أما ((صديقي لأنت هو)) فهي مثل (خالي لأنت هو)، على اعتبار (أنت) مبتدأ خبره (هو)، وجملة (أنت هو) خبر المبتدأ الأول (صديقي). ولم أجزم بصحة التقدير وإنما استفهمت، لأن الظاهر أن النحاة يمنعونه، ولولا ذلك ما انصرفوا عنه إلى تقدير بعيد غريب، أعني قولهم: التقدير (خالي لهو أنت). حفظك الله.
أخي الكريم، لقد أجملتُ الجوابَ في كلامي السّابق وكان لك فيه كفاية عن تكرار السؤال لو تأملت،
لَمْ أجعلِ الدَّليل على المحذوف منحصرًا في شيء واحدٍ، بل مأخوذٌ مّن مّتفرقاتٍ في السياق، فخُذ لفظَ (الخَالِ) من (خَالِي) المتقدمِ ذكرُه، وخُذ كَمَاله من (لأنتَ)، هَذَا كافٍ لإثباتِ معْنى الكَمالِ، ألاَ تَرى أنَّك إذَا قلتَ لِشَخصٍ (لأنتَ) كانَ معنًى تَامًّا، وكانَ مِن مَّعنَاه المَدْحُ والكَمَالُ، وَلَو أَرَادَ غَيرُكَ أن يُّقدِّره لَفظًا مُّفيدًا في مَعْزلٍ عَن السِّياق لَمْ يَكُن تقديرُه خَارجًا عَن (لأنتَ أنتَ)، فأنتَ لمَّا علمتَ السياقَ عَدَلتَ عن (أنتَ) الثَّاني إلى مَا دَلَّك عليه السِّياق، وقد دلَّ السِّياقُ عَلَى الخال، ودلَّ (لأنتَ) عَلَى الكَمَال، وَأَكَّد هَذَا بقوله: (وَمنْ جَرِيرٌ خَالُه)، فَتَبَيَّن لك به صحةُ التَّقدِير (لأَنْت الخَالُ).
أما ((صديقي لأنت هو)) فهي مثل (خالي لأنت هو)، على اعتبار (أنت) مبتدأ خبره (هو)، وجملة (أنت هو) خبر المبتدأ الأول (صديقي).
يُمكِنُك أنْ تَستَغنِي عَن هَذا كلِّه وَتَقُول (لأنتَ هُوَ صَدِيقِي) إلا أَن يَّكونَ لكَ غَرَض بَلاَغي يَسْتلزِمُ تَعقِيدًا في المَعنَى وَتَقديمًا وتَأخِيرًا، فعندَ ذَلكَ قَدِّم وَأَخّر مَا تَشاء، وَأَخْبرنا عن الغرضِ البلاغي في ذلك، هذا ما كنتُ أَسْألك عَنه مُنذ البِدَاية ولم أجد له جَوابًا.
ولم أجزم بصحة التقدير وإنما استفهمت، لأن الظاهر أن النحاة يمنعونه، ولولا ذلك ما انصرفوا عنه إلى تقدير بعيد غريب، أعني قولهم: التقدير (خالي لهو أنت). حفظك الله
أمَّا هَذا التَّقدير فَقَد أعْطَيتُك بَديلا عَنه، وَليسَ غَريبًا أَن تقولَ لشخصِ (صَدِيقي ... ) وَبينمَا هُو ينتظِر تَمَام الفَائدة مُستَفهِمًا: مَن هَذَا الصَّديقُ؟ تُخْبِرُه بكلامِ مُّؤكد (لهو أنتَ).
نفع الله بك.
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[14 - 11 - 2008, 07:52 ص]ـ
:::
صديقي لأنت
الأساتذة الأكارم،
أصل الكلام "صديقي أنت"، ثم دخل ضمير الفصل "هو"، والقاعدة النحوية تقول إن ضمير الفصل إذا دخل وجب أن يتوسط بين المعرفتين، فلا يصح أن نقول "صديقي أنت هو"، بل نقول "صديقي هو أنت" طبقا لهذا الشرط النحوي المشهور.
وبناء على ذلك واستنادا إلى ما جاء في شرح ابن عقيل فإن الصحيح أن نقول: "صديقي لهو أنت"، ويجوز أن نحذف الضمير فنقول: "صديقي لأنت" حيث "صديقي" (مبتدأ أول، والضمير المنفصل "هو" مبتدأ ثان، وأنت خبر الثاني، فحذف الضمير، فاتصلت اللام بخبره مع أنها لا تزال في صدر ما ذكر من جملتها. ومثل هذا البيت في هذين التوجيهين قول الراجز: أم الحليس لعجوز شهربه ترضى من اللحم بعظم الرقبه) والكلام بين القوسين لابن عقيل.
والله أعلم، ودمتم،
منذر أبو هواش
:)
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[14 - 11 - 2008, 08:08 م]ـ
أصل الكلام "صديقي أنت"، ثم دخل ضمير الفصل "هو"، والقاعدة النحوية تقول إن ضمير الفصل إذا دخل وجب أن يتوسط بين المعرفتين،
أن "هو" مبتدأ ثان،
:)
كيف يكون هذا، وقد قرروا أن ضمير الفصل لا محل له من الإعراب؟، فكيف يكون ضمير فصل لامحل له ثم تقول إنه مبتدأ؟ يلزم على ذلك اجتماع النقيضين بكونه ليس له محل وله محل في آن واحد وهو محال.
إلا إذا أردت أن من قرر تقدير (لهو أنت) يرى أن ضمير الفصل له محل من الإعراب، ولا أظن أن ذلك مذهبهم.
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[14 - 11 - 2008, 10:09 م]ـ
كيف يكون هذا، وقد قرروا أن ضمير الفصل لا محل له من الإعراب؟، فكيف يكون ضمير فصل لامحل له ثم تقول إنه مبتدأ؟ يلزم على ذلك اجتماع النقيضين بكونه ليس له محل وله محل في آن واحد وهو محال.
إلا إذا أردت أن من قرر تقدير (لهو أنت) يرى أن ضمير الفصل له محل من الإعراب، ولا أظن أن ذلك مذهبهم.
ما أردت التنبيه إليه في مداخلتي هو بيان موقع الضمير المنفصل من العبارة، وأما الكلام عن المبتدأ فقد ورد في الصفحة 238 من شرح ابن عقيل ووضعته في مداخلتي بين قوسين.
علما بأن الضمائر التي تقع مبتدأ، ويصح الابتداء بها اثنا عشر ضميرًا، وهي ضمائر الرفع المنفصلة فقط لأن المبتدأ من أحكامه أنه مرفوع دائمًا. وهي اثنين للمتكلم، وخمسة للمخاطب، وخمسة للغائب، فتقول: أنا مسلم، ونحن مسلمون، وأنت مجتهد، وأنت مخلصة، وأنتما مسافران، وأنتم قائمون، وأنتن جالسات، وهو محسن، وهي متقية، وهما قائمان، وهم جالسون، وهن في المنزل!!!
:)
¥