[تلاميذ سيبويه]
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 12:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لم تذكر كتب التراجم تلاميذ سيبويه؟ وهل يعقل أن يكون لهذا العالم أربعة تلاميذ فقط؟
ـ[بل الصدى]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 04:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أعلم أن في المنتدى من هم أعلم مني، و لكني اجتهد اجتهادا قد أصيب فيه أجرا أو أجرين، فأقول و بالله التوفيق:
لم تذكر كتب التراجم و الطبقات أن لصاحب الكتاب إلا أربعة تلاميذ هم: قطرب (ت: 206هـ) و الأخفش الأوسط (ت: 215هـ)، و الزيادي (ت: 249 هـ)، و الناشي (ت:؟).
فإذا علمنا أن وفاة الخليل - شيخ سيبويه - كانت عام 175هـ على الأرجح (ينظر إنباه الرواة: 1/ 341) و وفاة سيبويه عليه رحمه الله تعالى - على الراجح - سنة 180 هـ (ينظر: البلغة: ص: 134) علمنا أن الفترة الزمنية الفاصلة بين وفاة الشيخ و تلميذه فترة قصيرة جدا، قضى صاحب الكتاب منها زمنا غير يسير في تأليف كتابه الذي يعد بحق أتم و أشمل مصَنف في بابه، فذلك يقتضي ألا يتفرغ للتدريس كشأن غيره من أئمة عصره فقد انصرف لوضع قواعد اللغة على نحو غير مسبوق، موثقا كل حواراته مع شيوخه و على رأسهم الخليل بدقة متناهية، مستشهدا بأقوال العرب الذين شافههم، و ناقلا آراء من أخذ عنهم اللغة و القراءات، و إذا علمنا أنه توفي قبل أن يقرأ كتابه عليه أحد، و قبل أن يضع له اسما علمنا أنه قد انشغل به حتى وفاته فكان لذلك انعكاسه على تصدره للتدريس، فهذان السببان الأوليان لقلة من أخذ عنه من معاصريه.
و إذا أضيف لذلك معاصرة شيوخه له زمن تدريسه إذ كانت وفاتهم قبل وفاة صاحب الكتاب بقليل مثل: هارون بن موسى البصري (ت: 170 هـ)، و الأخفش الكبير (ت: 177 هـ)، و منهم من توفي بعده أيضا مثل: يونس بن حبيب (ت: 182 هـ)، و أبو زيد الأنصاري (ت: 215 هـ)، علمنا أن طلاب العلم آنذاك قد انصرفوا للأخذ عنهم فهذا هو السبب الثالث.
و إذا علم أن سيبويه عليه رحمة الله قد برع في علم النحو براعة معجزة، و أن النحو لم ينفصل عن بقية علوم العربية كاللغة و القراءات و أخبار العرب إلا بعد ذيوع مصنفه و انتشاره، فهذا يعني أن طلب النحو كعلم مستقل لم يؤذن به حتى توفي صاحب الكتاب لذا انصرف كثير من معاصريه لأخذ علوم العربية من شيوخ القرن الثاني فلم ينصرفوا لتحصيل النحو مستقلا و هذا السبب الرابع.
و السبب الخامس: أن النحو الكوفي قد حظي بشيء غير يسير من الشهرة و ذيوع صيت فكلنا يعلم أن بدايات النحو الكوفي كانت في مهد الخلافة ببغداد التي كانت حاضرة العصر آنذاك في العلوم و الفنون لذا قصدها طلبة العلم للأخذ عن شيوخها و على رأسهم الكسائي الذي امتزج نحوه بالقراءات.
و أخيرا ذكر بعض من ترجم لصاحب الكتاب أن في لسانه حبسة و أن قلمه أبلغ من لسانه و لا أدل على ذلك مما لقيه في مناظرته مع الكسائي فيما أسماه النحاة بعده: " المسألة الزنبورية ".
و إني لأعجب أشد العجب من هذا المصنف و عظم بركته، فلئن لم يسجل التاريخ تلاميذ لصاحبه في حياته فو الله ما علمت أكثر من تلاميذه بعد و فاته، و ما شهدت بركة في مصنف كمصنفه، الذي أسموه بعده " قران النحو " و شبهوه بالبحر و جعلوه علما بالغلبة، و المقام هاهنا يضيق عن ذكر منزلته العلميه التي لا تخفى على أحد.
هذا و الله تعالى أعلم.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 07:52 ص]ـ
بوركت أختي بل الصدى وسلمت. إجابة وافية مستقصية، تدل على اطلاع متمكن، وذكرني أمر سيبويه بالدكتور إبراهيم أنيس رحمه الله فهو لم يشرف إلا على طالبين من طلاب الدراسات العليا هما الدكتور عبدالصبور شاهين، والدكتور عبد العزيز مطر رحمه الله.
أشكرك.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 10:35 ص]ـ
بوركت أختي بل الصدى وسلمت. إجابة وافية مستقصية، تدل على اطلاع متمكن، وذكرني أمر سيبويه بالدكتور إبراهيم أنيس رحمه الله فهو لم يشرف إلا على طالبين من طلاب الدراسات العليا هما الدكتور عبدالصبور شاهين، والدكتور عبد العزيز مطر رحمه الله.
أشكرك.
سعادة الأستاذ الدكتورأبو أوس الشمسان!!
¥