تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"] {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا}

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 12:42 ص]ـ

{إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا} النساء: 117

ورد في معنى كلمة إناث عدة أقوال, من بينها أن المراد بها الأوثان.

شاهد ذلك, أن أولئك المشركين كانوا يسمون آلهتم باسم الإناث نحو: الّلات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، فاللات تأنيث الله على قولهم، والعزى تأنيث العزيز, وكذلك نائلة, ومناة.

من الشواهد اللغوية على ذلك قراءة السيدة عائشة (رضي الله عنها): {إلا أوثانًا} كما أشار إلى ذلك الرازي في مفاتيح الغيب, وابن عطية في المحرر الوجيز.

وكذلك قراءة ابن عباس (رضي الله عنهما): {إلا أُثنا}، جمع وثن نحو أّسد وأُسد, ثم أبدلت من الواو المضمومة همزة نحو قوله {وَإِذَا الرسل أُقّتَتْ} [المرسلات: 11].

قال الشيخ الطوسي في التبيان:

" وروي عن ابن عباس أنه كان يقرأها: {إلا وثنا} جمع وثن كأنه جمع وثنا، وثنا، ثم قلب الواو همزة مضمومة مثل وجوه وأوجه وقتت واقتت، وقرأ بعضهم أنثا جمع أناث مثل ثمار وثمر والقراء ة المشهورة أناثا، وعليه القراء من أهل الامصار. "

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 01:28 ص]ـ

أشكرك أستاذنا لهذه الفائدة اللطيفة المفيدة، وقد وجدت في المبهج ما يتصل بالموضوع أذكره للفائدة:

وأما العزى فهو اسم صنم وهو تأنيث الأعز كما ان الجلى تأنيث الأجل فأما قول الآخر:

وإن دعوت إلى جلى ومكرمة ... يومًا سراة كرام الناس فادعينا

فليست جلى في هذا تأنيث الأجل ألا ترى ان فعلى أفعل لا تنكر إنما هي معرفة باللام أو بالإضافة لا نقول صغرى ولا كبرى ولا وسطى وإنما جلى في البيت مصدر بمنزلة الجلال والجلالة ومثلها من المصادر على فُعلى الرجعى والنعمى والبؤسى تقول: أنسني برجعى منك، أي برجوع منك ولك عند آلاء ونعمى ولا أجزيك بؤسى ببؤسى وكذلك قراءة من قرأ

(وقولوا للناس حسنى) أي إحسانًا وحسنًا وأنكر ذلك أبو حاتم ولا وجه لانكاره إياه لما ذكرنا وأنثوا العزى في اسم الصنم كما أنثوه في قوله سبحانه (اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى).

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 08:58 ص]ـ

جزى الله أستاذينا خير الجزاء على ما أوضحاه

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 12:05 ص]ـ

أشكرك أستاذنا لهذه الفائدة اللطيفة المفيدة، وقد وجدت في المبهج ما يتصل بالموضوع أذكره للفائدة:

أستاذنا الفاضل د. أبو أوس الشمسان:

أعلى الله في الجنان قدركم.

شكرا للإضافة الجميلة.

وددت معرفة رأي شخصكم الكريم حول اتساع معنى كلمة إناث, حيث وصف المشركون الملائكة بالإناث:

{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَ?نِ إِنَاثًا ? أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ? سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}

على أن لفظ إناث غير مختص بالملائكة, فقد يراد منه الملائكة - على تعبير المشركين - وقد لا يراد منه ذلك.

العلامة الطباطبائي في الميزان ذكر رأيا لطيفا حول معنى " إناث " و أشار أن المراد بذلك أن كل معبود من دون الله تسمى إناثا لكونها قابلات منفعلات.

قال رحمه الله تعالى:

" قوله تعالى: "إن يدعون من دونه إلا إناثا" الإناث جمع أنثى يقال: أنث الحديد أنثا أي انفعل و لان، و أنث المكان أسرع في الإنبات و جاد، ففيه معنى الانفعال و التأثر، و بذلك سميت الأنثى من الحيوان أنثى و قد سميت الأصنام و كل معبود من دون الله إناثا لكونها قابلات منفعلات ليس في وسعها أن تفعل شيئا مما يتوقعه عبادها منها - كما قيل - قال تعالى: "إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا و لو اجتمعوا له و إن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب و المطلوب ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز": الحج: 74 و قال: "و اتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا و هم يخلقون و لا يملكون لأنفسهم ضرا و لا نفعا و لا يملكون موتا و لا حياة و لا نشورا": الفرقان: 3.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير