أو تصبحي في الظاعن الموَلِّي
نُسَلِّ وجد الهائم الْمُغْتَلِّ
ببازل وَجْناء أو عَيْهَلِّ
(الْمُغْتَلّ: الذي اغتلّ جوفُه من الشوق والحب والحزن كغُلّة العطش، والبازل: الداخل في السنة التاسعة من الإبل ذكرًا كان أو أنثى،والوجناء: الممتلئة باللحم أو الشديدة، والعيهلُ: الطويلة أو السريعة، وتشديداللام ضرورة).
3 - وحديث أبي سعيدالخدري - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل: ما حبسك عن الصلاة؟ فذكر شيئًا اعتلّ به " (مسند الإمام أحمد 3/ 85).
4 - وحديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال للرجل الذي اشتدّ على جابر في تقاضي دينه: " أيْسِرْ جابرَ بن عبد الله (أي: أَنْظِرْه إلى ميسرة)، فقال: ما أنا بفاعل،واعتلّ، وقال: إنما هو مال يتامى " (مسند الإمام أحمد 3/ 398، وسنن الدارمي،حديث 45)
5 - وحديث النعمان بن مُقَرِّن - رضي الله عنه - قال: " قدم رجال من مُزَيْنة، فاعتلّوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم لا أموال لهم يتصدقون منها " (الإصابة 6/ 449، وقال: أخرجه ابن شاهين).
6 - وقال الفرزدق:
له راحةٌ بيضاءُ يَنْدَى بَنانُها قليلٌ إذا اعتلّ البخيلُ اعتلالُها
نسب الاعتلال إلى اليد، والمراد صاحبها، وهو الممدوح.
7 - وقال كُثَيِّر:
إذا ذرفتْ عيناي أعتلّ بالقذى وعزّةُ - لو يدري الطبيب - قذاهما
وأنتِ التي حبّبْتِ شَغْبًا إلى بَدَا إليّ، وأوطاني بلادٌ سواهما
حلَلْتِ بهذا حَلّةً، ثم حَلّةً بهذا، فطاب الواديان كلاهما
(شَغْب وبَدَا: موضعان).
8 - وقال أبو قيس بن الأسْلَت:
وتُكرِمُها جاراتها فيزرْنَها وتعتلّ عن إتيانهن فتُعْذَرُ
والله أعلم
نشر في: مجلة الثقافة العربية - بنغازي9/ 2003
مجلة جذورجدة - 3/ 2004
وفي النهاية في غريب الحديث والأثر
مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد (ابن الأثير)
الجزء الثالث:
[ص: 291] (عَلَلَ) (هـ) فِيهِ أُتِيَ بِعُلَالَةِ الشَّاةِ فَأَكَلَ مِنْهَا أَيْ بَقِيَّةِ لَحْمِهَا، يُقَالُ لِبَقِيَّةِ اللَّبَنِ فِي الضَّرْعِ، وَبَقِيَّةِ قُوَّةِ الشَّيْخِ، وَبَقِيَّةِ جَرْيِ الْفَرَسِ: عُلَالَةٌ، وَقِيلَ: عُلَالَةُ الشَّاةِ: مَا يُتَعَلَّلُ بِهِ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، مِنَ الْعَلَلِ: الشُّرْبِ بَعْدَ الشُّرْبِ.
* وَمِنْهُ حَدِيثُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ " قَالُوا فِيهِ بَقِيَّةٌ مِنْ عُلَالَةٍ " أَيْ بَقِيَّةٌ مِنْ قُوَّةِ الشَّيْخِ.
* وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي حَثْمَةَ يَصِفُ التَّمْرَ " تَعِلُةُ الصَّبِيِّ وَقِرَى الضَّيْفِ " أَيْ مَا يُعَلَّلُ بِهِ الصَّبِيُّ لِيَسْكُتَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ " مِنْ جَزِيلِ عَطَائِكَ الْمَعْلُولِ " يُرِيدُ أَنَّ عَطَاءَ اللَّهِ مُضَاعَفٌ، يَعُلُّ بِهِ عِبَادَهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى.
* وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:
كَأَنَّهُ مُنْهَلٌ بِالرَّاحِ مَعْلُولُ
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ أَوِ النَّخَعِيِّ فِي رَجُلٍ ضَرَبَ بِالْعَصَا رَجُلًا فَقَتَلَهُ قَالَ: " إِذَا عَلَّهُ ضَرْبًا فَفِيهِ الْقَوَدُ " أَيْ إِذَا تَابَعَ عَلَيْهِ الضَّرْبَ، مِنْ عَلَلِ الشُّرْبِ.
(هـ) وَفِيهِ الْأَنْبِيَاءُ أَوْلَادُ عَلَّاتٍ أَوْلَادُ الْعَلَّاتِ: الَّذِينَ أُمَّهَاتُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ وَأَبُوهُمْ وَاحِدٌ. أَرَادَ أَنَّ إِيمَانَهُمْ وَاحِدٌ وَشَرَائِعَهُمْ مُخْتَلِفَةٌ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ " يَتَوَارَثُ بَنُو الْأَعْيَانِ مِنَ الْإِخْوَةِ دُونَ بَنِي الْعَلَّاتِ " أَيْ يَتَوَارَثُ الْإِخْوَةُ لِلْأَبِ وَالْأُمُّ، وَهُمُ الْأَعْيَانُ، دُونَ الْإِخْوَةِ لِلْأَبِ إِذَا اجْتَمَعُوا مَعَهُمْ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ.
مَا عِلَّتِي وَأَنَا جَلْدٌ نَابِلٌ
أَيْ مَا عُذْرِي فِي تَرْكِ الْجِهَادِ وَمَعِي أُهْبَةُ الْقِتَالِ؟ فَوَضَعَ الْعِلَّةَ مَوْضِعَ الْعُذْرِ.
* وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ " فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَضْرِبُ رِجْلِي بِعِلَّةِ الرَّاحِلَةِ أَيْ بِسَبَبِهَا، يُظْهِرُ أَنَّهُ يَضْرِبُ جَنْبَ الْبَعِيرِ بِرِجْلِهِ، وَإِنَّمَا يَضْرِبُ رِجْلِي.
وقد علق د. وميض بن رمزي العمري في كتابه – تمكين الباحث من الحكم بالنص بالحوادث ص 29 - 31 - بعدما ساق حديث عائشة السابق قائلا:
"فالعلة هنا – في حديث عائشة- ليست هي الحكمة ولا الباعث على الحكم ولا العلامة عليه أو الوصف المعروف له، لو كان الأمر كذلك لقالت عائشة – رضي الله عنها – فيضرب رجلي بعلة رفع الخمار أو بعلة ظنه وجود أجانب أو نحو ذلك مما يتضمن المعنى الذي يقتضي الحكم الفقهي ... ثم قال:"هذا هو معنى العلة في اللغة وأراه بعيدا من جهة اللغة عن المعاني التي تثبت بها الأحكام".أ. هـ