ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[31 - 10 - 2008, 10:02 ص]ـ
أستاذنا د. الأغر
أهلا بإطلالتك، العربية لغة جميلة كل الجمال بلا جدال. والحمد لله على ما وهبك من حب إتقانها ومعرفتها واستعمالها، ولا أدري أتستعملها في مخاطبة العامة في الأسواق والحوانيت ويفهمون منك ما تريد؟ وسأقف مع فكرة واحدة أراها أهم ما جاء في الكلام
فليكن جهدنا متجها لتعليم الناس اللغة الفصيحة ليستغنوا بها عما عداها، ولنعلم غير العرب العربية الفصيحة ليستغنوا بها عما عداها،
وهذا ما ندعو إليه ولا ندعو إلى سواه، فإن كنت فهمت غير ذلك من كلامي فبينه. أما قولي أن نستفيد من المعجم العامي فأقصد بأن نفصحة ونرفع من شأنه. وللعلم أخي د. الأغر أقول إن كثيرًا من استعمالات العامة يظن أنها عامية وليست كذلك إذ حين تفتش عنها تجدها وكثير من استعمالات العامة لا يختلف من حيث هو كلمات مفردة عن الفصيح جذرًا ووزنًا وكل ما تحتاج إليه أن تجعله في جملة معربة، أعطيك مثالا (قدوع) وهو ما يقدم للأكل مع القهوة، ما المشكلة من ضم اللفظ إلى المعجم؟
وأما تعليم الفصيحة للأجانب فهذه تجربة حدثت في معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة الملك سعود، وهي تجربة ناجحك فهم يتعلمونها ويتفوقون بها، وبعضهم يواصل دراسته في كلية الآداب أو غيرها، والطريف أن هؤلاء حين دخلوا كلية الآداب واختلطوا بغيرهم من الطلاب ضاقت صدورهم ووجدوا عنتًا شديدًا فلا هم يفهمون زملاءهم ولا هم قادرين على التواصل بسلاسة واحترام مع غيرهم من الطلاب لأنهم كانوا يتكلمون الفصيحة في كل حين والطلاب يتكلمون بعامياتهم. كان ابني لا يستعمل سوى الفصيحة حين كان صغيرًا في البيت حتى إذا دخل المدرسة بدأ يفقدها واحتاج إلى تعلم العامية ليتأقلم اجتماعيًّا فلا يشعر بالغربة بل يؤكد انتماءه للمجموعة. لا أسوق هذا الكلام لأدعو إلى تعليم العامية ولكني أبين لك أن المسألة ليست سهلة وأنها لا تحل بالكلام والخطب والشعارات والتغافل عن أن اللغة ليست ملك فرد أو ملك فئة من الناس، ألا ترى أن الطبقية التي لازمت استعمال العربية هي التي عزلت مستواها الفصيح عن العامة وجعلتهم يبتعدون عنه كل البعد.
المهم يا أستاذي أنا أدعو إلى تسجيل مفردات العامة وإدخالها المعجم العربي الفصيح بعد تفصيحها، وأدعو إلى جمع التراث الشعبي وتدوينه لأغراض بحثية مختلفة. ولست أدعو إلى تعليم العامية ولا تعليم نحوها وأدعو إلى تعليم نحو العربية الفصيحة ومعالجة ما فيه من عيوب واستكمال ما فيه من نقص
وهذا ما في الجعبة أستاذنا الأغر:)
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[31 - 10 - 2008, 10:25 ص]ـ
حمى الوطيس يا سادة، وللحق هو وطيس محمود، لا سيما وأنه يأخذنا إلى مشارب ووجهات.
وللحق، فلكل مجتهد هنا نصيب من الصحة فيما تلمس وتحسس، وفيما تناول وطرح
ولا أقول إلا: اللهم أرنا الحق حقا، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ـ[ضاد]ــــــــ[31 - 10 - 2008, 10:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بصراحة ربما لا يحق لي الخوض معكم في هذا المغمار
ولكن إعذرو تجرّأّ قلمي ..
ربا الكثير لن يوافقني بما أقول
ولكن
أنا مع ما قاله أخي الفاضل ضاد.
أستميحكَ عذراً أخ ضاد بأن أفسر ما فهمته عن فرحتك.
البشارة التي تتحدث عنها عن المسميات التي قام بتسميتها بعض العامة مؤشر جيد ينم عن أشخاص هويتهم عربية ولكن ليسوا من أهل الإختصاص باللغة ولكن بقدر إستطاعتهم قاموا بتسمية تعبر عن مدلولها بالعربية ..
لقد تطرقتم لفروع وتعبتم في الفروع فقط من هذه البشارة التي تحدث عنها أخونا ضاد ..
النحو العامي إمام في حرم الفصيح ..
أستميحك عذرا أستاذي ليس هناك ما يسمى بالنحو العامي ولكن نستطيع أن نقول اللغة العامية إن أردت ولكن أنأ أراها لهجة ليس إلا ..
تبقى اللغة العربية ولغة الفصيح هي السائدة ..
أشكرك أختي الفاضلة على فهم كلامي حين عجز عن فهمه الخاصة.
اسمحي لي أن أقول لك أنه ثمة نحو عامي, وهو نحو اللهجة كما تقولين. وبعضنا يتصور أن الدارجة أو العامية نظام لا نظام فيه, أي ليس فيها نحو, وهي على العكس فيها نحو ونظام, بعضه محرف من الفصحى وبعضه الآخر مختلف عنها, وإن دراسة هذه الدرجة من الاستعمال اللغوي لا تعني فرضها على الفصحى, بل هي مثل دراسة الظواهر الاجتماعية, تسجيل للعصر والحقبة التي نعيشها كما سجل سلفنا استعمالات زمانهم من ألفاظ فارسية وهندية وابتعاد عن الفصحى. كل هذا من الحكمة العلمية والإقرار بالواقع من منطلق السعي إلى تحسينه. أما الألفاظ فهي ثرورة مستعملة أرى من الإجحاف تجاهلها, وهي تختلف بين قرية وقرية فما بالك بين دولة ودولة. والعربية قادرة على ضمها واستيعابها بعد تثقيفها وجبرها, وهذا يحدث بتلقائية أحيانا, فما يسميه المشارقة "بطاطس" تركا للسين في الكلمة الإنغليزية نسميه نحن "بطاطا" أو "بطاطة" بإسقاط السين, وما يسميه المشارقة "بازلاء" نسميه نحن "جلبانة", فهل نترك التسميتين أو نضمهما شاهدين على التنوع اللفظي في عصرنا, وهو ليس بدعا من العصور, فالتنوع اللفظي كان ولا يزال ولن ينمحي. بوركت وأشكرك مرة أخرى.
¥