تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مساعدة؟؟]

ـ[الرياشي]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 03:31 م]ـ

أريد حديثا نبويا فيه جواب عن السؤال النفي مثال: أليس , ألم .. ب (نعم) في سياق الثبات لا النفي؟

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 04:15 م]ـ

في صحيح البخاري

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَمْ أُنَبَّأْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ الْعَيْنُ وَنَفِهَتْ النَّفْسُ صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ أَوْ كَصَوْمِ الدَّهْرِ قُلْتُ إِنِّي أَجِدُ بِي قَالَ مِسْعَرٌ يَعْنِي قُوَّةً قَالَ فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى.

وفي ألفاظ أخرى للحديث فقلت: بلى

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 05:22 م]ـ

وفي صحيح البخاري

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ

كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ قَالَ وَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْهُ قَالَ وَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللَّهِ قَالَ أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ مَعَنَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ أَوْ قَالَ حَدَّكَ

يقول ابن هشام في مغني اللبيب

قيل: وتأتي للتوكيد إذا وقعت صدراً نحو نعمْ هذهِ أطلالُهمْ والحق أنها في ذلك حرف إعلام، وأنها جواب لسؤال مُقدَّر، ولم يذكر سيبويه معنى الإعلام البتة، بل قال: وأما نَعمْ فعدَةٌ وتصديق، وأما بلى فيوجَبُ بها بعد النفي، وكأنه رأى أنه إذا قيل هل قام زيد فقيل نعم فهي لتصديق ما بعد الاستفهام، والأولى ما ذكرناه من أنها للإعلام، إذ لا يصح أن تقول لقائل ذلك صدَقتَ لأنه إنشاء لا خبر.

واعلم أنه إذا قيل قام زيد فتصديقُه نَعَمْ، وتكذيبه لا، ويمتنع دخول بلى لعدم النفي. وإذا قيل ما قام زيد فتصديقه نعم، وتكذيبه بلى، ومنه (زعمَ الذينَ كفروا لن يُبعَثوا، قُل بلى ورَبي) ويمتنع دخولُ لا لأنها لنفي الإثبات لا لنفي النفي. وإذا قيل أقامَ زيد فهو مثل قام زيد، أعني أنك تقول إن أثبتّ القيام: نعم، وإن نفيته: لا، ويمتنع دخول بلى. وإذا قيل ألمْ يقمْ زيْد فهو مثل لم يقم زيد فتقول إذا أثبت القيام: بلى، ويمتنع دخول لا، وإن نفيته قلت: نعم، قال الله تعالى (ألمْ يأتِكمْ نذيرٌ قالوا بلى)، (ألستُ بربِّكمْ قالوا بلى) (أوَلمْ تؤْمِنْ قال بلى) وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه لو قيل نعم في جواب (ألست بربكم) لكان كفراً.

والحاصل أن بلى لا تأتي إلا بعد نفي، وأن لا لا تأتي إلا بعد إيجاب، وأن نعم تأتي بعدهما، وإنما جاز (بلى قدْ جاءتكَ آياتي) مع أنه لم يتقدم أداة نفي لأن (لوْ أنّ اللهَ هداني) يدلُّ على نفي هدايته، ومعنى الجواب حينئذٍ بلى قد هدَيتكَ بمجيء الآيات، أي قد أرشدتك بذلك، مثل (وأمّا ثمودُ فهديناهمْ).

وقال سيبويه، في باب النعت، في مناظرة جرت بينه وبين بعض النحويين: فيقال له: ألست تقول كذا وكذا فإنه لا يجد بداً من أن يقول: نعم، فيقال له: أفلست تفعل كذا؟ فإنه قائل: نعم، فزعم ابن الطراوة أن ذلك لحن.

وقال جماعة من المتقدمين والمتأخرين منهم الشلوبين: إذا كان قبل النفي استفهام فإن كان على حقيقته فجوابه كجواب النفي المجرد، وإن كان مُراداً به التقرير فالأكثر أن يجاب بما يجاب به النفي رعياً للفظه، ويجوز عند أمْنِ اللبس أن يجاب بما يجاب به الإيجاب رَعياً لمعناه، ألا ترى أنه لا يجوز بعده دخولُ أحد، ولا الاستثناء المفرغ، لا يقال: أليس أحد في الدار، ولا أليس في الدار إلا زيد، وعلى ذلك قول الأنصار رضي الله تعالى عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم - وقد قال لهم: ألست ترون لهم ذلك - نعم، وقول جَحْدَر:

أليسَ الليلُ يجمعُ أمَّ عمْرو ... وإيّانا فذاكَ بنا تدانِ

نعمْ، وأرى الهلال كما تراهُ ... ويعلوها النّهارُ كما عَلاني

وعلي ذلك جرى كلامُ سيبويه، والمُخطِّئ مخطئ.

وقال ابن عصفور: أجرت العربُ التقريرَ في الجواب مُجرى النفي المحض وإن كان إيجاباً في المعنى، فإذا قيل ألمْ أعطِكَ دِرهماً قيل في تصديقه: نعم، وفي تكذيبه: بلى، وذلك لأن المقرر قد يوافقك فيما تدعيه وقد يخالفك، فإذا قال نعم لم يعلم هل أراد نعم لمْ تُعطني على اللفظ أو نعم أعطيْتني على العنى؛ فلذلك أجابوه على اللفظ، ولم يلتفتوا الى المعنى، وأما نعم في بيت جحدر فجوابٌ لغير مذكور، وهو ما قدّره في اعتقاده من أن الليل يجمعه وأم عمرو، وجاز ذلك لأمنِ اللبس لعلمه أن كل أحد يعلم أن الليل يجمعه وأم عمرو، أو هو جواب لقوله وأرى الهلال ... البيت وقدمه عليه. قلت: أو لقوله: فذاك بنا تدانِ وهو أحسن، وأما قول الأنصار فجاز لزوال اللبس؛ لأنه قد علم أنهم يريدون نعم نعرف لهم ذلك، وعلى هذا يحمل استعمال سيبويه لها بعد التقرير.

ويتحرر على هذا أنه لو أجيب (ألستُ بربِّكم) بنعم لم يكفِ في الإقرار، لأن الله سبحانه وتعالى أوجب في الإقرار بما يتعلق بالربوبية العبارةَ التي لا تحتمل غير المعنى المراد من المُقرِّ، ولهذا لا يدخل في الإسلام بقوله لا إلهٌ إلا الله برفع إله لاحتماله لنفي الوحدة فقط، ولعل ابن عباس رضي الله عنهما إنا قال إنهم لو قالوا نعم لم يكن إقراراً كافياً، وجوز الشلوبين أن يكون مُرادُهُ أنهم لو قالوا نعم جواباً للملفوظ به على ما هو الأفصح لكان كفراً، إذ الأصلُ تطابُقُ الجواب والسؤال لفظاً، وفيه نظر لأن التفكير لا يكون بالاحتمال.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير