تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأصحابه إلا ليبيّن، لهم شيئاً يفهمونه بعقولهم، ويدركونه بعلومهم التي كانت عندهم ذلك الوقت. وقد كثر استخدام التعبير (مسيرة كذا وكذا عام) في السنّة ولم يفهم منه إلا المسيرة التي يعرفونها مما يقطعه أي الراكب أو الراكب المجدّ، بحسب السياق، وإن كان المقصود خلاف ذلك فإنه يبينه، والله أعلم. هذا وقد ذكر شراح الحديث في كتبهم ما المقصود بالمسافة المحددة بالأعوام، فعلى سبيل المثال: * قال الحافظ ابن حجر رحه الله في الفتح: (عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ... ) الحديث. قوله: (يسير الراكب) أي أي راكب فرض , ومنهم من حمله على الوسط المعتدل) انتهى كلام الحافظ رحمه الله. * ذكر ابن القيّم رحمه الله في تعليقه على سنن أبي داود: (وَحَيْثُ قَدَّرَ بِالْخَمْسِمِائَةِ أَرَادَ بِهِ السَّيْر الَّذِي يَعْرِفُونَهُ سَيْر الإِبِل وَالرِّكَاب ... ) انتهى كلامه رحمه الله. فمن هذا يتبين ما المراد بالخمسمائة سنة أو الألف سنة أو أي عدد من الأعوام يرد مطلقاً، والله أعلم. ومعلوم أنه لم يكن في علمهم ذلك الوقت السرعة المدارية للقمر أو دورانه في مدار منعزل ... فوجب حمل المفهوم من الآية على ما كان يفهمه الرسول صلى الله عليه وسلّم وأصحابه منها؛ بل وإني أرى أن ذلك قد يجر إلى أمور أخطر مما ذكر بكثير: وهو أن بعض الأمور الغيبية ذكرت في الكتاب والسنّة مقدرة بنفس الطريقة فهل نجري عليها نفس العمليات الحسابية؟! فقد ورد أن بين مصراعي أبواب الجنة مسيرة أربعين عام، فهل تكون: 25.83134723 × 480/ 12000= 1.0332538892 بليون كم!! هل يجوز أن نقول هذا؟ لا يخلو هذا الذي ذكرته من تكلّف وإلزام أمرِ قد لايكون لازماً عند الباحث أو حتى في الأمر نفسه، ولكن من يدري، فسياق سير الأمور هذه الأيام لا يستبعد أن يطبّق هذا أحدٌ ما. أما بالنسبة للأخ كاتب المقال المنشور بالمشاركة الأصلية، فقد فاته أمور أحب أن أضيفها (كلها من بنات فكري!!) وهي: (لاحظ العلاقة بين اليوم والأسبوع والشهر والسنة) * عدد سور القرآن = 114 = وهو يساوي مربع العدد 12 وهو يساوي عدد أشهر السنة!! * عدد آيات سورة الفاتحة = 7 وهو نفس عدد أيام الأسبوع!! * سورة السجدة تقرأ كل (أسبوع) وعدد آياتها = 30 وهو نفس عدد أيام الشهر!!! هذه العلاقات احتاجت أقل من دقيقة من وقتي كي اكتشفها! فهل هذا هو التدبّر الذي أمر الله عز وجل به، أم هذا هو الفقه الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلّم لابن عبّاس؟! أيها الأحبة، هذا الكتاب أنزل لأمر وراء ذلك كله ? كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ?، فهل تدبرنا آياته حق التدبّر، وهل عملنا بهذا الذي عرفنا بالتدبّر؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... ودمتم،،،

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير