أحسنت. الإضمار ليس إلا مدخلا إلى موضوع آخر هو الفاعلية والتراكيب في العربية من حيث تناول النحاة لها ووضع القواعد التي استقرؤوها وسرنا عليها. وهذا النقاش علمي لغوي لساني, والوصف النحوي للعربية ليس منزلا من السماء بل هو موضوع, والوضع بشري, ونقاشنا فيه نقاش يحترم فيه الخلف السلف ولا ينقصون من قيمتهم شيئا, بل ويجلونهم إجلالا. ولذلك قدمت بمنزلة العربية من حيث كونها لغة ومن حيث تناول نظامها الموصوف, كي تزال قدسية النحو وهو وصف النظام اللغوي.
آمل أن تكون الفكرة قد وصلت.
ـ[جلمود]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 10:54 م]ـ
كل ذلك جميل, ولكنه لا يعني شيئا, لأن في كل لغة أساليب وميزات تميزها عن أخواتها, وربما يتفوق بعضها على العربية كما تتفوق هي على بعضها.
وشكرا.
بارك الله فيكم!
كثيرا ما سمعنا من دارسي علم اللغة الحديث مثل هذه العبارات الطنانة، ولكننا نسمع قعقعة ولا نرى طحنا، بل إن بعضهم يتهم من يفضّل العربية على اللغات الأخرى بالتعصب والشعوبية، وكنا نود من أستاذنا ضاد ـ وهو الدارس لعدة لغات ـ أن يبين لنا بالدليل والبرهان صدق مقولته السابقة.
ونحن إذ نفضل العربية على غيرها فإنما ننطلق من معايير منهجية ورؤى علمية ومنهج تجريبي، فللعربية مميزات وصفات وخصائص لا تتوافر كاملة في أي لغة، أما من يدعي غير ذلك فعليه البرهان والدليل لا إطلاق القول.
فللعربية مميزات تجعلها تتفوق على اللغات الأخرى منها على سيبل المثال لا الحصر:
نظامها الصوتي الفريد، ذالكم النظام الذي" يستوعب أكثر الأصوات التي يمكن أن ينتجها جهاز النطق البشري فليس فيها مخرج صوتي واحد ناقص ومن هنا اشتمات على مجموعات صوتية لا توجد ـ بكمالها ـ إلا فيها، وهي أصوات الحلق وأصوات الإطباق "
ومنها:"الإعراب الذي احتفظت العربية وحدها ـ دون سائر اللغات ـ بكل مظاهره حتى اليوم، والذين يعرفون العربية ويحسنون ذوقها هم الذين يعلمون علم اليقين أن ظاهرة الأعراب تمنح المتكلم بهذه اللغة طاقة هائلة على تنويع الكلام وتصريف جهاته لأن حركات الإعراب دوال المعاني ".
هذه بعض مميزات اللغة العربية على سائر اللغات، فهل هناك مميزات للغات الأخرى على العربية تنفرد بها هذه اللغات!؟ ولكن ما نريده من أستاذنا ضاد أن ينقلنا من القول والزعم إلى الدليل والأمثلة الحية.
والسلام!
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[23 - 01 - 2008, 12:11 ص]ـ
الموضوع يدور حول طبيعة اللغة، فالعلماء لم يخترعوا لغة بل وصفوا اللغة بما هو راهن وملموس ومعاش
فعاينوا تراكيب، نحو: فعل + اسم
وأخرى نحو: اسم + فعل
فاصطلحوا على الأولى بمصطلح الجملة الفعلية، وعلى الأخرى بالجملة الاسمية
ثم أن التركيب الفعلي، والذي يتصدره فعل، لا بد له من فاعل قد يظهر وقد يستتر، والظهور والاستتار لم يكن إلا لقرائن يستجلبها المتكلم حين يتكلم والسامع حين يسمع ..
وأظنني سأقصر الحديث على محور التركيب الفعلي باعتبار موضوعك يا ضاد
نعود، وأظنني أحيي فيك نظرة الباحث اللغوي، على اعتبار متقاطعيك هنا ينظرون إلى المسألة نظرة النحوي
عموما، مسألة التركيب الفعلي، مسألة خصخصة، بمعنى الاستقالية في البناء اللغوي العربي، فهو أحد عمودين في البناء
لولاه سقط، وبما أن الأمر على هذه الحال فلا يمكن أن نستبعد استقلاليته في مجمل السرد اللغوي، بمعنى أن التركيب الفعلي وإن كان منسجما متسقا ضمن نص متآخم متكامل، فلا بد وأنه كينونة بذاتها، وبالتالي فإن سلامة البنية في التركيب الفعلي لا بد وأن ينظر إليها بعين الاعتبار من حيث تلازم وحداته البنيوية، فالتركيب الفعلي يتضمن وحدات بنيوية متلازمة لا يمكن أن تنشطر أو تتجزأ، اضرب لك مثلا هنا بخطابي لك ساعة وداد فأقدم لك وردة زاهية كزهوك فأقول: خذْ
نص متكامل من حيث تركيبه وبنياته، فعل + فاعل = خذ أنت.
لذا نص النحاة بعد تأمل ونظر في التراكيب الفعلية أن الفعل يتبعه فاعل على وجهين، أو صورتين، فأما الأولى فظاهر الحال، أن الفاعل ظاهر غير مستتر كسياقك: تكتب البنتُ رسالة.
والثانية كون الفاعل مستترا، لا يظهر، لكن الوعي اللغوي يستحضره من خلال القرينة والدليل والتموضع الإشاري
¥