ـ[الصياد2]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 08:31 م]ـ
والاحتجاج بهذه الآية لا يصح؛ لماذا؟
لأن القواعد العربية تعرف باستقراء كلام العرب ثم وضع القواعد بناء على هذا الاستقراء، ولا توضع القواعد بناء على نص منفرد؛ لوجود الاحتمال فيه، والآية فيها توجيهات عند النحويين واختلاف أيضا في التفسير، فليست الآية نصا في المراد، فإذا كان الدليل محتملا - لا سيما والاحتمال ضعيف - وكان استقراء كلام العرب يخالفه فلا يصح الاستناد
لكن كلامك هذا يخالف ما تفضل به الأستاذ المغربي من أن القرآن لا يقاس على غيره بل يقاس عليه بل إن الآية الواحدة من كلام الله تكفي لوحدها بالاستدلال (أولم يكفهم أنا أنزلنا عليهم الكتاب يتلى عليهم)
ـ[أبو حازم]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 10:58 م]ـ
لكن كلامك هذا يخالف ما تفضل به الأستاذ المغربي من أن القرآن لا يقاس على غيره بل يقاس عليه بل إن الآية الواحدة من كلام الله تكفي لوحدها بالاستدلال (أولم يكفهم أنا أنزلنا عليهم الكتاب يتلى عليهم)
الأمر كما قلت لأن القرآن أفصح الكلم وأبينه ولكن الشأن في الاستدلال لا في الدليل وإن لم لم تكن تفرق بين الدليل والاستدلال فإن الدليل هو النص والاستدلال هو فعل العالم فذلك لا يمكن القدح فيه وهذا يجوز فيه الخطأ
فالاستدلال بما ظاهره مخالف لكلام العرب مما ورد في القرآن غير صحيح بل يؤول على وجه يوافق بها كلام العرب
فقول الله تعالى (فلا اقتحم العقبة) مما يجوز حمله على القياس من كلام العرب بأن نقول إنه على نية تكرار لا كما بينه ابن هشام
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 01:42 ص]ـ
أظن أنه قد سبق مناقشة هذا الموضوع في زاوية أخرى، و الصواب - و الله أعلم - جواز هذا التركيب في غير الدعاء، فقد وردت نصوص في غير الدعاء و بلا تكرر اللام.
ـ[الصياد2]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 02:57 ص]ـ
الأمر كما قلت لأن القرآن أفصح الكلم وأبينه ولكن الشأن في الاستدلال لا في الدليل وإن لم لم تكن تفرق بين الدليل والاستدلال فإن الدليل هو النص والاستدلال هو فعل العالم فذلك لا يمكن القدح فيه وهذا يجوز فيه الخطأ
فالاستدلال بما ظاهره مخالف لكلام العرب مما ورد في القرآن غير صحيح بل يؤول على وجه يوافق بها كلام العرب
فقول الله تعالى (فلا اقتحم العقبة) مما يجوز حمله على القياس من كلام العرب بأن نقول إنه على نية تكرار لا كما بينه ابن هشام
نرجو أن تبين وتقدر لنا هذا التكرار ونكون من الشاكرين
ثم إن قولك بالنية هذا غير موفق فما أدراك أنه على نية تكرار, هل علمت مابنفس الله عزوجل (تعلم ما في نفسي ولا أعلم مافي نفسك) ثم إن قولك بالنية لا دليل عليه وهو مجرد قول لتبرير مذهبكم بعدم جواز لا بعد زال ثم إن قولك بضرورة حملها على كلام العرب يوحي كأنه لو لا هذا الحمل لاعتبرنا الكلمة غلطا وحاشى لله, لنا القياس على كلام العرب لكن بحال عدم الاتفاق فالقرآن هو المنتصر وهو الذي يعول عليه وهو الصحيح حتى لو لم يؤول على كلامهم ثم لوكان هناك نية فما مبرر إخفاء التكرار من الناحية البلاغية هاهنا وشكرا
ـ[أبو حازم]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 10:47 م]ـ
في تفسير الطبري
وأفرد قوله {فلا اقتحم العقبة} بذكر (لا) مرة واحدة والعرب لا تكاد تفردها في كلام في مثل هذا الموضع حتى يكرروها مع كلام آخر كما قال {فلا صدق ولا صلى} [القيامة: 31] {ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [البقرة: 112] وإنما فعل ذلك كذلك في هذا الموضع استغناء بدلالة لآخر الكلام على معناه من إعادتها مرة أخرى وذلك قوله إذا فسر اقتحام العقبة قال: {فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة * ثم كان من الذين آمنوا} ففسر ذلك بأشياء ثلاثة فكان كأنه في أول الكلام قال: فلا فعل ذا ولا ذا.
وتأول ذلك ابن زيد بمعنى: أفلا. ومن تأوله كذلك لم يكن به حاجة إلى أن يزعم أن في الكلام متروكا
ذكر الخبر بذلك عن ابن زيد: حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد وقرأ قول الله {فلا اقتحم العقبة} قال: أفلا سلك الطريق التي منها النجاة والخير ثم قال {وما أدراك ما العقبة}. ا. هـ
وفي فتح القدير
قال الفراء والزجاج: ذكر سبحانه هنا لا مرة واحدة والعرب لا تكاد تفرد لا مع الفعل الماضي في مثل هذا الموضع حتى يعيدوها في كلام آخر كقوله: {فلا صدق ولا صلى} وإنما أفرها هنا لدلالة آخر الكلام على معناه فيجوز أن يكون قوله: ثم كان من الذين آمنوا قائما مقام التكرير كأنه قال: فلا اقتحم العقبة ولا آمن قال المبرد وأبو علي الفارسي: إن لا هنا بمعنى لم: أي فلم يقتحم العقبة وروي نحو ذلك عن مجاهد فلهذا لم يحتج إلى التكرير ومنه قول زهير:
(وكان طوى كشحا على مستكنة ... فلا هو أبداها ولم يتقدم)
أي فلم يبدها ولم يتقدم وقيل هو جار مجرى الدعاء كقولهم: لا نجاء قال أبو زيد وجماعة من المفسرين: معنى الكلام هنا الاستفهام الذي بمعنى الإنكار تقديره: أفلا اقتحم العقبة أو هلا اقتحم العقبة. ا. هـ
¥