وفلان عامر لربه أي عابد، وتركت فلاناً يعمر ربه أي يعبده وهو غريب. وفي البيت توجيهات فقال سيبويه فيه: الأصل عمرتك الله تعالى تعميراً فحذف الزوائد من المصدر وأقيم مقام الفعل مضافاً إلى مفعوله الأول، ومعنى عمرتك أعطيتك عمراً بأن سألت الله تعالى أن يعمرك فلما ضمن عمر معنى السؤال تعدى إلى المفعول الثاني ـ أعني الاسم الجليل ـ فهو على هذا منصوب، وأجاز الأخفش رفعه ليكون فاعلاً أي عمرك الله سبحانه تعميراً، وجوز الرضيّ أن يكون ـ عمرك ـ فيه منصوباً على المفعول به لفعل محذوف أي أسأل الله تعالى عمرك وأسأل متعد إلى مفعولين، أو يكون المعنى أسألك بحق تعميرك الله تعالى أي اعتقادك بقاءه وأبديته تعالى فيكون انتصابه بحذف حرف القسم نحو الله لأَفعلن، وهو مصدر محذوف الزوائد مضاف إلى الفاعل والاسم الجليل مفعول به له، ولا بأس بإضافة ـ عمر ـ إليه تعالى، وقد جاء مضافاً كذلك قال الشاعر: إذا رضيت عليَّ بنو قشير لعمر الله أعجبني رضاها
وقال الأعشى: ولعمر من جعل الشهور علامة منها تبين نقصها وكمالها
وزعم بعضهم أنه لا يجوز أن يقال: لعمر الله تعالى لأنه سبحانه أزلي أبدي، وكأنه توهم أن العمر لا يقال إلا فيما له انقطاع وليس كذلك، وجاء في كلامهم إضافته لضمير المتكلم، قال النابغة: لعمري وما عمري عليَّ بهين
وكره النخعي ذلك لأنه حلف بحياة المقسم، ولا أعرف وجه التخصيص فإن في {لَعَمْرُكَ} خطاباً بالشخص حلفاً بحياة المخاطب وحكم الحلف بغير الله تعالى مقرر على أتم وجه في محله. وقرأ ابن عباس رضي الله تعالى عنهما و {عمرك} بدون لام.
{إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ} أي لفى غوايتهم أو شدة غلمتهم التي أزالت عقولهم وتمييزهم بين خطئهم والصواب الذي يشار به إليهم {يَعْمَهُونَ} يتحيرون فكيف يسمعون النصح، وأصل العمة عمى البصيرة وهو مورث للحيرة وبهذا الاعتبار فسر بذلك، والضمائر لأهل المدينة، والتعبير بالمضارع بناء على المأثور في الخطاب لحكاية الحال الماضية، وقيل: ونسب إلى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الضمائر لقريش، واستبعده ابن عطية وغيره لعدم مناسبة السباق والسياق، ومن هنا قيل: الجملة اعتراض وجملة {يَعْمَهُونَ} حال من الضمير في الجار والمجرور، وجوز أن تكون حالاً من الضمير المجرور في {سَكْرَتِهِمْ} والعامل السكرة أو معنى الإضافة، ولا يخفاك حاله، وقرأ الأشهب {سكرتهم} بضم السين، وابن أبي عبلة {سكراتهم} بالجمع، والأعمش {سكرهم} بغير تاء، وأبو عمر وفي رواية الجهضمي {أَنَّهُمْ} بفتح الهمزة، وقال أبو البقاء: وذلك على تقدير زيادة اللام، ومثله قراءة سعيد بن جبير {إلا أنهم يأكلون الطعام} [الفرقان: 20] بالفتح بناء على أن لام الابتداء إنما تصحب إن المكسورة الهمزة وكأن التقدير على هذه القراءة لعمرك قسمي على أنهم فافهم.
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 11:37 م]ـ
بارك الله فيك أبا ماجد
واسمح لي أن أقتبس مما نقلته سابقا ما يدل على صحّة ما توجهت إليه أنا وهو كون عمّرَ فعلا يفيد الدعاء أي أعطاك الله عمرا أو أطال الله عمرك , وتفضّل:
ومعنى عمرتك أعطيتك عمراً بأن سألت الله تعالى أن يعمرك فلما ضمن عمر معنى السؤال تعدى إلى المفعول الثاني ـ أعني الاسم الجليل ـ فهو على هذا منصوب، وأجاز الأخفش رفعه ليكون فاعلاً أي عمرك الله سبحانه تعميراً
وهذا الذي أراه أقرب للمنطق والمعنى الصحيح بدليل ضبط الفعل في البيتين:
عمَّرّكّ اللهُ
عمَّرّكُنَّ اللهُ
ودمت بود
ـ[أبو ماجد]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 04:28 ص]ـ
بارك الله فيك أبا ماجد
واسمح لي أن أقتبس مما نقلته سابقا ما يدل على صحّة ما توجهت إليه أنا وهو كون عمّرَ فعلا يفيد الدعاء أي أعطاك الله عمرا أو أطال الله عمرك , وتفضّل:
وهذا الذي أراه أقرب للمنطق والمعنى الصحيح بدليل ضبط الفعل في البيتين:
عمَّرّكّ اللهُ
عمَّرّكُنَّ اللهُ
ودمت بود
أخي الفاضل الفاتح:
عمرك بسكون الميم وضم الراء ولفظ الجلالة ليست بفاعل لنصبها.
رأي الأخت هند جزيت خيرا جيد لا بأس به.
ـ[أبو ماجد]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 10:20 ص]ـ
بارك الله فيك أبا ماجد
واسمح لي أن أقتبس مما نقلته سابقا ما يدل على صحّة ما توجهت إليه أنا وهو كون عمّرَ فعلا يفيد الدعاء أي أعطاك الله عمرا أو أطال الله عمرك , وتفضّل:
وهذا الذي أراه أقرب للمنطق والمعنى الصحيح بدليل ضبط الفعل في البيتين:
عمَّرّكّ اللهُ
عمَّرّكُنَّ اللهُ
ودمت بود
أخي الفاضل الفاتح:
عذرا كتبت سابقا ضم الراء خطأ وأردت فتح
عمرك بسكون الميم وفتح الراء ولفظ الجلالة ليست بفاعل لنصبها.
رأي الأخت هند جزيت خيرا جيد لا بأس به.
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 10:29 ص]ـ
أخي الفاضل الفاتح:
عذرا كتبت سابقا ضم الراء خطأ وأردت فتح
عمرك بسكون الميم وفتح الراء ولفظ الجلالة ليست بفاعل لنصبها.
رأي الأخت هند جزيت خيرا جيد لا بأس به.
وماذا عن رأيي؟
أليس هو الأنسب مراعاة على وزن البيت ومعناه؟
¥