أنقل هنا كلام الباحث حول تقسيم الشاطبي لعلوم القرآن. ولو أمكن لبعض الإخوة أن يبسطه (بالعودة إلى كتاب الموافقات)، فسوف أضيفه (بإذن الله) في ملف الباوربوينت الذي جمع مختلف تصنيفات العلوم المتعلقة القرآن، والموضوع في مرفقات هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=242) .
=====
المبحث الرابع: مع الإمام أبي إسحاق الشاطبي في أقسام العلوم المضافة إلى القرآن الكريم [68]
قسم أبو إسحاق العلوم المضافة إلى القرآن إلى أربعة أقسام، فقال:
"قسم: هو كالأداة لفهمه واستخراج ما فيه من الفوائد، والمعين على معرفة مراد الله تعالى منه، كعلوم اللغة العربية - التي لا بد منها - وعلم القراءات، والناسخ والمنسوخ، وقواعد أصول الفقه، وما أشبه ذلك" [69].
ثم ذكر أبو إسحاق أن هذا الجانب قد يُدخل فيه ما ليس منه، كقول من قال: إن علم الهيئة وسيلة إلى فهم قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} [70]، وقول من قال: إن علوم الفلسفة مطلوبة إذ لا يُفهم المقصود من الشريعة إلا بها [71].
ثم رد أبو إسحاق على قائل ذلك بقوله: "ولو قال قائل إن الأمر بالضد مما قال لما بَعُد في المعارضة. وشاهد ما بين الخصمين شأن السلف الصالح في تلك العلوم، هل كانوا آخذين فيها، أم كانوا تاركين لها، أو غافلين عنها؟ مع القطع بتحققهم بفهم القرآن، يشهد لهم بذلك النبي صلى الله عليه وسلم والجم الغفير، فلينظر امرؤ أين يضع قدمه" [72].
ثم ذكر أبو إسحاق القسم الثاني بقوله: "وقسم هو مأخوذٌ من جملته من حيث هو كلام لا من حيث هو خطاب بأمر أو نهي أو غيرهما، بل من جهة ما هو هو، وذلك ما فيه من دلالة النبوة، وهو كونه معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا المعنى ليس مأخوذًا من تفاصيل القرآن كما تؤخذ منه الأحكام الشرعية، إذ لم تنص آياته وسوره على ذلك مثل نصها على الأحكام بالأمر والنهي وغيرهما، وإنما فيه التنبيه على التعجيز أن يأتوا بسورة مثله، وذلك لا يختص به شيء من القرآن دون شيء، ولا سورة دون سورة، ولا نمط منه دون آخر ... " [73].
ثم ذكر القسم الثالث بقوله: "وقسم هو مأخوذ من عادة الله تعالى في إنزاله، وخطاب الخلق به ... ويشتمل على أنواع من القواعد الأصلية والفوائد الفرعية، والمحاسن الأدبية" [74].
ثم ذكر على هذا القسم تسعة أمثلة [75]، جدير بأهل القرآن أن يراجعوها ففيها من الفوائد الشيء الكثير.
ثم ذكر القسم الرابع بقوله: "وقسم هو المقصود الأول ... وذلك أنه محتوٍ من العلوم على ثلاثة أجناس ... أحدها: معرفة المتوجَّه إليه، وهو الله المعبود سبحانه. والثاني: معرفة كيفية التوجه إليه. والثالث: معرفة مآل العبد ليخاف الله به ويرجوه" [76].
ثم شرح هذه الأجناس الثلاثة بكلام نفيس، نحيل القارئ على مراجعته [77].
...
[68] نقل هذا المبحث القاسمي في مقدمة تفسيره. انظر منه (1/ 88) وما بعدها.
[69] الموافقات (4/ 198).
[70] سورة ق، الآية: 6.
[71] انظر الموافقات (4/ 198). وقد ذكر أن القول الأول صدر عن الرازي، والثاني عن ابن رشد.
[72] المصدر نفسه (4/ 198).
[73] انظر المصدر نفسه (4/ 199).
[74] انظر المصدر نفسه (4/ 200).
[75] انظر المصدر نفسه (4/ 200 - 203).
[76] انظر المصدر نفسه (4/ 204).
[77] انظر المصدر نفسه (4/ 204 - 207).