(نَسخه) بِهِ، (كَمَنَعَه)، ينسَخُه، وانتَسَخَه: (أَزَالَهُ) به وأَدالَهُ. والشيءُ يَنسَخ الشيْءَ نَسْخاً، أَي يُزِيله ويكون مكانَه. والعرب تقول: نَسَخَت الشَّمسُ الظِّلَّ وانتَسَخَتْه: أَزالَتْه، والمعنَى أَذْهَبَت الظِّلَّ وَحلَّتْ مَحلَّه، وهو مَجازٌ. ونَسْخُ الآيَةِ بالآيَةِ: إِزالَةُ حُكْمِها. والنَّسْخ: نَقْلُ الشَّيءِ من مَكانٍ، إِلى مَكَانٍ وهو هو. (و) نسخَه: (غَيَّرَهُ). ونَسَخَت الرِّيحُ آثَارَ الدِّيَار: غَيَّرَتْهَا. (و) نَسَخَه: (أَبْطَلَه، وأَقَامَ شيئاً مُقَامَه)
ومنها سميت الأفعال الناسخة، والحروف الناسخة؟
أما معنى النسخ المعجمي فلا خلاف فيه وليس هو موضوع الحديث، وأما أن النحويين وصفوا (إن وأخواتها) بالنسخ فهذا منسجم مع قولهم بأنها عاملة لفظًا ومعنى وأنها محمولة في عملها على الفعل، وليس من مشكلة إن أردت إبقاء هذا الوصف ولكن النسخ شكلي لفظي لا يغير من أمر الابتداء شيء كما أن ربّ جرت المبتدأ فلم تغيره عن الابتداء، أما الدليل على بقاء الابتداء فلست بحاجة إلى دليل لأن هذا هو الأصل ولعلك تتوجه للنحويين بإثبات تغيره عن حال الابتداء في حين لم يتغير المجرور فما فرق المنصوب عن المجرور.
ثم أستاذي الكريم من قال إن المبتدأ فقد اعتباره لتعيده حفظك الله؟ وكأني بك إذن ستعيد اعتبار المبتدأ بعد دخول " لا " النافية للجنس، وستعيد اعتبار الخبر بعد دخول كان وأخواتها، وما، ولات، ووووو حينها ستكون سلسلة لن تنتهي فما قولك حفظك الله وبارك فيك؟.
أما من قال إنه فقد اعتباره فأنا أقوله وتسميته بغير اسمه هو ما أقصده، وهو كذلك بعد (لا) النافية للجنس والمحمولة على ليس. وأما (كان) فاقرأ ما كتبه الأستاذ ضاد سلمه الله عن الموضوع ففيه ما يكفيك من الجواب.
لا، ولكن بعد أن وضعت القواعد أصبح له منزلا، ومثالك مختلف عما نحن عليه، فمع احترامي للجميع، لاأرى أننا نكتشف قواعد جديدة تضفي تقدما، بل نرانا نلغي قواعد بقاؤها لايؤثر على التقدم والاكتشاف ونأتي بقواعد لاتضيف جديدا وإنما و مع اعتذاري الشديد تزيد في التعقيد.
هذه النظرات والآراء تحتاج إلى التفهم أولا قبل الحكم عليها، وأما الصعوبة ففيها نظر فأيما أصعب أقول لك هذا مبتدأ جاء بعد (رب) وهذا مبتدأ جاء بعد (إن) أم أقول لك هذا مبتدأ جاء بعد (رب) ولكنه بعد (إن) ليس مبتدأ بل اسم إنّ، أيما أفضل مصطلح واحد أم مصطلحان.
أستاذي الكريم خوفي أن يأتي يوما من ينادي بألفية جديدة في النحو ويضرب بكل ما أتى به علماؤنا الأولون وما قاسوه من كلام العرب وما استنبطوه من الأمثال جانبا، فهل يمكن لأمة أن يكون لها القوة والمنعة مالم يكن لها لها تراث أو ماض؟ فأمة بلا تاريخ أو ذاكرة هي أمة بلا حاضر أو مستقبل وهذه حقيقة، مما لايحمد عقباه فلا نكون بوابة لمثل هذا.
ولم الخوف فمن الذي يهتم بألفية السيوطي على جلال قدره وقد جاءت بعد ألفية ابن مالك وإن يكن الجديد خيرًا من القديم فأهلا وسهلا به.
نعم أستاذي الفاضل، لكنك تركت سؤالي معلقا هناك لم تجب عنه فلا أدري ما السبب؟
لم أترك سؤالك معلقًا فقد أجبتك ولكن ربما يحتاج الأمر للإيضاح: ليست (أنّ) مؤكدة وإنما رابطة سابكة، وعملها في المبتدأ عمل شكلي لفظي.
نعم، أنا تلميذ أما أنت فلا، فأنت أستاذ له مكانته، أستاذ يُقتدى به ويؤخذ بفكره وبعقله، حفظك الله من كل سوء ومن كل دخيل وأبقى المحبة والرحمة والرغبة في الصالح من القول والعمل سبيلنا وغايتنا.
تقبل تحيتي واحترامي.
إنما عبرت عن شعوري والمكان الذي أضع نفسي فيه، وقد عاب من عاب أن حرف الدال يتقدم اسمي وأنا لا أهتم بهذا الحرف فهو أيضًا شكلي لفظي كعمل إن ولذلك أحاول تجنب ذكره على أبحاثي وكتبي فراقبها إلا ما خرج عن سيطرتي وفي هذا المنتدى وضعت لي ولم أضعها وهو من كرم إدارة المنتدى وإن كان أحب إلي التجرد منها.
تقبل تحياتي ودعائي لك أن يدلك الله على الحق ويرزقك اتباعه.
ـ[أبو وسماء]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 02:11 م]ـ
أخي الحبيب أبا وسماء
فهم المراد بالشيء لا قيمة له إن لم يهب القناعة به فلا يكفي أن يسميه النحويون كذلك لأقتنع به. وأما الظن فإن الظن لا يغني من الحق شيئًا.
¥