ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[06 - 11 - 2008, 05:03 م]ـ
يقيني أن أستاذنا أبا أوس أكبر من أن يضيق صدره الواسع بإبداء الرأي الشخصي من شيخنا المؤسس الأستاذ محمد التويجري؛ وإلا لكان كثير من أعضاء الفصيح-وهذا الراقم على رأسهم- تركوا الفصيح من أول رأي طرحه أبوأوس فيه؛ إذ قد تحول في عهده إلى ناد للحداثة النحوية واللغوية التي تكاد تبلغ الفوضى وتحاول-عبثا- القضاء على بناء النحو الشامخ عبر القرون. ولكنا صبرنا على ذلك من باب أن الرأي يرد بالرأي ويناقش بالحسنى.
والذي أرجوه أن يعود الأستاذ إلى أحبابه وطلابه في الفصيح ويطرح ما يشاء ويتحمل الرأي الآخر بصدر رحب كما عهدناه، ولا يخلط بين الرأي العلمي والمسئولية الإدارية؛ فهو سيد العارفين بما بينهما من فرق. والله المستعان.
ـ[جلمود]ــــــــ[07 - 11 - 2008, 12:54 ص]ـ
لا تزال دعوات الأعضاء بعودة أستاذنا أبي أوس منهمرة كجلمود صخر حطه السيل من عل ...
ولكن ألا يستجيب أستاذنا أبو أوس لهذه الدعوات!
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[07 - 11 - 2008, 01:09 م]ـ
السلام عليكم
أستاذنا الفضل أ. د. أبا أوس
تعلمنا منك الكثير علما وأخلاقا، ولا أظنك تهرب من الميدان وإن اختلف معك العالمون، فإما أن تقنعنا بما تقول، وإما أن تقتنع بما يقولون. فلا بد من نهاية سعيدة ننتظرها، وإن لعلى يقين أنكم ستلتقون في نهاية الأمر على أمر.
أستاذي الكريم: من حقك أن تجتهد، ومن حقنا أن نقبل اجتهادك أو نرفضه، ويبقى لكم دائما التقدير لاجتهادك وإن لم تصب فيه أو في بعضه.
وفي النهاية أعترف أني تعلمت في الفصيح ما لم أتعلمه من قبل بفضل ما فيه من أساتذة كرام.
تقبل خالص تحياتي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 11 - 2008, 03:35 م]ـ
النقاش في مثل هذه الموضوعات لا فائدة منه في أغلب الأحيان؟
لماذا؟
لأن أي نقاش في العالم لا يمكن أن يثمر إلا إذا كانت هناك أمور مشتركة بين المتناقشين بحيث يرجع إليها عند النقاش؛ إذ لا معنى للنقاش لو لم يكن هناك أي شيء يتفق عليه المتناظران.
لأن كل طرف عندما يحتج بحجة فمن أسهل الأمور أن يقول له الطرف الآخر: هذا ليس بحجة عندي!
فثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يمكن أن يكون للنقاش فائدة بغير اتفاق سابق على قواعد عامة مشتركة.
وهذه القواعد عند التأمل لا يمكن أن تكون شيئا آخر غير ما أجمع عليه العلماء.
لماذا؟
لأنه لا معنى لإسقاط إجماعهم في مسألة والأخذ به في مسألة أخرى؛ فإن الشيء لا يكون حجة في موضع غير حجة في موضع آخر، إلا إذا كان النقاش في ثبوت الإجماع في مسألة بعينها، فهذا أمر آخر.
فإذا كان أحد الطرفين لا يعتد بإجماع أهل العلم أصلا، ويرى أن من حقه أن يخترع كل يوم رأيا جديدا بحسب ما يخطر على باله، فلا معنى للنقاش؛ لأنه ما من شيء تورده عليه إلا ويمكنه أن يقول: هذا لا يلزمني لأني لا أقول به!!
أما إذا كان الطرفان متفقين على القواعد العامة والأصول المجمع عليها بين العلماء، فحينئذ يرجى أن يكون للنقاش ثمرة، وأن يكون له فائدة.
