ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[01 - 11 - 2008, 12:30 ص]ـ
أخي د. سليمان خاطر
لندع متكلفة وطبيعية، ولنقل أي مستوى من اللغة نستعمله ونحن نخاطب الناس ونتعامل معهم دون أن نخشى من الخطأ؟ وما المستوى الذي تأخذنا الرهبة والخوف من الخطأ عند استعماله، ولا نستعمله إلا في أماكن خاصة (مدرسة/ منبر مسجد/إذاعة أحيانًا)؟
أما قولي عن قراءتك فهو فهم لمقولتك التي عرضتها وتبين لي أنك لم تفهم كلام الأستاذ ضاد فاستنتجت من ذلك أنك لم تقرأ قوله وهذا من حسن الظن بك، فقلت لنفسي له عذره، ولم أقل ذلك قولا جازمًا بل قلت (لعله) فهو احتمال ليس إلا، والآن بينت أنك قرأت كلام الأستاذ ضاد ويؤسفني أنك لم تحسن فهمه، وأما أن بينك وبينه خلافًا قديمًا حسب فهمي لسياق كلامك فهذا أمر أتركه لكما. ولكني لا أترك للإستاذ ضاد مداخلة إلا قرأتها ولم أجد لديه عقدة على نحو ما وصفت بل وجدته يحترم كل محاور دون تفريق، ولكنه يعجب من حملة شهادة الدكتوراه حين يظهرون اعوجاجًا في التفكير أو ضيقًا في الأفق أو خللا في المنهجية وهي أمور لا تليق بهم ولذلك يشير إلى ذلك.
ومهما يكن من أمر فإن لمست من كلامي ما يسوء فالتمس العذر لي:
وَلَستَ بِمُستَبقٍ أَخًا لا تَلُمَّهُ ... عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ
تقبل تحياتي واسلم
أستاذنا الفاضل
إنه يصعب عليّ أن أسمع منكم وصف لغة القرآن بالمتكلفة، ووصف العامية بالطبيعية!
أما فهمي لكلام الأخ الأستاذ ضاد فما أظن أن كلامه يحتاج إلى تأمل وتفهم وتأويل، وأرجو أن تقرأ بعض مشاركاته في هذه الشبكة؛ فأنت حديث عهد به، وما زلت أظن ظنا أنك لم تقرأ أكثر خباياه وزواياه ولم تفهم أهدافه ومراميه كما قرأنا وفهمنا من مشاركاته الكثيرة في قضايا مختلفة. وإذا كنت تتفق معه في كل ذلك فأنتما إذا وجهان لعملة واحدة وهذا شأنكما ولا يضيرنا ذلك في شيء كما لا يضيركم خلافنا المنهجي الكامل معكم في شيء. والحوار هنا عام لكل المشاركين لا يختص به واحد دون الآخر. ولكل وجهة هو موليها.
وأرى من باب الحفاظ على الود والأخوة أن يكتب كل منا بعد الآن ما يراه دون أن يوجهه إلى أحد بعينه. والقراء هم الحكم. والهدف بيان الرأي بدليله. والسلام.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[01 - 11 - 2008, 12:41 ص]ـ
أخي الحبيب د. علي الحارثي
سأحاول أن أعلق على بعض ما ذكرته في كلامك لأنّ قولك يهمني وأعي نبيل مقصدك وحسن نيتك، وإن كنت أخالفك في بعض الأمور، أهمها أنك تريد الإبقاء على القديم وإقفال باب الاجتهاد فيه جملة وتفصيلا، وهذا في رأيي غير مفيد.
و تغييرُ قواعد العربيّة؛ بحجّة التيسير, أو التجديد , أو الاجتهاد , أو التطوير , هو هدمٌ لتراث أمةِ الإسلام كلِّه, وليس في هذا أدنى مبالغة؛
تراث الأمة أخي كالجبل الشامخ وقواعد العربية طريق إليه كالطرق الجبلية في جبال السراة وهي طرق قد تلتوي حينًا وقد تكون أرضها هشة في بعض أجزائها فحين يأتي أحد فيمهد طريقًا جديدة أسهل وأقرب أتراه بهذا يهد الجبل. ولا تحسبن تراث أمة الإسلام بهذه السهولة والهشاشة والهوان ليهدم.
فإنّ تغيير معالم اللغة يعني هدمَ كلامِ المفسرين في القرآن, و هدمَ كلامِ النقاد و البلاغيين في شعر العرب الذي بِثُبوتِه تَثبُت حُجَّةُ البيان و الإعجاز, وهدمَ قواعدِ الفقهاء في استنباط الأحكامِ من النصوص الشرعيّة, و هي التي ندين الله تعالى بها , فكلُّ حكمٍ شرعيٍ مبنيٌ على فهمٍ لنصوصِ الشارع الحكيم, ولا سبيل إلى فهمِ تلك النصوصِ المقدسةِ إلا بهذه اللغةِ الشريفةِ و قواعدِها و أصولِها؛ التي تختلفُ اختلافًا كبيرًا عن جميع لغات أهل الأرض في هذه الخاصّة,
أنت أخي خلطت بين أمرين اللغة والقواعد النحوية للغة وهما أمران مختلفان، وأما اللغة فلا أحد يستطيع أن يغيرها ولا أحد يريد أن يغيرها، أما قواعد اللغة فهي وصف لنظام اللغة كان ثمرة اجتهاد بشر ولم ينزل عليهم من السماء وما زالوا يواصلون اجتهادهم حتى تعددت عندهم المناهج والمصطلحات ونشأ الخلاف النحوي الذي هو من أبرز مظاهر حيوية التفكير العلمي في الظواهر اللغوية، حتى جاء ابن مالك فورث تراثًا نحويًا كبيرًا فاختار منه ما رآه حسنًا حسب ما هدي إليه من اجتهاد فتراه بصريًّا حينًا وتراه كوفيًّا حينًا، ولم يكن بصنيعه هذا هادمًا لتراث. وأما فهم الشعر والتفسير فهو مهارة ليست
¥