القناعة تبنى على الفهم الصحيح، فإذا كانت المسألة صحيحة في أصلها ومبنية على أدلة عقلية ونقلية صحيحة، وفهمها الناظر فيها فهما صحيحا فلا بد أن يقتنع، إلا أن يجحد جحودا، وأما الظن في عبارتي فأريد به اليقين.
أخي الحبيب أبا وسماء
أخي أبا وسماء
النحويون بشر يؤخذ من كلامهم ويترك، وما أقوله في هذا المنتدى إنما هو لعرض رأي وإبداء فكرة وليس أمرًا مفروضًا على أحد لأنه لا أحد يملك هذه السلطة
هذا إذا كان كلامهم خطأ أما أن يكون صحيحا لا غبار عليه فتخطئتهم هو الخطأ الذي ينبغي أن يرفض، و (اسم الحروف المشبهة بالفعل) اصطلاح لا غبار عليه، فهو يعني المبتدأ الذي دخلت عليه هذه الحروف فصار له حكم جديد ولم يدع أحد أنه إذا قلنا: اسم إن، فقد أزلنا عنه معنى الإسناد إليه فهذا ما لا يخطر على بال أحد، وأما خطأ تسميته مبتدأ، فلأن المبتدأ اصطلاحا له أحكام تختلف عن أحكام اسم إن وأخواتها، فالمبتدأ مرفوع وهذا منصوب، والمبتدأ لا يجوز أن يكون نكرة بلا مسوغ وهذا يجوز، والمبتدأ لا يقتصر عليه وهذا يقتصر عليه، والمبتدأ يقدم عليه الخبر ما لم يكن له الصدارة، وهذا لا يقدم عليه الخبر، والمبتدأ تدخل عليه كان وأخواتها مباشرة، واسم إن لا يجوز دخول كان عليه مع وجود إن، والمبتدأ تدخل عليه لام الابتداء وهذا لا تدخل عليه لام الابتداء إذا لم يفصل عن إن، والعامل في المبتدأ الابتداء، والعامل في هذا (إن) وأخواتها، كل هذا جعل النحويين يحكمون بزوال حكم الابتداء عن هذا الاسم الذي كان مبتدأ، كما زال حكمه حين دخلت عليه كان، وكما لم تغير كان كون هذا الاسم مسندا إليه كذلك لم تغير إن هذا الأمر، ومثلما أن كان لا تزيد شيئا على معنى الجملة غير نقل الإسناد للزمن الماضي كذلك إن لا تزيد على معنى الجملة غير التأكيد ..
فللنحويين اعتباراتهم التي دعتهم إلى أن يكون عندهم المبتدأ زائلا عن أحكامه بعد دخول إن.
وأما مسألة الاحتجاج بدخول رب على المبتدأ، فلا يصح لأن الجملة مع رب جرت مجرى المثل كما في جملة التعجب فلها حكمها الخاص، وهي أيضا أزالت حكم الابتداء ولك أن تسمي المبتدأ بعد دخول رب: اسم رب، ولكن ليس لرب أخوات.
وأما البحث عند غير النحويين فلعله لا يأتي بالثمرة المرجوة، وأما البحث خارج هذا المنتدى فإن كنت تريد مني ترك المنتدى فلعلك تتوجه إلى الإدارة التي دعتني إلى هذا المنتدى ورحبت بي كما رحبت بك، فرحبني كما رحبك، وكما تكره مني ما أبديه من أقوال أو أفكار فإني لا أرى أن من المناسب أن يكون الحوار على هذا النحو.
لا أريد أن تترك المنتدى، ولا أدعو الإدارة إلى تنبيهك، ولا أكره أقوالك لأنها أقوالك، وإنما أبديت رأيي في الجدوى فما تدعو إليه نقض لما استقر عليه أمر النحو دون فائدة، لذلك لن تجد نحويا قد فهم النحو فهما صحيحا يستجيب لمثل هذه الآراء، أما الذين لا يفهمون النحو وهم كثير فقد يستجيب لك بعضهم وهؤلاء لن يفهموا ما تقول كما لم يفهموا ما قاله النحويون.
ابن ولاد رد على المبرد في المسائل التي غلط فيها المبرد سيبويه، والاجتهاد في المسائل وتوجيه الإعراب لا ضير فيها أما تغيير المصطلحات المستقرة بناء على دليل واه ضعيف فغير مقبول، ومثل ذلك ما كان بين أبي علي وأستاذه الزجاج، فهو اختلاف في تطبيق القواعد وتوجيه النصوص بناء عليها.
المشكلة أبا وسماء أنك تحس وحشة حين تجد ما يخالف إلفك وهذا طبيعي يزول متى أتحت لنفسك فرصة تأمل ولم تبادر بالرفض والدفاع.
................
تحياتي لك ودعوتي أن يهبك الله هدوء النفس ويبعدك عن الهوى ويهديك إلى الحق ويرزقك اتباعه.
هذا ما تردده كثيرا في ردودك على من يردون عليك، وهو أسلوب يوهم القارئ أن الذي يرد عليك مقلد لا يعرف غير ما ألفه، وهذا وهم منك لإيهام القراء، فالذين يردون عليك لا تقنعهم أدلتك الضعيفة .. لذلك أقول:
المشكلة يا أبا أوس أنك تستشكل أمورا لا إشكال فيها ثم تريد دفع هذا الإشكال الذي لا وجود له أصلا فيختلط الأمر عليك ..
تحياتي لك ودعوتي أن يهبك الله هدوء النفس ويبعدك عن الهوى ويهديك إلى الحق ويرزقك اتباعه.
ـ[أبو قصي]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 03:23 م]ـ
هل ننتظر من أبي أوس موضوعًا قادمًا، عنوانه (" كان " فعل زائد)، وآخرَ عنوانُه (" ظنَّ " فعل زائدٌ)؟ بحجة أنَّ الأصلَ في مدخولَيها أنهما (مبتدأ وخبرٌ)؟
فيكون المبتدأ والخبر مرةً مرفوعين، ومرةً منصوبينِ. ولا نستبعِد من بعدُ أن نراهما مجزومينِ، ومجرورينِ!
(يا سلام!) على هذا النحو، وهذا التيسير!
وهل ننتظر من أبي أوسٍ موضوعًا جديدًا في إسقاط (باب نائب الفاعل) بحجةِ أنَّه في الأصل مفعول، أو ظرفٌ، أو مصدرٌ، أو جارُّ ومجرورٌ!
لولا أنَّ وقتي نفيسٌ عندي، ولولا أنَّ أبا أوس نصحَ لي من قبلُ ألا أضيعَه في ما لا يُفيدُ = لكنتُ تقصيتُ الكلامَ على هذا.
ولكن أحبُّ - فقط - من أبي أوس قبلَ أن أديرَ ظهري = أن يتأمَّل في فرقِ ما بينَ العامل الذي يقتضي معموله اقتضاءً واجبًا، وبينَ العاملِ الذي ليس كذلك. ولعله يستعين على ذلك بفَهم (قانون الأصل الافتراضيّ)، ومتَى يُراعَى، ومتَى لا يُراعى؟
وأحبُّ أيضًا أن يجتهدَ في النظر في علة عملِ (إنَّ) ومقتضى ذلكَ، ولازمِهِ = قبلَ أن يجتهدَ في الحُكم.
وأحبُّ أيضًا أن ينظرَ في أحكام اسمِ (إنَّ)، أهي موافقةٌ لأحكام المبتدأ كما يَزعم أم لا.
فإن تأمَّل في هذ حقَّ التأمُّلِ، فقد كفانا مئونةَ الردِّ.
¥