تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الإتيان بصيغ أخرى تلائم الوزن والقافية؟ وهنا يجب أن نقف على تعليق ابن مالك على قول ذي الخرق الطهوي

يقول الخنى وأبغض العجم ناطقا الى ربه صوت الحمار اليجدعُ

وقول الآخر:

ليس الـ يرى للخلّ مثل الذي يرى له الخلُّ أهلاً أن يعد خليلا

قال: ((وعندي أن مثل هذا غير مخصوص بالضرورة لإمكان أن يقول الشاعر: صوت الحمار يجدعُ – وما من يرى للخلّ, وإذا لم يفعلوا ذلك مع الاستطاعة ففي ذلك إشعار بالاختيار وعدم الاضطرار)) (3) ومع أننا لا نتفق مع ابن مالك في كون دخول (ال) على المضارع جائز اختياراً حيث نختلف معه في تعريف الضرورة الشعرية ـ كما سنبيّن ذلك في ما سيأتي ـ إلا أننا نتفق معه في أن الشاعر قد أتى بـ (ال) مضافة إلى المضارع بملء إرادته دون أن يجبره على ذلك وزن أو قافية، والسؤال لماذا عمد الشاعر إلى ذلك؟؟ وجوابي ربما أراد أن يخفف على بيته مشقة (الذي) , كذلك نفعل نحن في لهجتنا العامية حين نستبدل (الذي) بـ (اللي) وكذلك يفعل أهل العراق وبعض الدول الخليجية حين يضيفون على المضارع (ال) كل ذلك تخلصاً من ثقل الذال في الذي ذلك أن اللغة تميل إلى السهولة والتيسير فتحاول التخلص من الأصوات العسيرة وتستبدل بها أصواتاً أخرى لا تتطلب مجهوداً عضلياً كبيراً ... فاندثار الأصوات الأسنانية في اللهجات العربية الحديثةيعد مظهرا من مظاهر السهولة والتيسير في اللغة, والأصوات الأسنانية في العربية هي الذال والثاء والظاء وهي التي تتطلب إخراج طرف اللسان ووضعه بين الأسنان عند النطق بها ولاشك أن في ذلك جهداً عضلياً لعلّه من أسباب عدم نطق الذال في الاسم الموصول والاكتفاء بـ (ال) أو (اللي) في لهجتنا الحديثة (4) وباتجاه الشعر الحديث إلى اللغة الخفيفة الناعمة والموسيقى الحالمة نجدهم يضيفون في كثير من أشعارهم (ال) على الفعل المضارع طلبا للخفة والاسترسال في حروف تنساب عذوبة أو ربما لمجرد التغيير والخروج عن المألوف ولفت الانتباه , ولكي نكون موضوعين فلا بأس بذلك إلا أن يكون الهدف من ورائه إحداث فوضى في اللغة وضرب القواعد النحوية الثابتة عرض الحائط ... فلقد وجدنا عند بعض الشعراء المعاصرين غرائب لا تهضم ولاتستساغ كإدخال (ال) على الأفعال الماضية وعلى الأفعال الناقصة وعلى ما النافية وغير ذلك من شواهد شاذّة عن الشذوذ!!! سنتناولها لاحقاً إن شاءالله ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 - تسهيل الفوائد صفحة 24

2 - النحو الوافي ج1 صفحة 388 ط5 - تأليف عباس حسن

*والبيت ماأنت بالحكم .... الخ للفرزدق وله قصة طريفه فقد هجا به رجلا من بني عذرة قيل انه دخل على عبد الملك بن مروان يمدحه وكان عنده شعراء النقائض الثلاثة جرير والفرزدق والاخطل فمدح جريرا وهجا الاخرين فرد علية الفرزدق ببيتين منهما البيت المتضمن على الشاهد

انظر البداية والنهاية لابن الاثير ج9 صفحة 288 - 289

3ـ خزانة الادب للبغدادي ج1 صفحة33

4ـ لحن العامة والتطور اللغوي للدكتور رمضان عبد التواب صفحة50

ـ[قافية]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 07:20 م]ـ

المبحث الأول:

وأول سؤالٍ يفضحُ طفولةَ الخطوات .. ويتعثّرُ على طريق البحث ..

*عن أيّ (ال) نتحدّث؟؟

الحقيقة أن بحثنا يتمحور بالدرجة الأولى حول (ال) التي تجيء بمعنى الذي وإن كنا قد قَصَرنا جُهدنا على دراستها في حين دخولها على الفعل المضارع، غير أنّ الصورة لن تتّضح دون الإشارة ولو بلمحة بسيطة عن (ال) الموصولة بشكلٍ عام .. وقبل أن نُبحِرَ في خضمّ الكتب، لا بُدّ من التنويهِ بأننا استحْسَنّا استخدامَ (ال) بدلاً من التعبير بـ (الألف واللام) وإن كُنّا قد لاحظنا كثرة التعبير بهذا الأخير في أُمّهات الكُتب، إلا أننا ارتضينا قول صاحب شرح الكافية الشافية "التعبير بـ (ال) أولى من التعبير بالألف واللام ليسلك في ذلك سبيل التعبير عن سائر الأدوات كـ (هل) و (بل) فكما لا يُعبّر عن (هل) و (بل) بالهاء واللام والباء واللام بل يحكى لفظهما، كذا ينبغي أن يفعل بالكلمة المشار إليها وقد استعمل التعبير بـ (ال) الخليل وسيبويه رحمهما الله" (1)

1 - علامَ تدخُل؟؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير