تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من خلال تتبعي للتفاسير في الدراسة التطبيقية لسورة البقرة، تبين لي اعتماد كثير من المفسرين لهذا العلم على تفاوت بينهم في ذلك، ومن أبرزهم ابن جرير وابن عطية وأبو حيان وابن كثير، وابن عاشور. وسأبين في حلقات التعريف بهذا العلم مناهجهم في ذلك بإذن الله تعالى

ولكن لم أقف على تفسير معين اعتمد السياق في جميع تفسيره، وعنى به في جميع ترجيحه، وهذا الذي يؤكد ضرورة العناية بهذا العلم في التفسير.

ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[23 Jan 2007, 10:48 ص]ـ

الدكتور عبدالرحمن وفقه الله

قرأت ماسطره قلمك عن النظرة الجديدة التي جاد بها فكرك ونظرك الثاقب، وقد أمعنت النظر فيه، وأظن أن ماتوصلت إليه من من تحديد الوحدات الخمس هو خلاصة جهد وممارسة، وقد لفت نظري بأنك جعلت السياق هو أهم وحدة جامعة، وهي في نظري نتيجة صحيحة، إذ إن السياق حقيقة جامع للوحدات التي تسبقه كلها فهو نظرية تشمل الكلمة وموقعها وسر تعبيرها، والحروف ومعانيها، والجمل وترابطها.

وأرجو أن تأذن لي بإعادة نشر الخلاصة مع اختصار وترتيب لها ليكون مؤكداَ وشاهداَ لأهمية علم السياق ودراسته:

(((الخلاصة في ضوء كون التفسير هو علم فهم معاني القرآن على مراد الله أو كما فهمه النبي وصحبه فهو بهذا المعنى (علم دلالة القرآن)، ولما كان السياق اللغوي هو وحدة دلالية عند جميع علماء اللسانيات المعاصرين كان علم السياق القرآني أهم وحدة (تفسيرية) إذ يمكن أن ننقل الترتيب التصاعدي للوحدات الدلالية (كلمة -عبارة-جملة-سياق) إلى علم التفسير فنقول:

1 - الوحدة التفسيرية الصغرى هي الكلمة القرآنية: ولضبط هذه الوحدة نحصر مراجعها في علم المعاجم ومعاني الكلمات ومفردات القرآن، وكتب التصريف والصرف لأنه علم الصيغ، وكتب علم معاني الأدوات فهو جزء من علم النحو.

2 - الوحدةالتفسيرية الثانية (العبارة أو شبه الجملة في القرآن) فكانت تدرس في كتب النحو، وفي حقل الإضافة أيضا من تلك الكتب.

3 - الوحدة التفسيرية الثالثة هي الجملة القرآنية، وهذه مراجع دراستها جميع كتب النحو والتفاسير خصوصا تلك التي تركز على النحو في منهجها.

4 - الوحدة التفسيرية الرابعة هي السياق، والمرجع في فهم السياق القرآني هو علم ترابط الجمل ومرجعه تفسير الزمخشري، وعلم النظم والبلاغة بكتبها المعروفة. وعلم السياق القرآني أهم وحدة (تفسيرية). وربط السياق اللغوي بواقعه التاريخي مهم، ويحوج المفسر لهذه الوحدة التفسيرية العودة إلى كتب التاريخ بمعناه العام بما فيها كتب الحديث والسير والمغازي، لكنه عند هذه المرحلة يكون قد دخل الوحدة التفسيرية الكبرى الخامسة وهي (السياق الحضاري -التاريخي-الاجتماعي) للنص القرآني، والمقارنة بين السياقين في خصوص النص القرآني هي نوع من العلم جميل وجديد ولذيذ.

وعلى ذلك يكون:

- العالم بمفردات القرآن والمعاجم: مرجعنا في فهم الوحدة التفسيرية الأولى يشاركه في ذلك العالم بوظائف الكلمات القواعدية ومعانيها، وتحولات صيغ الأفعال ومعاني الزيادات.

- ويكون العالم بالنحو المُغني لفهمه لكتب النحو في التراث بقراءات لسانية معاصرة مرجعنا في الوحدة التفسيرية الثانية والثالثة.

- ويكون عالم البلاغة وعِلم ترابط الجمل والمحيط بأسباب النزول الناقد لها في ضوء منهج المحدثين مرجعنا في الوحدة التفسيرية الرابعة.

- وأما المرجع للوحدة التفسيرية الخامسة فهو كل ما يكتب في الدفاع عن العقيدة الإسلامية. لأنها هي السياق الحضاري العام لورود القرآن. وأما الأساس الثاني فهو ضرورة اعتبار السيرة النبوية ...

هذه الضوابط ترتب المعاني والأفكار بحسب اقترابها من المعنى المتحصل من ربط القرآن بسيرة النبي وبما ثبت من طريقة فهم الصحابة له. وهيهات أن يحيط بالوحدات التفسيرية الخمس رجل واحد ولكن يمكن رسم المخطط العام للمقاربة العلمية في التفسير. والله من وراء القصد))) اهـ باختصار وترتيب.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير