ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 08:47 ص]ـ
وكيف تعرب الضمير؟
أخي العزيز ابن بريدة
سأجيب مستأذنًا أخي ضاد، وكنت أجبت في معرض الإجابة المفصلة فقد كنت أورد الإشكال.
الفعل حين يتأخر عنه فاعله لا يحتاج إلى بيان عدده فيكون مجردًا من العلامة الدالة على ذلك، وهذا أمر اختياري إذ كان الأصل وجود العلامة وعلى هذا الأصل جاءت لغة من لغات العرب سميت لغة (أكلوني البراغيث) وهي قديمة ذكر لنا الدكتور عبدالرحمن سليمان أنها معروفة في اللغات السامية الأخرى، وهي طريقة مستمرة في لغة المتحدثين في الجزيرة العربية إلى اليوم، ولكن المشهور في اللغة الموحدة ترك المطابقة العددية بين الفاعل وفعله المتقدم عليه فتقول: ذهب رجل/ذهب رجلان/ذهب رجال. وهذا استغناء بدلالة الفاعل على عدده فلا لبس هنا. ولكن عند تقدم الفاعل على الفعل لا بد من المطابقة ليعلم أن المتقدم هو الفاعل: رجل ذهب/ رجلان ذهبا/ رجال ذهبوا. فما تراه علامة مطابقة وليس من تعدد في الفاعل.
ـ[ضاد]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 08:57 ص]ـ
ثم إن هذا القول يحل كثيرا من المشاكل الإعرابية, كإعراب قوله تعالى:
"إذا السماء انشقت"
ويصف منطقية نظام الجملة العربية التي أمدت متكلمها بحرية الترتيب حسب الحاجة, وفي تصنيف اللغات يقال أن العربية لغة [فعل + فاعل] وهذا حسب رأيي مجانب لحقيقة العربية, فهي لغة أوضاع كثيرة [فعل + فاعل] و [فاعل + فعل] و [م به + فعل + فاعل] و [م به + فاعل + فعل] و [مبتدأ + خبر] , وهذا كله من مرونة العربية, ولو لم تكن كذلك, لما كان للشعراء أن يؤتوا وسائل ضبط الوزن بتغيير الترتيب دون الخروج عن مجال اللغة.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 09:22 ص]ـ
الزيدان انطلقا، المعلمات انصرفن
هذان الضميران وغيرهما فاعلان، فهل نقول بفاعلية المتقدم أيضًا؟
هما علامة مطابقة لا فاعل والفاعل المتقدم
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 09:28 ص]ـ
أستاذي الفاضل، وهل نقول في إعراب " زيدا " فاعل منصوب لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل؟
إن كان جوابك نعم، فاعذرني إن قلت: والله لاأرى الحكم الصارم إلا في في هذا الإعراب.
ففرق بين إعرابي: زيدا: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن.
وقولنا " زيدا: منصوب لفظا مرفوع محلا لى أنه فاعل. .
لا جرم هناك فرق، فالفاعل فاعل نصب أو جر أو رفع، فكيف تنزع منه صفة الفاعلية لمجرد تغير الحركة أليس الفاعل يكون حينًا بلا حركة مثل (جاء الفتى) أو يكون منتهيًا بحركة ثابتة (جاء سيبويهِ)؟
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 09:39 ص]ـ
ثم إن هذا القول يحل كثيرا من المشاكل الإعرابية, كإعراب قوله تعالى:
"إذا السماء انشقت"
ويصف منطقية نظام الجملة العربية التي أمدت متكلمها بحرية الترتيب حسب الحاجة, وفي تصنيف اللغات يقال أن العربية لغة [فعل + فاعل] وهذا حسب رأيي مجانب لحقيقة العربية, فهي لغة أوضاع كثيرة [فعل + فاعل] و [فاعل + فعل] و [م به + فعل + فاعل] و [م به + فاعل + فعل] و [مبتدأ + خبر] , وهذا كله من مرونة العربية, ولو لم تكن كذلك, لما كان للشعراء أن يؤتوا وسائل ضبط الوزن بتغيير الترتيب دون الخروج عن مجال اللغة.