فإذا ضممنا إلى ما سبق أهمية تحرير محل النزاع، وتحديد موضع الخلاف بدقة، كان هذا أدعى لتحقق الفائدة والثمرة.
والإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع طرفان: طرف يجنح إلى القديم، وطرف يعلي من شأن الجديد، ولا شك أن لدى كل منهما حقا يعتمد عليه في كلامه، ولكن الحق أحيانا تشوبه شبهات من الباطل فيظنها صاحبه من ضمن هذا الحق.
وبيان ذلك أن من كان يجنح إلى القديم، فإنه لا يقصد بهذا إقصاء كل ما هو جديد، وكذلك من كان يعلي من شأن الجديد فإنه لا يعني بذلك نبذ كل ما هو قديم.
فإذا وصلنا إلى الاتفاق على هذه النقطة، فلا بد حينئذ أن يبين كل واحد من الطرفين القواعد التي على أساسها يقبل ما يقبله ويرفض ما يرفضه.
والعلماء لم يتركونا نهبا للشبهات والشكوك، فقد بينوا في كتبهم هذا الأمر غاية البيان ووضحوه غاية التوضيح.
ولكن بعضنا قد يكون اطلاعه ضعيفا فيتكلم بحسب اطلاعه، وبعضنا يكون اطلاعه واسعا فيكون كلامه أكثر دقة.
وأنصار الجديد لا يشك أحد أنهم أقل اطلاعا على القديم من أنصاره، وهذا خلل منهجي عميق يحتاج إلى رأب وإصلاح، وإلا كانت قواعدهم مهلهلة، مبنية على الخبط والخلط.
وإذا كان أنصار الجديد يدعون إلى إدخال بعض كلام العامة إلى الفصيح، فما الذي يمنعهم من إدخال جميع كلام العامة؟ وإذا كان بعض كلام العامة لا يصلح لذلك، فما الذي جعل بعضه يصلح وبعضه لا يصلح؟
وإذا كانت اللغة متطورة، فما معنى وضع القواعد لها؟ أليست القواعد تابعة للغة تتطور قواعدها تبعا لتطورها؟
فإذا كانت اللغة متطورة فكيف تكون قواعدها ثابتة؟
وإذا لم يكن للغة قواعد ثابتة، فما معنى أن نبحث في القواعد من أصله؟!! فلنترك الناس يتكلمون بحسب ما يعن لهم كل بحسب رأيه، وبحسب التطور الذي صار يحكم كل شيء!
العرب منذ عهد الجاهلية كانوا يستعملون ألفاظا أعجمية لا عهد لهم بها، ولا يعرفون لها عندهم أصلا، وكانوا لا يتحرجون من استعمال الألفاظ الأعجمية وإدخالها في عباراتهم، وهذا مشهور لا يحتاج إلى دليل.
وفي الإسلام ظل الأمر كذلك أيضا، وبعد توسع الفتوحات ظل الأمر كذلك أيضا، واستمر كذلك حتى عصرنا الحديث.
فما الجديد الذي استجد في هذه الأيام لكي نثير هذه الضجة حول التعريب والتجديد واستعمال لغة العامة ونحو ذلك؟!!
إذا كانت المشكلة عندكم في استعمال كلمة (حاسوب) أو (كمبيوتر) أو (هاتف) أو (تليفون) أو نحو ذلك، فهذه مسألة جزئية يسعنا الخلاف فيها، ولا إشكال فيها على الإطلاق.
ولكن هذا لا يمكن أن يعني بأي حال من الأحوال، التعرض للقواعد الأساسية والضوابط الأصلية المتفق عليها بين العلماء، بالهدم والاعتراض، أو بالطعن والازدراء.
فينبغي أن نفرق بين ما يسعنا الخلاف فيه وبين ما لا يسعنا الخلاف فيه؛ لأن الملاحظ أن النقاش في كثير من الأحيان يبدأ بمسألة جزئية ثم يتطور إلى قاعدة كلية، وهذا خطر عظيم قد يهدم اللغة بأسرها!!
¥