تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أستاذي الفاضل، وهل نقول في إعراب " زيدا " فاعل منصوب لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل؟

إن كان جوابك نعم، فاعذرني إن قلت: والله لاأرى الحكم الصارم إلا في في هذا الإعراب.

ففرق بين إعرابي: زيدا: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن.

وقولنا " زيدا: منصوب لفظا مرفوع محلا لى أنه فاعل. .

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 08:30 ص]ـ

أخي الحبيب ابن بريدة

أشكرك كل الشكر لاهتمامك بالقراءة والتعليق وهذا مهم جدًّا وسأسير معك معلقًا على ما تفضلت به:

لا شك أن الانطلاق يكون من الظواهر اللغوية، ولكن ذلك لا يعني أن نكون بمعزلٍ عن أقوال العلماء الذين استقرؤوا اللغة ووضعوا قوانينها، فغير صحيح أن ننسف آراءهم واجتهاداتهم ونبدأ من جديد.

لسنا بمعزل عن أقوالهم بل نحاورهم، ولسنا ننسف آراءهم بل نطورها ونبني على ما فيها من خير ونتجنب ما فيها من ضعف أو تحكم لا يخدم درس الظاهرة.

نحن نرحب بالاجتهاد الذي لا يخل بقواعد العربية ولا يزيد الأمر تعقيدًا.

ونحن كذلك نفعل فاجتهادنا يزيد القواعد متانة وإحكامًا، ويبتعد بها ما أمكن من التعقيد والغموض والخيال.

انطلق زيدٌ، جملة فعلية.

زيدٌ انطلق، جملة اسمية.

فلكل جملة من هاتين الجملتين دلالة تختلف عن الأخرى، وهذا من جمال العربية، والقول بفاعلية زيد في (زيد انطلق) يساوي بين الجملتين في المعنى، فينقل الجملة الثانية من نطاق الاسمية إلى الفعلية، وهذا خلاف ما أراده المتكلم.

لا اختلاف في جمال العربية، ولا مشكلة لنا مع العربية، بل مع قواعد النحويين، المتكلم حين يتكلم يكون على سجيته يتكلم بما يحقق حاجاته التواصلية والتداولية وليس في ذهنه شيء من مصطلحات النحويين فزيد هو الذي فعل الانطلاق قدم الفاعل على الفعل أم قدم الفعل على الفاعل، وهو يقدم ما يجد تقديمه أهم.

يقول المولى عز وجل: " وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون "

فدخول لام الابتداء على خبر إن، ولو قلنا إن (ربك) فاعل للفعل (يعلم) لاستلزم ذلك دخول لام الابتداء على الفعل في الجملة الفعلية، ولا أعلم لذلك شواهدَ - حسب علمي القاصر -.

ليس في هذا احتجاج لأن اللام كما ترى دخلت على فعل وفاعل (الضمير المستتر) حسب قول النحويين. ولكنك تستطيع القول إن كانت الجملة (لزيد جاء) فعلية فلم لا تدخل اللام على الجملة الفعلية (جاء زيد)؟ والجواب إنها لا تدخل على الجملة المرتبة بل على ما قدم فاعلها لأنها في الأصل تدخل على الأسماء ولكنها تترك مكانها إن دخلت إنّ كما في الآية الكريمة.

الطالبان غابا، القول بفاعلية (الطالبان) يوقع في محذور في الصناعة النحوية وهو وجود معمولين لعامل واحد.

هذه مسألة قتلت بحثًا في قضية أكلوني البراغيث، وأما في مثالك فتصور فاعلين خيال نحوي، والمسألة أنه لما قدم الفاعل وجب أن يربط الفعل به دفعًا للبس فما تراه هو علامة مطابقة وربط للفعل بفاعله. لأن الفعل بدون هذه العلامة يصلح لأن يسند إلى غير المتقدم.

الحرف المختص = عامل.

الحرف الغير مختص = غير عامل.

وهذا القول يوجب العمل لحرف غير مختص.

أليست (قد) و (سوف) مختصتان بالفعل ولام التعريف أهملتا؟

هذه المقولة النحوية غير دقيقة.

وأعتقد أننا لسنا بحاجة إلى أمور تزيد النحو غموضًا وتعقيدًا.

كلام حكيم لا جدال فيه، فلا أحد بحاجة إلى الغموض والتعقيد ولذلك نحاول أن نخلص النحو من بعض ما اشتمل عليه من غموض وتعقيد، ونحن بحاجة إلى أمثالك ليفكروا معنا بإيجابية، وأنت بدأت بالقراءة والمناقشة الواعية، وهو عمل أشكرك عليه.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 08:34 ص]ـ

القول باختلاف المعنى لا يعني القول باختلاف الإعراب, لأن كل تأخير وتقديم في الجملة ينتج عنه تغير في التركيب وفي المعنى,

فانظر:

ودحى الله الأرض.

والله دحى الأرض.

والأرضَ دحاها الله.

والأرضَ الله دحاها.

ولذلك فالتقديم والتأخير يمكن أن ينتج عنه تغير في المعنى وفي التركيب بإضافة هاء قائمة مقام المفعول به أو تصريف الفعل تصريفا تاما.

هذه الظواهر يمكن أن نرصدها, ولكنها لا تغير في وظائف الكلمات في الجملة, لأن تجاوز فاعل "الطفل يلعب" والقول بفاعل مضمر غير موجود لا يظهر يجعل الجملة تحت طائلة نظرية بعينها وليس تحت وصف لوظائف عناصرها.

أحسنت القول أخي ضاد بوركت ووفقك الله.

ـ[ضاد]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 08:41 ص]ـ

أخي ضاد، وماذا نعرب هذا المورفيم؟؟؟؟!!!

كأني بك ستلغي الضمائر المتصلة بالأفعال،

فندخل في قضية جديدة وهي إعراب الأفعال الخمسة، فماذا تقول في إعراب " الطالبان لم يذهبا " والطلاب لم يذهبوا "

ليس له إعراب لأنه ليس ضميرا. هذه صور تصريف الفعل, ومن جمال العربية أن جعلت لكل ضمير تصريفا يتميز به حتى أن السامع يعرف جنس الفاعل وعدده من خلال تصريف الفعل دون الحاجة إلى وجوده إلا في حالتين فقط وهما المخاطب المذكر والغائبة المؤنثة في كل المضارعات.

تَلعبُ: دون فاعل صريح لا نعرف من المقصود.

ولذلك فالقول بأن الصريفات التي تتصرف بها الأفعال ضمائر مجانب للصواب, لأنها تتغير بين الماضي والمضارع, ولو كانت ضمائر لثبتت في الحالتين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير