تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحاول أن]ــــــــ[07 - 11 - 2008, 04:37 م]ـ

النقاش في مثل هذه الموضوعات لا فائدة منه في أغلب الأحيان؟

لماذا؟

لأن أي نقاش في العالم لا يمكن أن يثمر إلا إذا كانت هناك أمور مشتركة بين المتناقشين بحيث يرجع إليها عند النقاش؛ إذ لا معنى للنقاش لو لم يكن هناك أي شيء يتفق عليه المتناظران.

أما إذا كان الطرفان متفقين على القواعد العامة والأصول المجمع عليها بين العلماء، فحينئذ يرجى أن يكون للنقاش ثمرة، وأن يكون له فائدة.

فإذا ضممنا إلى ما سبق أهمية تحرير محل النزاع، وتحديد موضع الخلاف بدقة، كان هذا أدعى لتحقق الفائدة والثمرة.

والإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع طرفان: طرف يجنح إلى القديم، وطرف يعلي من شأن الجديد، ولا شك أن لدى كل منهما حقا يعتمد عليه في كلامه، ولكن الحق أحيانا تشوبه شبهات من الباطل فيظنها صاحبه من ضمن هذا الحق.

وبيان ذلك أن من كان يجنح إلى القديم، فإنه لا يقصد بهذا إقصاء كل ما هو جديد، وكذلك من كان يعلي من شأن الجديد فإنه لا يعني بذلك نبذ كل ما هو قديم.

فإذا وصلنا إلى الاتفاق على هذه النقطة، فلا بد حينئذ أن يبين كل واحد من الطرفين القواعد التي على أساسها يقبل ما يقبله ويرفض ما يرفضه.

!

جزاكم الله خيرا شيخنا وأثابكم وغفر لكم ..

أظن صفا ثالثا أو طابورا خامسا يمكن أن يقف بينهما ..

صف يرفع راية ما جُدتُم بإضافته باللون الأزرق، ولا نحسب إلا أن الأطراف الثلاثة تلتقي في نقاط مشتركة من حب اللغة والدفاع عن التراث العلمي والتفاني لنشر العربية الفصيحة عموما، وحب وخدمة علم النحو خصوصا .. وفي الوقت ذاته تنادي هذه الفئة بتقريب النحو وإعادة النظر في بعض مسائله -بعض المسائل ليس إلا - ومن هنا نرجو أن يكون لهذا النقاش جنى نافع يانع حيث انتفى التوازي بين الفئات ..

نفعنا الله بعلمكم أستاذنا وغفر لكم وسدد رأيكم ..

ـ[أبومصعب]ــــــــ[07 - 11 - 2008, 08:21 م]ـ

النقاش في مثل هذه الموضوعات لا فائدة منه في أغلب الأحيان؟

لماذا؟

لأن أي نقاش في العالم لا يمكن أن يثمر إلا إذا كانت هناك أمور مشتركة بين المتناقشين بحيث يرجع إليها عند النقاش؛ إذ لا معنى للنقاش لو لم يكن هناك أي شيء يتفق عليه المتناظران.

لأن كل طرف عندما يحتج بحجة فمن أسهل الأمور أن يقول له الطرف الآخر: هذا ليس بحجة عندي!

فثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يمكن أن يكون للنقاش فائدة بغير اتفاق سابق على قواعد عامة مشتركة.

وهذه القواعد عند التأمل لا يمكن أن تكون شيئا آخر غير ما أجمع عليه العلماء.

لماذا؟

لأنه لا معنى لإسقاط إجماعهم في مسألة والأخذ به في مسألة أخرى؛ فإن الشيء لا يكون حجة في موضع غير حجة في موضع آخر، إلا إذا كان النقاش في ثبوت الإجماع في مسألة بعينها، فهذا أمر آخر.

فإذا كان أحد الطرفين لا يعتد بإجماع أهل العلم أصلا، ويرى أن من حقه أن يخترع كل يوم رأيا جديدا بحسب ما يخطر على باله، فلا معنى للنقاش؛ لأنه ما من شيء تورده عليه إلا ويمكنه أن يقول: هذا لا يلزمني لأني لا أقول به!!

أما إذا كان الطرفان متفقين على القواعد العامة والأصول المجمع عليها بين العلماء، فحينئذ يرجى أن يكون للنقاش ثمرة، وأن يكون له فائدة.

بورك فيك يا أبا مالكٍ، وددت لو أوتيت فهما مثل فهمك وعلما مثل علمك، (يعجبني أن أشبه تخصصي تخصصك، في أي مجال أنتم من الحاسوب)؟.

صدقت أيها الفاضل فإن الإجماع أصل يحتكم إليه عند النزاع، لكن تنبه أنه ليس من السهل نقل الإجماع، وكثير ما تجد من يدعي الإجماع والواقعُ خلافه، فسهل على المخالف أن يقول لا إجماع فما يدريك لعلهم اختلفوا؟، فهل ترى أن نقف في هذه الحال مكتوفي الأيدي ملجومي اللسان؟ أو أن ننزل منزلة أخرى دون الإجماع، كالقياس، والاستدلال العقلي، ولو تأملت القرآن لوجدت فيه من الححج مثل هذا كثيرا، وانظر إلى قوله سبحانه "ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" [الروم: 28] وإلى قوله " قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ" [الأنبياء: 62، 63]، وإلى قوله سبحانه: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) " و إلى قوله سبحانه "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" ومن السنة كثير مثل ذلك.

وقد أجاد في هذا الموضوع وغيره مما شابهه أساتذة أفاضل أمثال د. علي الحارثي وأبي قصي د. بهاء الدين عبد الرحمن ود. سليمان خاطر وغيرهم من الأساتذة الكرم، يؤيدهم في ذلك مدير الملتقى الأستاذ محمد التويجري، من الذين رأس مالهم اللغة العربية وقد دافعوا عن لغتهم بما آتاهم الله من حجج، أما أنا - وأسأل الله أن يغفر لي ويعلمني من العلم ما ينفعني – فقد أحجمت لما علمت منزلتي من علمهم، وتخصصي من تخصصهم، ومكانتي من مكانهم.

بورك فيك يا أبا مالكٍ.

لعلي أعود لهذا الموضوع بشيء من التفصيل إن شاء الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير