:54 م]ـ

تعرض الإمام الشاطبي رحمنا الله وإياه في الموافقات إلى ماجاء من أدلة الشرع برفع الجناح أو الإثم عن فاعل الشيئ, وقرر أنه لا يلزم من تلك التعابير برفع الإثم والجناح الإباحةُ فحسب , بل قد يتعداها لازمُ التعبير بهما إلى الندب أو الوجوب, ومثل للندب بآيتنا هذه وذكر أن التأخر مطلوبٌ طلب ندب وأنه أفضل من التعجل لاستمرار المتأخر في عبادة فرغ منها المتعجل, ومثل أيضا لانصراف رفع الحرج من الإباحة للوجوب بآية لصفا والمروة ..

ويقول الإمام الكاساني عليه رحمةالله في بدائع الصنائع:

و في ظاهر هذه الآية الشريفة إشكال من وجهين:

أحدهما: أنه ذكر قوله تعالى: {لا إثم عليه} في المتعجل و المتأخر جميعا و هذا إن كان يستقيم في حق المتعجل لأنه يترخص لا يستقيم في حق المتاخر لأنه أخذ بالعزيمة و الأفضل .. !!

و الثاني: أنه قال تعالى في المتأخر: {فلا إثم عليه لمن اتقى} قيده بالتقوى و هذا التقييد بالمتعجل أليق لأنه أخذ بالرخصة و لم يذكر فيه هذا التقييد .. !!

و الجواب عن الإشكال الأول: ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية فمن تعجل في يومين غفر له و من تأخر غفر له و كذا روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى {فلا إثم عليه}: رجع مغفورا له و

أما قوله تعالى: {لمن اتقى} فهو بيان أن ما سبق من وعد المغفرة للمعتجل و المتأخر بشرط التقوى.

ثم من أهل التأويل من صرف التقوى إلى الاتقاء عن قتل الصيد في الإحرام أي لمن اتقى قتل الصيد في حال الإحرام و صرف أيضا قوله تعالى: {و اتقوا الله} أي فاتقوا الله و لا تستحلوا قتل الصيد في الحرام و منهم من صرف التقوى إلى الاتقاء عن المعاضي كلها في الحج و فيما بقي من عمره و يحتمل أن يكون المراد منه التقوى عما حظر عليه الإحرام من الرفث و الفسوق و الجدال و غيرها الله تعالى أعلم

لطيفة في الوقف:

وأذكر أن فضيلة شيخ قراء المسجد النبوي الشيخ: إبراهيم الأخضر يختار الوقف على قوله تعالى (فلا إثم عليه) , ثمَّ يستأنف بقول الله (لمن اتقى) وهذه إشارة إلى عود المعنى على المتعجل والمتأخر ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير