تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالظاهر أن المراد بالأنوثة الانفعال المحض الذي هو شأن المخلوق إذا قيس إلى الخالق عز اسمه، و هذا الوجه أولى مما قيل: إن المراد هو اللات و العزى و منات الثالثة و نحوها، و قد كان لكل حي صنم يسمونه أنثى بني فلان إما لتأنيث أسمائها أو لأنها كانت جمادات و الجمادات تؤنث في اللفظ.

و وجه الأولوية أن ذلك لا يلائم الحصر الواقع في قوله "إن يدعون من دونه إلا إناثا" كثير ملاءمة، و بين من يدعى من دون الله من هو ذكر غير أنثى كعيسى المسيح و برهما و بوذا. "

--

الأخ الكريم طارق يسن الطاهر:

شكرا للمتابعة.

بارك الله فيكم.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[25 - 12 - 2008, 12:27 م]ـ

أستاذنا الفاضل د. أبو أوس الشمسان:

أعلى الله في الجنان قدركم.

شكرا للإضافة الجميلة.

وددت معرفة رأي شخصكم الكريم حول اتساع معنى كلمة إناث, حيث وصف المشركون الملائكة بالإناث:

{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَ?نِ إِنَاثًا ? أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ? سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}

على أن لفظ إناث غير مختص بالملائكة, فقد يراد منه الملائكة - على تعبير المشركين - وقد لا يراد منه ذلك.

العلامة الطباطبائي في الميزان ذكر رأيا لطيفا حول معنى " إناث " و أشار أن المراد بذلك أن كل معبود من دون الله تسمى إناثا لكونها قابلات منفعلات.

قال رحمه الله تعالى:

" قوله تعالى: "إن يدعون من دونه إلا إناثا" الإناث جمع أنثى يقال: أنث الحديد أنثا أي انفعل و لان، و أنث المكان أسرع في الإنبات و جاد، ففيه معنى الانفعال و التأثر، و بذلك سميت الأنثى من الحيوان أنثى و قد سميت الأصنام و كل معبود من دون الله إناثا لكونها قابلات منفعلات ليس في وسعها أن تفعل شيئا مما يتوقعه عبادها منها - كما قيل - قال تعالى: "إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا و لو اجتمعوا له و إن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب و المطلوب ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز": الحج: 74 و قال: "و اتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا و هم يخلقون و لا يملكون لأنفسهم ضرا و لا نفعا و لا يملكون موتا و لا حياة و لا نشورا": الفرقان: 3.

فالظاهر أن المراد بالأنوثة الانفعال المحض الذي هو شأن المخلوق إذا قيس إلى الخالق عز اسمه، و هذا الوجه أولى مما قيل: إن المراد هو اللات و العزى و منات الثالثة و نحوها، و قد كان لكل حي صنم يسمونه أنثى بني فلان إما لتأنيث أسمائها أو لأنها كانت جمادات و الجمادات تؤنث في اللفظ.

و وجه الأولوية أن ذلك لا يلائم الحصر الواقع في قوله "إن يدعون من دونه إلا إناثا" كثير ملاءمة، و بين من يدعى من دون الله من هو ذكر غير أنثى كعيسى المسيح و برهما و بوذا. "

--

الأخ الكريم طارق يسن الطاهر:

شكرا للمتابعة.

بارك الله فيكم.

أخي الحبيب د. حجي إبراهيم الزويد

حياك الله أستاذنا الكريم وأشكرك لهذه المعلومات المهمة وكلها جديدة علي، كما أن هذا اللون من الطرح بالغ الأهمية والعمق. ويؤسفني أنه لا مزيد عليه عندي. أشكرك لما أوليتنيه من ثقة نابعة من محبة أبادلك مثلها، وفقك الله ورعاك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير