تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وانا اتحدى من يؤيد سيبويه بمذهبه ان يقول لنا لاي علاقة تنتمي تفسير ما بشيء عظيم هل الحالية ام المحلية السببية ام المسببية ام المشابهة وكيف توصل سيبويه لذلك

فأقول لك:

إذا استقام تعبيرك وتكلمت كما يتكلم العرب الفصحاء التمسنا لك العذر في الرد على النحاة، أما قبل ذلك فليس لك عذر، فأولى لك أن تتعلم لا أن تعترض على العلماء.

إخواني الكرام

توجد في اللغة نصوص لا تخضع للقواعد العامة المستنبطة منها، ولكي تتسق مع هذه القواعد ولا تبدو ناشزة عنها وجهها العلماء توجيها يقربها من هذه القواعد، من ذلك أسلوب النداء، فقد جعلوا الاسم المنادى مفعولا لفعل تقديره أنادي أو أدعو، ولو ذهبت توازن بين: يا زيد، و: أنادي زيدا، لوجدت الفرق بينهما كبيرا، في المعنى وفي اللفظ، فالتقدير هنا لتصحيح الإعراب وليس لبيان المعنى الأصلي للجملة، وكذلك التحذير والإغراء في نحو: أهلك والليل، فالمعنى: عليك أن تصل إلى أهلك قبل حلول الليل، ولكن التقدير الإعرابي يختلف لتوجيه النصب في الاسمين، فقالوا: التقدير: أدرك أهلك واسبق الليل أو: وسابق الليل ..

ومثل هذا أسلوب التعجب بفعليه: ما أفعله، وأفعل به، فالمعنى الذي تؤديه جملة التعجب مختلف عن المعنى الناتج عن التقدير الإعرابي، ففي قولنا: ما أحسن زيدا، لدينا (ما) و (أحسن) و (زيدا)

فـ (ما) إما أن تكون نافية أو شرطية أو استفهامية أو موصولة أو موصوفة أو تامة أو زائدة، فلا يصح أن تكون نافية ولا زائدة ولا شرطية، فذهب الكوفيون إلى أنها استفهامية في معنى التعجب وأجاز الأخفش أن تكون موصولة وفي حكمها الموصوفة، وذهب البصريون إلى أنها تامة، وظاهر كلام سيبويه يوحي أن التامة معرفة لأنه قال: (ونظير جعلهم (ما) وحدها ايما قول العرب: إني مما أصنع، أي: من الأمر أن أصنع) ففسر (ما) بالمعرفة.

و (أحسن) إما أن يكون اسما كما ذهب إليه بعض الكوفيين أو فعلا كما ذهب إليه البصريون.

و (زيدا) مجمع على أنه اسم منصوب.

والذي يناسب القواعد العامة للتركيب اللغوي أن يكون (ما) مبتدأ و (أحسن) فعلا فيه ضمير (ما) و (زيدا) مفعول به، وجملة (أحسن زيدا) خبر المبتدأ.

لكن المعنى الذي تؤديه (شيء أحسن زيدا) مختلف عن (ما أحسن زيدا) فهذا إنشاء وذاك خبر، ولذلك نص سيبويه على أنه تمثيل ولم يتكلم به، وعندما ذكر تقدير الخليل هذا قال: ودخله معنى التعجب، فينبغي أن يعلم أن هذا التقدير لتوجيه الإعراب لا لبيان المعنى المراد من الجملة، فليس معنى (ما أحسن زيدا): شيء أحسن زيدا أو شيء وصف زيدا بالحسن، وإنما المعنى أن حسن زيد قد بلغ مستوى عاليا بحيث صار باعثا للتعجب منه، فالتعجب يلتقي مع التفضيل في أن كل واحد منهما يدل على الزيادة لذلك كان حكم صياغتهما واحدا، وقد أشار إلى ذلك سيبويه.

وليس (زيدا) في الحقيقة مفعولا به بدليل أنه يكون فاعلا في نحو: أحسن بزيد رجلا، مع أن معناه مثل معنى: ما أحسن زيدا، وإنما جاء على صورة المفعول به في ما أفعله وجاء على صورة الفاعل في أفعل به، وليس في الحقيقة مفعولا ولا فاعلا ولكنه أمر اقتضته الصناعة النحوية ليتسق التركيب في سياق الجمل المعروفة الشائعة.

فإذا علم المعرب هذه الأمور أدرك أنه لا ضير في مثل هذا التقدير بشكل عام، أما ما يخص التعجب من صفات الباري عز وجل فينبغي سلوك طريق آخر كما نقول في فعل الأمر فعل دعاء إن كان المخاطب ربنا تبارك وتعالى، كأن يقال في نحو: ما أحلم الله،: الله: متعجب من صفته وجاء لفظ الجلالة على صورة المفعول به، فهو منصوب، أو ما شابه ذلك.

مع التحية الطيبة.

ـ[حازم إبراهيم]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 07:27 م]ـ

شط بنا الأمر إخوتاه، وإن كنا نتفق في بعض الجوانب، فما أكرمكم ..

حسنا،، لي رأي هنا، وإن كان متأخرا، فلقد أرهقتمونا نقلا للمواضيع التي تستحق العام وإذ ببعض أعضائنا يصر إصرارا عجيبا على أن تكون موضوعاته في النحو والصرف، عجبا .. :)

أعقب بادئا على أن يدني فهي مضارع منصوب بأن وعلامته فتحة ظاهرة " أن يدنيَ " وسكن لضرورة الوزن وهو كما أشار أخواي أبو تمام ومحمد عبد العزيز وبحره البسيط ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير