تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دخول (ال) على الأفعال في بعض الأقوال ...]

ـ[قافية]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 07:13 م]ـ

أقدِّم بين أيديكم بحثي أنا وكوكبة من طالبات السنة الثالثة بقسم اللغة العربية .. حول دخول (ال) بمعنى الذي على الفعل المضارع ...

^_^

إهداء:

لعينكِ أقترفُ البوْحَ حتى

ولو أخرستني كفوفُ المساءِ ...

لعينيكِ شمّرتُ صبحي دواةً ...

لكيما أخُطّ الجنى من ضياءِ ...

فإمّا نظرتُ إلى مُقْلتيكِ

توضّأَ غَيْمي, وصَلّتْ سمائي.

لعينيكِ أمي نزفتُ حروفاً

لعلّيَ أُشفى ببعضِ الدعاءِ.

المقدمة:

((بسم الله الرحمن الرحيم))

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ...

سيّدنا محمد .. وعلى آله الطيبين الطاهرين .. وبعد ...

إنّ مجرّد الوقوف على بضعة أبياتٍ لشاعرٍ معاصر حريٌّ بأن يزُجَّ بكِ في متاهات اللغة ..

فبالإضافةِ إلى إبهامِ الشعر لدى شريحةٍ من شعراء عصرنا هذا وإيغالهم في الرمزية, تدهشك لغتهم!! وأساليبهم الملتوية في إيصال الفكرة, فتجد نصوصهم مكتظّةً بخليطٍ من الرموز التراثية والتاريخية والفلسفية ... الخ

وبحلّةٍ ملوّنةٍ تحملُ من كلِّ قوسِ قزحٍ طيفاً, وتشطحُ بين الألفاظِ المعاصرة وبين التضامينِ التراثية , بين الأساليب المبتكرة والدخيلة والأخرى المتداولة والمتوارثة ...

على الرغم من أن فيهم من يلبس البساطةَ رداءاً ويستخدم بعض الألفاظ العامية في نصوصه.

ونحن في بحثنا هذا لا نهاجم الشعر المعاصر ولا نُنقِصُ من قدرة , ولكننا نسلط الضوء على فئةٍ من الشعراء الشباب الذين بدؤوا بالشعر الحديث دون أن تكون لهم سابقة في الأصالة ...

الذين يقلدون شعراء الحداثة دون وعيٍ أو بحثٍ كان , ومهما أبحرنا في شعر أيامنا هذه فلن ينضجَ بحثُنا بل لن يثمرَ أصلاً , ذلك أنّ الحديثَ حوله لا يُحَدّ ..

وأنّى لنا حدُّهُ؟ وقد تحرّر وكسر كلَّ قيد!

من هذا المنطلق سنركِّز بحثنا حول ظاهرة من ظواهر التعبير عند شعراء العصر, كانت ترد قليلاً بل نادراً بالأمس, وشاعت اليوم بشكلٍ لافت, لدرجةٍ تبعثُ على التفكير وتحفّز على الاستفهام.

ما أصلُها؟ هل هي صحيحةٌ أم خاطئة؟

أهي ضرورةٌ أم اختيار؟

هذه الظاهرة تتلخص في: دخول (ال) بمعنى الذي على الفعل المضارع بشكلٍ خاص , ودخولها على الاسم والظرف وغير ذلك بشكلٍ عام ...

فنحن لا ريب نستهجنُ قول القائل: الـ يعود , الـ يرى , الـ بكت.

لأن آذاننا لم تعتد هذا التركيب , ولم تألفه , وسرعان ما سنستنكرُ على القائلِ قوله هذا؟؟

لذا سنجتهد , كي تكون أوراقنا هذه فيصلاً في قضية (ال) الموصولة والشعراء المعاصرين, وسنثبت أصالتها كضرورةٍ شعرية في مواضع ... وخطأها في مواضعٍ أُخَر.

وقد كان لكتاب مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام وكتاب همع الهوامع في شرح جمع الجوامع للسيوطي وكذلك تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد للشيخ الدّمامينيي

أيّما أثرٍ في بحثنا هذا ...

والله يعلم كم ارتوينا من عذب هذه الكنوز , وكم غذّينا عقولنا من موائدها الغنية , وقد ارتأينا أن يكون البحث على مبحثين , نتناول في الأول معنى (ال) وعلامَ تدخل؟ هل هي اسمٌ أم حرف؟؟ ماأصلها؟؟ وما حكم دخولها على المضارع؟

وفي الثاني, إدخال (ال) الموصولة على المضارع وغيره في شعر المعاصرين , وسبب لجوئهم لذلك , ومناقشة بعض الشواهد الشعرية الحديثة ...

إيمان الحمد

ـ[قافية]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 07:16 م]ـ

التمهيد:

مما لاشك فيه أن دخول (ال) على الفعل المضارع لهجة متداولة في عصرنا الحاضر في العراق وفي بعض دول الخليج , مما يشير بقوة إلى أنها امتدادٌ للهجةٍ عربيةٍ قديمة ربما لم تصل إلينا بوضوح , ونحن أثناء تجوالنا فيما بين أيدينا من كتب لم نعثر على أيّة إشارةٍ تنسب هذه الظاهرة لقبيلة ما ولكننا نكاد نجزم بأنها ترجع لإحدى اللهجات القديمة حيث نص ابن مالك على أن دخول (ال) على الفعل المضارع لهجة قبيلة معينة وضرورة عند غيرهم (1) وقال الدكتور عباس حسن في كتاب النحو الوافي ((بعض القبائل العربية قد يدخل (ال) على الجملة المضارعة فتكون هذه الجملة هي الصلة ومن أمثلتها قول الشاعر: ما أنت بالحكم التُّرضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدلِ*)) (2) ولو سألنا أنفسنا لماذا يجنح بعض الشعراء القدامى لاستخدام (ال) بمعنى الذي في شعرهم على ندرتها بالرغم من تمكّنهم من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير