تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - مصادر مسموعة شاع استعمالها ولا أَفعال معها، ولكن القرائن دالة عليها مثل: (سمعاً وطاعة، عجباً، حمداً وشكراً لا كفراً، معاذَ الله) وورد أَيضاً في الاستجابة إِلى أَمر: (أَفعلُه وكرامةً ومسرة) وفي عدمها: (لا أَفعله ولا كيداً ولا همّاً) بمعنى: لا أَفعل، ولا أَكاد أَفعل، ولا أَهمٌّ بأَن أَفعل. وقالوا أيضاً (لا فعلته ورغماً وهواناً).

ومن المفيد أَن نعرض هنا طائفة من هذه المصادر المسموعة لدورانها على الأَلسنة:

فمنها ما لا يستعمل إلا مضافاً مثل: (سبحان الله، معاذَ المروءَة)، وقد ورد منها مثناةً المصادر الآتية: (لبَّيْك، لبيْك وسعْديْك، وحنانيْك؟ دوالَيْك، حذاريْك) والمتكلم يريد بذلك التكثير فكأَنه يقول: تلبيةً لك بعد تلبية. حناناً بعد حنان. إلخ.

ومنها ما استعمل غير مضاف كالأَمثلة الأُولى وكـ (حِجْراً محجوراً، حِجراً) بمعنى (منعاً ممنوعاً، منعاً).

3 - في تفصيل مجمل أَو بيان عاقبة مثل: {فَشُدُّوا الوَثاقَ فَإِمّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمّا فِداءً} وكقولك: سأَسعى فإما نجاحاً وإِما إخفاقاً.

4 - بعد جملة يؤكد المصدر مضمونها أَو يدفع احتمال المجاز فيها، فالأَول كقولك: (لك علي أَلفٌ اعترافاً)؛ والثاني كقولك: (هذا أَخي حقاً) ولولا (حقاً) لاحتمل الكلام الأُخوة المجازية.

ومن ذلك: لا أَفعله بتةً، البتةَ، بتاتاً، بتّاً.

5 - إِذا كرر المصدر أَو حصر أَو استفهم عنه وكان عامله خبراً عن اسم عين مثل: (أَنت رحيلاً رحيلاً)، (إنما أَنت رحيلاً)، (أَأَنت رحيلاً؟) والمقدّر في ذلك كله فعل ((ترحلُ)) أَو ((راحلٌ)).

6 - أَن يكون فعلاً علاجياً تشبيهياً بعد جملة مشتملة عليه وعلى صاحبه: مررت على أَخيك فإِذا له بكاءٌ بكاءَ ثكلى. استمعت إِلى خالد فإِذا له سجعٌ سجعَ حمام.

فإِن لم تتقدم جملة أَو كان الفعل غير علاجي وجب الرفع تقول: لأَخيك بكاءُ ثكلى، لخالد ذكاءُ داهية.

هذا وقد سمعوا المصادر التي لا تستعمل إلا مفعولاً مطلقاً مثل: (سبحانَ، لبيْك، معاذَ إلخ) بالمصادر غير المتصرفة وهي معدودة، وغيرها مما يريد مفعولاً وغيرَ مفعول مصادرَ متصرفة.

الشواهد:

(أ)

1 - {قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ}

[المائدة: 5/ 115]

2 - {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَباتاً، ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً}

[نوح: 71/ 17 - 18]

3 - {إِلاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}

[الشعراء: 26/ 227]

4 - {قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً}

[الإسراء: 17/ 63]

5 - {وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً} ......... {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً}

[الإسراء: 17/ 74 - 80]

6 - {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثاقَ فَإِمّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها}

[محمد: 47/ 4]

يظنان كلَّ الظن أَنْ لا تلاقيا 7 - وقد يجمعُ الله الشتيتين بعدما

المجنون

أَلؤماً - لا أَبا لك- واغترابا 8 - أَعبداً حلَّ في شُعَبى غريباً

جرير

فما نيل الخلود بمستطاع 9 - فصبراً في مجالِ الموت صبراً

قطري بن الفجاءة

لبئستِ الخلتان الجهل والجبن 10 - جهلاً علينا وجبناً عن عدوهمُ

قعنب ابن أم صاحب

بيعَ الملَطى لا عهدَ ولا عقْد 11 - غضبَ الخيلِ على اللجُم

(الملطى: البيع بلا عهدة)

عددَ الرمل والحصى والتراب 12 - ثم قالوا: تحبُّها؟ قالت: بهراً

عمر بن أبي ربيعة

فندْلاً زريقُ المالَ ندْلَ الثعالب 13 - على حينَ أَلهى الناسَ جلُّ أَمورهم

الندل: الخطف بسرعة. أعشى همدان

منه، وحرف الساق طيَّ المحمَل 14 - ما إِنْ يمسُّ الأَرضَ إلا منكبٌ

أي مطويّ طي المحمل. أبو كبير الهذلي

مواعيدَ عرقوب أَخاه بيَتْرب 15 - وقد وعدتني موعداً لو وفت به

عرقوب: يهودي يضرب به المثل في خلف الوعد، يترب: قرية باليمامة. الأشجعي

ولكنَّ سيراً في عراض المواكب 16 - فأَما القتال: لا قتالَ لديكمُ

الحارث بن خالد المخزومي

والتمرُ حباً ما له مزيد 17 - يعجبه السخون والبرودُ

منسوب إلى رؤبة

(ب)

فكيف إِذا خبَّ المطيُّ بنا عشرا؟ 18 - أشواقاً ولما يمضِ لي غيرُ ليلة

تخشى إما بلوغَ السؤل والأَمل؟ 19 - لأَجْهَدنَّ، فإِما درءَ مفسدة

ونأَيَ حبيب؟ إِن ذا لعظيم 20 - أَسجناً وقتلاً واشتياقاً وغربة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير