وهل تظن أنه يوجد نحوي على وجه الأرض لا يفهم المراد باسم (إن)؟
فهم المراد بالشيء لا قيمة له إن لم يهب القناعة به فلا يكفي أن يسميه النحويون كذلك لأقتنع به. وأما الظن فإن الظن لا يغني من الحق شيئًا.
أبعد كل هذا الأثر الذي تحدثه (إن) يبقى النصب شكليا؟ ويبقى تسمية المبتدأ (اسم إن) بسبب هذا الأثر غير مقنع؟ إذا كان الأمر كذلك فالمشكلة ليست في قول النحويين ومذهبهم وإنما في فهم الذي يفهم هذا الفهم، فليبحث لنفسه عن حل عند غير النحويين خارج هذا المنتدى فإنهم لن يفيدوه بشيء.
أخي أبا وسماء
النحويون بشر يؤخذ من كلامهم ويترك، وما أقوله في هذا المنتدى إنما هو لعرض رأي وإبداء فكرة وليس أمرًا مفروضًا على أحد لأنه لا أحد يملك هذه السلطة، وأما البحث عند غير النحويين فلعله لا يأتي بالثمرة المرجوة، وأما البحث خارج هذا المنتدى فإن كنت تريد مني ترك المنتدى فلعلك تتوجه إلى الإدارة التي دعتني إلى هذا المنتدى ورحبت بي كما رحبت بك، فرحبني كما رحبك، وكما تكره مني ما أبديه من أقوال أو أفكار فإني لا أرى أن من المناسب أن يكون الحوار على هذا النحو. والنحويون أخي أبا وسماء اختلفوا كثيرًا بل ربما كتب الواحد منهم كتابًا كاملا يرد به على آخر كما فعل ابن ولاد في رده على المبرد وكما كتب الفارسي في كتابه الأغفال.
المشكلة أبا وسماء أنك تحس وحشة حين تجد ما يخالف إلفك وهذا طبيعي يزول متى أتحت لنفسك فرصة تأمل ولم تبادر بالرفض والدفاع.
إذن ليس مجرد الفصل بين إن واسمها مانع من العمل، وإنما يمتنع تقديم الخبر بشكل خاص أو تقديم معمول الخبر إذا لم يكن جارا ومجرورا.
معلوم أن الفصل بشبه الجملة مقبول في بنية الجملة العربية، وهذا لا يغير من الأمر شيئًا، وقولنا إن العمل شكلي لا يغير من أمر الجملة وإنما هو تفسير مقبول لأمر هذا المبتدأ الذي صار منصوبًا.
تحياتي لك ودعوتي أن يهبك الله هدوء النفس ويبعدك عن الهوى ويهديك إلى الحق ويرزقك اتباعه.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 10:54 ص]ـ
ليس للحرف (إن) من معنى سوى التأكيد تأكيد اتصاف المبتدأ بالخبر، وهكذا قيل عن الباء في خبر ليس، ولرب معنى لم يخرج المبتدأ عن الابتداء.
أستاذ أبا أوس لا أسأل عن إنّ وحدها، فمعلوم أنّ إنّ تفيد التوكيد في أصل وضعها، أنا أسأل عن أخوات إنّ أيضًا، هل هي زائدة تفيد مجرد التوكيد، في الجمل.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 12:56 م]ـ
هذه الأحرف الزائدة عندك، هل أعطت الجملة معنى جديدا، بحيث لو أُسقطت لاختل المعنى؟؟ دخولها في الكلام كخروجها؟؟
أخي العزيز ابن القاضي
للأحرف الزائدة دلالاتها كما تعلم فلرب الدلالة على التقليل وللباء في خبر ليس التأكيد وتزاد من للاستغراق وكذلك تزاد إنّ للتأكيد وبزوال هذه الأحرف من الجملة يزول معناها وأثرها اللفظي.
وتقبل تحياتي لك واسلم.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 01:03 م]ـ
أستاذ أبا أوس لا أسأل عن إنّ وحدها، فمعلوم أنّ إنّ تفيد التوكيد في أصل وضعها، أنا أسأل عن أخوات إنّ أيضًا، هل هي زائدة تفيد مجرد التوكيد، في الجمل.
أخي ابن القاضي
بقية أخواتها أنت تعلم أنها لغير التوكيد فهذا سؤال لا مجال له يا أخي الحبيب، ولكن هذه الأحرف زائدة تؤدي معانيها في الجملة وهي مثل (إن) لا تغير المبتدأ عن ابتدائه. ولعلك تريد القول بما أنها ليست مؤكدة فليست حرفًا زائدًا والجواب أن للحرف الزائد دلالات مختلفة والتوكيد واحد منها كما بينت لك.
تقبل تحياتي واسلم.
ـ[ضاد]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 01:08 م]ـ
هذه الحروف تدخل على جمل تامة فتضيف إليها معانيَ لم تكن فيها وتزول هذه المعاني بزوال الحرف. وكونها عاملة في العنصر الذي هو المبتدأ لا يجعلها مكونة لجملة, عكس الأفعال التي تكون جملا.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 01:24 م]ـ
هذه الحروف تدخل على جمل تامة فتضيف إليها معانيَ لم تكن فيها وتزول هذه المعاني بزوال الحرف. وكونها عاملة في العنصر الذي هو المبتدأ لا يجعلها مكونة لجملة, عكس الأفعال التي تكون جملا.
أخي ضاد
لقد أحسنت صياغة الفكرة وعبرت عنها تعبيرًا دقيقًا. سلمت أخي وبوركت.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 02:02 م]ـ
لا أدري لماذا حين يعرض أحدنا رأيا لا نأخذ في حسباننا أنه مدعاة للتأمل فضلا عن كونه مثار نقاش واع .. أيها الكرام إني ليحزنني أن أجد صراخا وتسفيها بشكل أو بآخر .. وكأننا بذلك نضرب عرض الحائط بأهم ما تقوم عليه آليات الحوار ..
ثم إن كنت أعرض رأيي، فإما أن تقبل وإما أن ترفض، ولكن وفق: هذا رأيي وذاك رأيك .. فإن أصبنا فالحمد لله، وإن جنحنا فيكفي أننا نتأمل ونتدبر ونفكر
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 02:10 م]ـ
لا أدري لماذا حين يعرض أحدنا رأيا لا نأخذ في حسباننا أنه مدعاة للتأمل فضلا عن كونه مثار نقاش واع .. أيها الكرام إني ليحزنني أن أجد صراخا وتسفيها بشكل أو بآخر .. وكأننا بذلك نضرب عرض الحائط بأهم ما تقوم عليه آليات الحوار ..
ثم إن كنت أعرض رأيي، فإما أن تقبل وإما أن ترفض، ولكن وفق: هذا رأيي وذاك رأيك .. فإن أصبنا فالحمد لله، وإن جنحنا فيكفي أننا نتأمل ونتدبر ونفكر
هذا كلام خليق بأن يكتب بماء الذهب.
¥