فعمل: فاعل نعم مضاف إلى كلمة الطالب المعرفة بأل.
ومنه قوله تعالى: {ونعم أجر العاملين} 1.
ومنه قول الشاعر:
نعمت جزاء المتقين الجنة دار الأماني والمنى والمنة
ومنه قوله تعالى: {وبئس مثوى الظالمين} 2.
3 ـ أن يكون ضميرا مميزا بنكرة، أو بـ " ما " النكرة التامة بمعنى " شيء " نحو: نعم صديقا المخلص. وبئس خلقا الأنانية.
ونحو: نعم ما محمد. أو: نعمّا محمد. بدغام ميم " نعم " في ميم " ما ".
ففاعل نعم وبئس في المثالين السابقين ضمير مستتر مميز بنكرة، تقديره: هو صديقا.
ومنه قول الشاعر:
نعم امرءا هرم لم تعر نائبة إلا وكان لمرتاع لها وزرا
الشاهد: نعم امرءا هرم، حيث جاء فاعل نعم ضمير مستتر تقديره: هو، والتمييز: امرءا، وهرم مخصوص بالمدح.
ومنه قوله تعالى: إنها ساءت مستقرا ومقاما} 3.
وفي المثال الثالث جاء فاعل نعم أيضا ضميرا مستترا، ولكنه مميز بما التي بمعنى شيء، والتقدير: نعم هو شيئا.
4 ـ أن يكون " ما "، أو " من " الموصولتين:
ـــــــــــ
1 ـ 136 آل عمران. 2 ـ 151 آل عمران.
3 ـ 66 الفرقان.
نحو: نعم ما قدمتَ الصدقةُ. وبئس من يسيء إلى وطنه مروج المخدرات.
فما، ومن في المثالين السابقين أسماء موصولة، وقع كل منهما فاعلا لنعم في المثال الأول، وفاعلا لبئس في المثال الثاني.
ومنه قوله تعالى: {إن الله نعما يعظكم به} 1.
وقوله تعالى: {لبئس ما كانوا يصنعون} 2.
إعراب المخصوص بالمدح أو الذم:
1 ـ الأصل في مخصوص نعم وبئس أن يتأخر عن الفعل وفاعله.
نحو: نعم الخبر السار.
وفي هذا التركيب للمخصوص وجهان من الإعراب:
أ ـ السار: مبتدأ مرفوع، والجملة من فعل المدح وفاعله في محل رفع خبر مقدم.
ب ـ أو يعرب خبر مرفوع لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو السار.
2 ـ إذا تقدم المخصوص على الفعل والفاعل. نحو: محمد نعم الصديق.
محمد: مبتدأ مرفوع، والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
أما إعراب: حبذا الإخلاص، ولا حبذا الكسل.
فهو على النحو التالي.
حب: فعل ماض مبني على الفتح لإنشاء المدح.
ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل.
الإخلاص: مخصوص بالمدح مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، والجملة الفعلية قبله في محل رفع خبر.
ولتركيب لا حبذا نفس الإعراب، غير أن " لا " تفيد النفي.
ـــــــــــــ
1 ـ 58 النساء. 2 ـ 63 المائدة.
تنبيهات وفوائد:
1 ـ قد يأتي فاعل نعم، أو بئس مضافا إلى المضاف للمعرف بأل.
نحو: نعم حارس كرة القدم إبراهيم.
ومنه قول الشاعر:
فنعم ابن أخت القوم غير كاذب زهيرٌ حسام مفرد من حمائل
وقد يضاف إلى نكرة.
نحو: نعم رجل فضل خالد.
2 ـ الأصل في فاعل نعم، أو بئس إذا كان مميزا بنكرة أن يكون ضميرا مستتر، غير أنه يجوز أن يكون اسما ظاهرا.
نحو: نعم القائد قائدا خالد بن الوليد.
نعم: فعل المدح، القائد: فاعل نعم مرفوع، قائدا: تمييز منصوب بالفتحة.
خالد مخصوص بالمدح مبتدأ مرفوع، والجملة الفعلية قبله في محل رفع خبر، أو خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو خالد، ابن: بدل مرفوع، وهو مضاف، الوليد مضاف إليه مجرور.
ومنه قول الشاعر:
نعم الفتاة فتاةً هندُ لو بذلت رد التحية نطقا أو بإيماءِ
3 ـ ذكرنا سابقا أن فاعل نعم أو بئس يكون " ما " الموصولة، ونستدل على ذلك من الفعل الواقع بعدها، والذي يكون مع جملته لا محل له من الإعراب صلة ما.
نحو: نعم ما يؤديه المؤمن الصلاة في أوقاتها.
فما موصولة، وهي فاعل نعم، ويلاحظ أنها جاءت متلوة بفعل، والفعل وما في حيزه لا محل له من الإعراب، كما ذكرنا سابقا. غير أنه لا يشترط بمجيء الفعل بعدها أن تكون موصولة، فقد يتلوها الفعل، وتكون نكرة موصوفة، وتعرب عندئذ تمييزا، وفاعل نعم، أو بئس ضمير مستتر.
نحو: نعم ما حثهم على العمل النصح السديد.
وقد تكون أيضا في هذا الموضع كافة لا عمل لها، وهي تشبه " ما " المتصلة ببعض الأفعال التي ركبت معها على صورة معينة لا تفارقها.
مثل: قلما، وطالما.
وفي هذه الحالة لا تحتاج نعم، أو بئس إلى فاعل، أو مخصوص، وتكون " ما " حرفا مصدريا. نحو: نعما يقوم به العامل المخلص.
¥