الذين قالوا هذا يشيرون إلى مسألة نظام الرتبة في الجملة العربية لا أنماط حركة عناصر الجملة فالرتبة في الجملة العربية (فعل+فاعل+مفعول) وتوصف الجملة التي تأتي على هذا النمط بأنها مرتبة وما يحدث في عناصرها من تقديم ينقلها إلى جملة غير مرتبة (مفعول+فعل+فاعل).
وبعض اللغات كالإنجليزية تكون الرتبة في الجملة (فاعل+فعل+مفعول)، ومن اللغات ما يتأخر الفعل، وأنت أعلم مني باللغات.
ـ[ابن بريدة]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 12:10 م]ـ
أستاذيّ الكريمين ..
هذا القول مردود وألزمتم أنفسكم ما لا يلزم، فالضمائر المتصلة بالفعل لها محل من الإعراب، وهذا بحد ذاته مبحث مستقل.
أما لغة أكلوني البراغيث، فهي لغة سمعت عن العرب فنثبتها سماعًا، ولا يصح أن نقيس عليها.
هذا ما عنيته بزيادة الأمر تعقيدًا، فيتضح تكلف التأويل حتى وصل إلى القول بأن الضمير المتصل بالفعل إنما هو علامة مطابقة لا علامة إعراب، كل هذا لتسلم الجملة من وجود معمولين لعامل واحد.
ـ[ضاد]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 01:09 م]ـ
وهل ما سميتموه ضمائر ينطبق على الماضي أو المضارع؟ وهل تستوي هي وضمائر النصب؟ وأين الضمير في الغائب المذكر, أي الصيغة الأولى للفعل؟
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 01:54 م]ـ
أستاذيّ الكريمين ..
هذا القول مردود وألزمتم أنفسكم ما لا يلزم، فالضمائر المتصلة بالفعل لها محل من الإعراب، وهذا بحد ذاته مبحث مستقل.
أما لغة أكلوني البراغيث، فهي لغة سمعت عن العرب فنثبتها سماعًا، ولا يصح أن نقيس عليها.
هذا ما عنيته بزيادة الأمر تعقيدًا، فيتضح تكلف التأويل حتى وصل إلى القول بأن الضمير المتصل بالفعل إنما هو علامة مطابقة لا علامة إعراب، كل هذا لتسلم الجملة من وجود معمولين لعامل واحد.
هذا قول نقوله ورأي نعرضه لمن يتأمل ويفهم ثم يأخذ به أو يتركه إلى غيره، وإن كنا ألزمنا أنفسنا بشيء فلسنا بذلك نختلف عن أجدادنا فقد ألزموا أنفسهم بأشياء لا تلزم.
أنا معك في شيء واحد وهو أن الاتكاء على النحو المالكي المشروح في شروح الألفية وحواشيها أسهل، لأنه استهلاك هيّن لا يعوز سوى الحفظ والتكرار أفاد أم لم يفد. وأما النظر الجديد إلى اللغة وظواهرها ونقد الموقف النحوي منها فهو أمر متعب مقلق غير مألوف، تحس النفس بوحشة منه، لأنها لم تألفه، وهذا موقف مفهوم مدرك يعرض لكثير من الناس، حتى الأديان ووجهت بمثل هذا النفور والوحشة لأن الناس ألفوا شيئًا وارتاحوا إلى الركون إليه.
ولست بحاجة إلا أن تعطي نفسك فرصتها في التأمل محررًا عقلك من القيود التي تحجب أفقه عن اكتشاف الأمور بوضوح.
وأشكرك مرة أخرى لأنك قرأت واهتممت وهذا وحده له قيمته الكبيرة عندي، فهو خير من الازورار عن الموضوع خيره وشره.
¥