ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 07:58 ص]ـ
الأخ الحبيب أبا عمار الكوفي
قولك:
[أولا: سلمنا - جدلاً - بقولك: الرفع أصل، يلزمك على هذا تغيير حد الإعراب ولست - على ضغر قدري - بمذكركم بحده وإنما أذكُره توضيحا، هو عند الكوفيين: اختلاف أحوال أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظًا أو تقديرًا.
عند البصريين: أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل في آخر الكلمة أو ما نزل منزلة الآخر.
إذن هو عند الفريقين اختلافٌ، فلو قلت: الرفع أصل، إذن أفسدت الحد وخرجت عنه، ولزمك صياغة حد للإعراب.] [/ quote]
أقول:
لسنا بحاجة إلى نضيق على أنفسنا بطرائق منطقية لم تجد على النحو خيرًا ويكفينا أن نشرح المفاهيم بالعبارة الواضحة السهلة. فالإعراب أن يتصف اللفظ بقابلية التصرف الإعرابي فيكون مرفوعًا حسب الأصل أو غير مرفوع لخروجه عن ذلك الأصل.
وقولك:
[ثانيُا: قولك: الرفع أصل هو - اعتراف ضمني غيرإرادي - بأن الأصل في الأسماء البناء، وبأن الاسمَ أصلُه مرفوعٌ، أي مبني لملازمته في أصل وضعه حالة واحدة، ثم يعتوره نصب أو جزم، فكأنه مبني معرب، وهو ما لا يستقيم.] [/ quote]
أقول:
كلا يا أخي ليس هذا باعتراف ضمني أو غير ضمني، فقولي الأصل الرفع يدل على الإعراب من جهتين أما الأولى فهي قولي الرفع لا الضم، والآخرة قولي الأصل إشارة إلى الفرع. ثم إنني قلت منذ البداية الأصل في الإعراب الرفع. والأصل في المعربات أن تكون مرفوعة.
قولك:
[ثالثًا: لو قلت: محمدٌ صادقٌ، رفعتَ، ثم لو فككت التركيب فقلت: (محمد) هل ترفع؟؟ الإجابة: لا. فكيف تقول الرفع أصل، ولم يعد اللفظ لأصله بلا تركيب.] [/ quote]
أقول:
بل الجواب: نعم، أم ستترك اللفظ بلا حركة لغير وقف. ألست ترى أن اللفظ لا يكون إلا في تركيب، فإذا قلت: محمد فأنت إما أن تقصد الإخبار فالتقدير: هذا محمد، أو النداء: محمدُ، أو ما شئت من أغراض أخرى وإن أردت تكرار اللفظ بلا غرض إبلاغي قلت محمدٌ محمدٌ وإن أردت أن تكرر بالوقف على كل لفظ فعلت: محمدْ محمدْ.
يا أخي أبا عمار نقول الأصل في المعربات الرفع وهل يكون الإعراب في غير تركيب!
قولك:
[رابعًا: لو كان من أصل في الأسماء لكان الجرُّ أولى؛ لكونه علامة عليه، وهو فارق بين الفعل والاسم.] [/ quote]
أقول:
أخي أبا عمار
لم أقل الأسماء قلت المرفوعات أي من الأسماء والأفعال. وأنت تعلم أن الجر هو الإعراب الذي لا يكون إلا بعامل ظاهر. ومن الناحية النظرية يمكن أن تجعل الجر أو النصب هو الأصل ولكن ستجد صعوبة في تفسير غيره، والجر خاص بالأسماء، أتراك تجعل أصلا للأسماء وأصلا للأفعال.
أرى رغبتك الشديدة في دفع الرأي جعلتك تقول ما قلت. ولست أدري لم المسارعة إلى محاولة إسقاط القول من دون فرصة للتفهم ومحاولة وزن الأمور وتلمس ما فيه من بذرة خير، واعلم أخي أن كل الاجتهادات التفسيرية لا تغير من اللغة شيئًا فهي كالبناء القائم فيأتي من يرسمه بيده ويأتي من يصوره بآلة ومن يصفه بكلامه وهو هو، فإذا نظرنا إلى جملة: (محمد قادم) فإن قلت إن (محمد) رفع بالابتداء أو رفع بالخبر، أو رفع حسب الأصل في كل معرب. سيظل (محمد) منتهيًا بضمة وتنوين. وكذلك وظيفته في التركيب هي هي المبتدأ. وفي (جاء محمد) الوظيفة هي الفاعلية ولكن الرفع ليس بسبب الفعل بل لأن الاسم في هذا الموضع جاء حسب الأصل وهو الرفع.
تحياتي لك وتقديري ومحبتي وأشكرك لاهتمامك.
ـ[ضاد]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 01:05 م]ـ
لا نسأله عن سبب النصب لأن الناصب لا بد أن يكون مقدرا معروفا، كما لا نسأله عن سبب الرفع، فإذا جعل أحدهم عنوان كتابه: حمدا لله، لا نساله لماذا نصب فالنصب في مثل هذا معروف.
أما عن دار القضاء الذي ضربته مثلا فهل تشك لحظة أن المراد: هذا المبنى دار القضاء، أو دار القضاء هي هذه الدار التي كتبت عليها هذه العبارة، أظن أن الأمر واضح لا يحتاج إلى كل هذا النقاش، ولا أظن بعد هذا كله أن يكون في استمرار النقاش أي فائدة، وإذا قيل الفائدة التيسير فقد طرحت سؤالا لأعضاء المنتدى لكنه ضاع في الزحام وأعيده هنا:
أيهما أيسر:
1 - رأي سيبويه (المبتدأ مرفوع بالابتداء)
أم رأي المخالف (المبتدأ مرفوع بغير عامل لأن الأصل في الإعراب أن يكون بالرفع)
2 - رأي سيبويه (الفاعل مرفوع بالفعل) أم رأي المخالف (الفاعل مرفوع بغير عامل لأن الأصل في الإعراب أن يكون بالرفع)
مع التحية الطيبة.
مع احترامي لك أستاذي الكريم, فالأسيقة التي ذكرتها كلها أنت الذي أضفتها, ولم يضعها كاتب العنوان ولا كاتب إشارة المرور. من السهل أن تضع أنت سياقا لكل شيء, ولكن هل وضعه صاحب القول؟
أما قولك "حمدا لله" فأنت أتيت بتركيب مألوف مأخوذ من اللغة ومن الاستعمال فتواتر حتى صار كما هو, وهو مثل "صباحَ الخير". وربما يكون عنوان أحد الكتب "قولا معروفا" فنقبله لأنه جزء من آية كريمة. أما إذا كتب في العنوان "كلاما جميلا" فنسأله عن سبب النصب, ونحن ربما نستطيع أن نتأول له سياقا لغويا لذلك. الأسيقة أستاذي الكريم هي ما يضعه صاحب القول والكلام, لا ما نحن نضيفه. وإشارات المرور وعناوين الكتب وأسماء الأماكن لا سياق فيها. بوركت وسلمت, واعذر نقاشي لحضرتكم.
¥