تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سيبويهية]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 07:52 ص]ـ

أشكر لك أبا عبد القيوم مداخلتك الثرية ..... ولكن بقي في المسألة، وإن كنت لا أخالفك الرأي فيما قلت، ما يشوبها .. إذ ما قولك بإعراب الجملة التالية: "نزلت بالكذابين، ضيفهم عن القِرى وعن الترحال محدود"؟؟ ففي مثل قولنا " نزلت بقوم ضيفهمم عن القرى والترحال محدود" لا جدال في كون الجملة الاسمية "ضيفهم .... محدود" في محل جر نعت لقوم، وفي مثل قولنا:" نزلت بالقوم ضيفهم عن القرى وعن الترحال محدود"

نعرب الجملة "ضيفهم ..... محدود" في محل نصب حال ... أم ترى للفصحاء مقال آخر في هذه الحال؟ ّ!

فإن قولنا:" أقبل أولاد، آباؤهم كرماء" أتعربون "آباؤهم كرماء" نعتا ل ِ " أولاد"، وفي قولنا:" أقبل الأولاد، أباؤهم كرماء" أتعربون " آباؤهم كرماء" حالا ل ِ " أولاد ".

وانظر قولي:" أقبل أولاد أياديهم على رؤوسهم " فلا جدال أن:" أياديهم على رؤوسهم " تعرب نعتا ل ِ " أولاد "، وقولي:" أقبل الأولاد أياديدهم على رؤوسهم " لا مجال لاحتمال " أياديهم على رؤوسهم " سوى الجملة الحالية ...

والآن وبعد كل ما ذكرت بقي لكم بلغاء الفصيح النظر في المسألة كلها ... فأنا لا أعارض على القياس كون إعراب الوافية "شافيا" ولكن .. ؟

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 08:43 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

الإعراب بوجه عام يتعاوره شيئان: المعنى والصناعة. فقد تسمح الصناعة أو القياس كما تقول الأخت الكريمة بإعراب ما ولكن المعنى يحيل هذا الإعراب، والعكس أيضا يحدث. فالعبارة أو كما تقول الأخت القاعدة المبتذلة المروسمة:" الجمل بعد النكرات نعوت وبعد المعارف أحوال " قد يخرج عنها لمعنى ما نحو قوله تعالى:" كمثل الحمار يحمل أسفارا) أو قول الشاعر (ولقد أمر على اللئيم يسبني)؛ فالجملتين يحمل أسفارا ويسبني تعربان نعتا لأن أل الجنسية في كلمتي الحمار واللئيم لا تخرجان النكرتين الداخلتين عليهما إلى معرفتين، فليس الكلام على حمار بعينه ولا لئيم بعينه. وفي قوله تعالى: " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا .. " خرجت إلا عن معنى الاستثناء وأصبحت نعتا بمعنى غير، لأننا لو راعينا الصناعة ولم نراع المعنى لفسد المعنى وأصبح الفساد مشروطا بعدم وجود الله لا بعدم وحدانيته؛ أي لو كان هناك آلهة غير الله ولكن الله سبحانه وتعالى معهم لانتفى الفساد، أما لو جعلت إلا وصفا بعنى غير فيترتب الفساد على وجود آلهة أخرى، كان اله تعالى معهم أم لم يكن.

وقولنا أن النكرة أحوج إلى التخصيص بالوصف أو الإضافة، فلأن النكرة مجهول والنفس تتشوف إلى معرفة هذا المجهول: فلو قلت رأيت رجلا ماشيا تقتضي الصناعة أن أعرب ماشيا نعتا، لكن هل يجوز أن أعربها حالا مثلا، أرى والله أعلم أن رجلا أحوج للوصف لكن لا يمنع إعرابها حالا إذا كانت الحالية هي المطلوبة والأجدى معنويا، كما جاء في الحديث الشريف:" صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا وصلى وراءه رجال قياما" فقياما هنا حال لأن الحالية هنا أجدى وهي المقصودة.

لذا قد تتساوى أجزاء الكلام في جملتين ويختلف الإعراب.

والله الموفق

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 09:26 ص]ـ

تصحيحات

أما لو جعلت إلا وصفا بعنى غير فيترتب الفساد على وجود آلهة أخرى، كان اله تعالى معهم أم لم يكن.

وقولنا أن النكرة أحوج إلى التخصيص بالوصف أو الإضافة، فلأن ...

بمعنى، الله، إن

ـ[سيبويهية]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 04:52 م]ـ

وما زلت بانتظار آراء فصحاء يدلون بدلائهم ويورون بزنادهم في هذه المسألة التي في مشاركتي الثامنة هنا كي تتضح ونتنور أكثر منها، مع أنني أعرب الجملة نعتا، ولكنني لست مقتنعة تماما بصحة ذلك، فحق الوصف عام وحق الحال خاص أي أن الوصف (النعت) أعم من الحال لذلك حظر ذكر حال النكرة إلا بشروط توصلها إلى المعرفة أو شبهها.

سؤالي هنا:" إذا كانت الجمل بعد النكرات نعوتا وبعد المعارف أحوالا، فلماذا نجد بعض النعوت محتملا وبعضها الآخر مبتذلا؟ كما ورد في مشاركتي الثامنة هنا فهل لمجرد العلاقة النحوية الوظيفية نعرب الجمل نعوتا أو أحوالا ونهمل العلاقة المعنوية التي تظل الغاية القصوى من الكلام المصوغ؟ "

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير