تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أسلوب المدح والذم]

ـ[عامل]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 02:00 ص]ـ

:::

من الأساليب النحوية التي استخدمها العرب للتعبير عن المدح، أو الذم، أسلوب " نعم وبئس "، و " حبذا ولا حبذا "، وغيرها من الأفعال التي تسد مسدها كـ " ساء، وحسن، وضعف، وكبر " وما قام مقامها.

أولا ـ أفعال المدح:

خصص النحاة للدلالة على المدح الأفعال الآتية:

1 ـ نعم: فعل ماض جامد خصص لإنشاء المدح.

نحو: نعم الحياة الآخرة. ونعم العمل العبادة.

في المثالين السابقين يجد أن جملة المدح تكونت من فعل المدح " نعم "، والفاعل " الحياة " في المثال الأول، و " العمل " في المثال الثاني، والمخصوص بالمدح وهو " الآخرة " في المثال الأول، " والعبادة " في المثال الثاني.

ومنه قوله تعالى: {ونعم دار المتقين جنات عدن يدخلونها} 1.

2 ـ حبذا: فعل جامد خصص لإنشاء المدح، وهو مركب مع اسم الإشارة " ذا " الذي يعرب فاعلا.

نحو: حبذا الأمانة. وحبذا الإخلاص في العمل.

حب: فعل المدح، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعل، والإخلاص مخصوص بالمدح.

ومنه قول الشاعر:

يا حبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كانا

ومنه قول كنزة أم شملة وقد جمعت فيه فعلي المدح والذم حبذا، ولا حبذا:

ألا حبذا أهل الملا غير أنه إذا ذكرت ميّ فلا حبذا هيا

ـــــــــــ

1 ـ 30 النحل.

ثانيا ـ أفعال الذم:

كما خصص النحاة للدلالة على الذم الأفعال الآتية:

1 ـ بئس: فعل جامد وضع لإنشاء الذم.

نحو: بئس الخلق الخيانة. وبئس العدو إسرائيل.

بئس: فعل ماض جامد مبني على الفتح لإنشاء الذم.

الخلق: فاعل بئس مرفوع بالضمة.

الخيانة: مخصوص بالذم، وسنتعرض لإعرابه في موضعه.

ومنه قوله تعالى: {وبئس الرفد المرفود} 1.

2 ـ لا حبذا: فعل جامد مركب من لا النافية السابقة للفعل " حب "، وذا اسم الإشارة فاعله.

نحو: لا حبذا الإسراف. ولا حبذا الكذب.

لا حب: فعل الذم، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعله، والكذب مخصوص بالذم.

ومنه قول الشاعر، وقد جمع بيت فعلي المدح والذم:

ألا حبذا عاذري في الهوى ولا حبذا الجاهل العاذل

3 ـ من الأفعال التي تلحق بئس، ولا حبذا، الفعل " ساء "، وهو جامد لإنشاء الذم.

نحو قوله تعالى: {فساء مطر المنذرين} 2.

وقوله تعالى: {فساء صباح المنذرين} 3.

والمخصوص بالمدح في الآيتين محذوف تقديره في الأولى: مطرهم، وفي الثانية: صباحهم.

ثالثا ـ هناك بعض الأفعال القياسية وضعها النحاة للدلالة على المدح، أو الذم غير التي ذكرنا آنفا، وهي كل فعل ثلاثي على وزن " فَعُلَ " بفتح الفاء، وضم العين.

مثل: حَسُن، وضعف، وكبر، وشرف، وقبح، وخبث، وغرها.

ـــــــــــ

1 ـ 100 هود. 2 ـ 173 الشعراء.

3 ـ 177 الصافات.

نحو قوله تعالى: {وحسن أولئك رفيقا} 1.

وقوله تعالى: {ضعف الطالب والمطلوب} 2.

وقوله تعالى: {كبرت كلمة تخرج من أفواههم} 3.

وقوله تعالى: {كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تعلمون} 4.

ونحو: شرف الصديق عليّ.

ونحو: قبح الرجل أبو لهب.

ونحو: خبثت المرأةُ حمالةُ الحطب.

فاعل نعم وبئس:

لفاعل نعم وبئس أربع حالات هي:

1 ـ أ يكون معرفا بـ " أل ":

نحو: نعم الصديق الكتاب. ومنه قوله تعالى: وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} 5.

وقوله تعالى: {نعم المولى ونعم النصير} 6.

وقوله تعالى: {والأرض فرشناها فنعم الماهدون} 7.

ومنه قول الشاعر:

نعم الفتى المريّ أنت إذا هم حضروا لدى الحجرات نارَ الموقد

فالوكيل، والمولى، والنصير، والفتى، جميها أفعال نعم معرفة بأل.

ومثال فاعل بئس: بئس القول الكذب.

ومنه قوله تعالى: {وبئس المصير} 8.

وقوله تعالى: {بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} 9.

ـــــــــــ

1 ـ 68 النساء. 2 ـ 73 الحج.

3 ـ 5 الكهف. 4 ـ 3 الصف.

5 ـ 173 آل عمران. 6 ـ 40 الأنفال. 7 ـ 48 الذاريات.

8 ـ 126 البقرة. 9 ـ 11 الحجرات.

ومنه قول الشاعر:

والتغلبيون بئس الفحل فحلهم فحلا وأمهم زلاّء منطيق

فالمصير، والاسم، والفحل، أفعال بئس معرفة بأل.

2 ـ أن يكون مضافا إلى المعرف بأل:

نحو: نعم عمل الطالب الاجتهاد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير