تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أسئلة وأرجو أن أجد إجاباتها!]

ـ[يوسف الشدوي]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 07:32 م]ـ

أختي طالبة في الكلية وقد طلبت منها الدكتورة قراءة هذه المقالة للشيخ علي الطنطاوي والإجابة على الاسئلة في آخر الموضوع .. !

يابنتي ..

يا بنتي ,أنا رجل يمشي إلى الخمسين. قد فارق الشباب وودع أحلامه , ثم أني سحت في البلدان , ولقيت الناس , وخبرت الدنيا , فاسمعي مني كلمة صحيحة صريحة من سني وتجاربي , لم تسمعيها من غيري. لقد كتبنا ونادينا ندعو إلى تقويم الأخلاق , ومحو الفساد , وقهر الشهوات حتى كلت منا الأقلام , وملت الألسنة , وما صنعنا شيئا ً ولا أزلنا منكرا ً , بل أن المنكرات لتزداد , والفساد ينتشر , والسفور والحسور والتكشف تقوى شرته , وتتسع دائرته , ويمتد من بلد إلى بلد , حتى لم يبق بلد إسلامي (فيما أحسب) في نجوة منه , حتى الشام التي كانت فيها الملاءة السابغة , وفيها الغلو في حفظ الأعراض , وستر العورات , قد خرج نساؤها سافرات حاسرات , كاشفات السواعد والنحور .. ما نجحنا وما أظن أننا سننجح. أتدرين لماذا؟ لأننا لم نهتد إلى اليوم إلى باب الاصلاح , ولم نعرف طريقه , إن باب الاصلاح أمامك أنت يا بنتي , ومفتاحه بيدك , فإذا آمنت بوجوده , وعملت على دخوله , صلحت الحال. صحيح أن الرجل هو الذي يخطو الخطوة الأولى في طريق الإثم , لا تخطوها المرأة أبدا ً , ولكن لولا رضاك ما أقدم , ولولا لينك ما اشتد , أنت فتحت له , وهو الذي دخل , قلت للص: تفضل .. فلما سرقك اللص , صرخت أغيثوني يا ناس سرقت ... ولو عرفت أن الرجال جميعهم ذئاب وأنت النعجة , لفررت فرار النعجة من الذئب , وأنهم جميعا ً لصوص , لاحترست منهم احتراس الشحيح من اللص.

وإذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها , فالذي يريد الرجل أعز عليك من اللحم على النعجة , وشر عليك من الموت عليها: عفافك الذي به تشرفين , وبه تفخرين , وبه تعيشين , وحياة البنت التي فجعها الرجل بعفافها , أشد بمئة مرة من الموت على النعجة التي فجعها الذئب بلحمها .. أي والله , وما رأى شاب فتاة إلا جردها من ثيابها ثم تصورها بلا ثياب.

أي والله , أحلف لك مرة ثانية , ولا تصدقي ما يقوله بعض الرجال , من أنهم لا يرون في البنت إلا خلقها وأدبها , وأنهم يكلمونها كلام الرفيق , ويودونها ود الصديق , كذاب والله , ولو سمعت أحاديث الشباب في خلواتهم , لسمعت مهولا ً مرعبا ً , وما يبسم لك الشاب بسمة , ولا يلين لك كلمة , ولا يقدم لك خدمة , إلا وهي عنده تمهيد لما يريد , أو هي ايهام لنفسه أنها تمهيد: وماذا بعد؟ ماذا يا بنت؟ فكري!

تشتركان في لذة ساعة , ثم ينسى هو , وتظلين أنت أبدا ً تتجرعين غصصها , يمضي (خفيفا ً) يفتش عن مغفلة أخرى يسرق منها عرضها , وينوء بك أنت (ثقل) الحمل في بطنك والهم في نفسك والوصمة على جبينك. يغفر له هذا المجتمع الظالم , ويقول شاب: ضل ثم تاب , وتبقين أنت في حمأة الخزي والعار طول الحياة , لا يغفر لك المجتمع أبدا ً. ولو أنك إذ لقيته نصبت له صدرك , وزويت عنه بصرك , وأريته الحزم والأعراض .. فإذا لم يصرفه عنك هذا الصد , وإذا بلغت به الوقاحة أن ينال منك بلسان أو يد , نزعت حذاءك من رجلك , ونزلت به على رأسه , لو أنك فعلت هذا , لرأيت من كل من يمر في الطريق عونا لك عليه , ولما جرؤ بعدها فاجر على ذات سوار , ولجاءك (ان كان صالحا ً) تائبا ً مستغفرا ً , يسأل الصلة بالحلال: جاءك يطلب الزواج.

والبنت , مهما بلغت من المنزلة والغنى والشهرة والجاه , لا تجد أملها الأكبر وسعادتها إلا في الزواج , في أن يكون زوجا ً صالحة وأما ً مرموقة , وربة بيت , سواء في ذلك الملكات والأميرات , وممثلات هوليوود ذوات الشهرة والبريق الذي يخدع كثيرات من النساء. وأنا أعرف أديبتين كبيرتين في مصر والشام , اديبتن حقا ً , جمع لهما المال والمجد الأدبي , ولكنهما فقدتا الزواج ففقدتا العقل وصارتا مجنونتين , ولا تحرجيني بسؤالي عن الأسماء أنها معروفة!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير