البصريين وخالفهم أهل الكوفة وقالوا:
المتقدم هو الجزاء والكلام مرتبط به, وقولهم في ذلك فهو من هذا الوجه رتبته التقديم طبعاً ولهذا كثيراً ما يجيء الشرط متأخراً عن المشروط لأن المشروط هو المقصود وهو الغاية والشرط وسيلة فتقديم المشروط هو تقديم الغايات على وسائلها ورتبتها التقديم ذهناً (زمنا) وإن تقدمت الوسيلة وجوداً, فكل منهما له التقدم بوجه وتقدم الغاية أقوى فإذا وقعت في مرتبتها فأي حاجة إلى أن نقدرها متأخرة وإذا انكشف الصواب فالصواب أن تدور معه حيثما دار" (1) وعلى هذا فالجملة الشرطية في الأصل جملة فعلية, وهي جملة مركبة تنتج من العدول عن الأصل والمباني بعدها تترتب كذلك من الخاص إلى العام.
ومن الأدلة على أن أصل الجملة الشرطية جملةٌ فعلية " قول الشاعر النمر بن تولب ():-
فإنَّ المنيَّةَ مَنْ يخشَها فسوفَ تُصادِفُهُ أَينما
يريد: أينما ذهب, وأينما كان" () أي تصادفهُ المنيةُ أينما ذهب ويمكن تحويلها إلى جملة شرطية فنقول:
أينما ذهب تصادفْهُ المنية, فصارت جملة شرطية, وكذلك مَنْ يخش المنيةَ تصادفْه, اسمية أصلها تصادف المنيةُ مَنْ يخشاها, فعلية وتتحول (مَن) إلى مبني عليه لأنها ليست مطلوبة لما بعدها. فتتحول من (مبني) إلى (مبني عليه) وتصبح طالبة بعد أن كانت مطلوبة, فبعد أن كانت مفعولاً به صارت مبتدأ والمباني تترتب بعدها من الخاص إلى العام.
بينما لا تتحول أينما إلى (مبني عليه) بل تبقى مبنية لأنها ما زالت مطلوبة للفعل بَعدها " وعلى هذا نحن نقول:
إن دَرَست فأنت ناجحٌ, أنت إن درستَ ناجحٌ, أنت ناجحٌ إن درستَ.
فالجملة الأولى مبنية على الشرط ابتداءً, والثانية مبنية على اليقين, والشرط معترض, (أو مبنية على اليقين المشروط) والثالثة مبنية على اليقين, حتى إذا مضى الكلام على اليقين أدركك الشرط فاستأنفته في الكلام, فالنجاح في الجملة الأخيرة آكد, لأن الإخبار مضىعلى اليقين أما الشرط فمتأخر, ثم الثانية لأن الشرط اعترض الخبر, ثم الأولى, لأن ا لكلام فيها مبني على الشرط ابتداءً" ().
الجملة الظرفية: -
كما زاد ابن هشام الجملة الظرفية وهي المصدرة بظرف أو بجار ومجرور نحو (أعندك زيدٌ) و"في الدار زيدٌ", إذا قدرت (زيداً) فاعلاً بالظرف والجار والمجرور لا بالاستقرار المحذوف ولا مبتدأ مخبراً عنه بهما" () وفي رأيي أن جملة كهذه هي عدول عن الأصل بالرتبة وهي تترتب من العام إلى الخاص هكذا
أعندك مستقرٌ زيدٌ
عام2 عام1 (مبني عليه)
والأصل أَزيد مستقرٌ عندك
وقد انتقل الظرف بالمنزلة ليتصل بهمزة الاستفهام ويتبعه ما هو أخص منه وهو الخبر المحذوف لدلالة الظرف عليه.
وكذلك في الدار جالس زيدٌ
عام2 عام1 مبني عليه (خاص)
والأصل فيها زيدٌ جالسٌ في الدار
مبتدأ (خاص) خبر ظرف
(مبني عليه) عام1 عام2
"والقول بالجملة الظرفية فيه نظر فيما يبدو لي, فإنه على ما ذهب إليه صاحب المغني, وهوأن الاسم المرفوع فاعلٌ بالظرف أو بالجار والمجرور في نحو (أعندك زيدٌ؟) ويبدو لي أن هذا القول فيه نظر ذلك أن"زيداً"مبتدأ مؤخر لا فاعل بدليل أنه يصح أن تدخل عليه النواسخ فنقول: (أإن عندك زيداً؟) ولو كان فاعلاً لم يصح دخول (إن) عليه ولا انتصابه.
وتقول: (أظننت عندك زيداً؟) ولو كان فاعلاً لم ينتصب, وتقول: أكان عندك زيدٌ؟) فزيد اسم كان لا فاعل, وإذا كان فاعلاً فأين اسم كان؟ وتقول: (أعندك كان زيدٌ؟) و (أعندي ظننتَ زيداً؟) فتدخل كان وظن عليه مباشرة, ومعلوم أنه لا يصح إدخالهما على الفاعل فبطل هذا القول " ().
الجملة الوصفية: -
كما أضاف تمام حسان () ومحمود نحلة () الجملة الوصفية, وهي التي يكون فيها المبني عليه وصفاً, وفي رأيي أن الوصف يعمل عمل الفعل, وإن كان الوصف يدل على حدث وموصوف فيما الفعل يدل على حدث وزمن () , فالفرق بينهما فرق في المعنى وليس في العمل والوظيفة.
ـ[محمد بوييض]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 06:12 م]ـ
من فضلك أريد هوامش هذا البحث القيم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 02:27 م]ـ
السلام عليكم
أرجو أن تبحث عنه في منتدى البلاغة العربية، فهو موجود بكامل هوامشه.
ـ[حلحاز جمال الدين]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 06:45 م]ـ
السلام عليكم
أرجو أن تبحث عنه في منتدى البلاغة العربية، فهو موجود بكامل هوامشه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا أخينا عزام محمد كانت مقاربة جميلة نفعنا الله بك ولا تبخل علينا من مزيد علمك
ـ[عمر بحري]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 01:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أشكرك جزيل الشكر على هذا البحث القيم والذي سيفيدني في بحثي حول الجملة التي لا محل لها من الإعراب.
أود منك مساعدة إن أمكن: عقد مقارنة بين الجملة التي لا محل ها من الإعراب والجملة التي لها محل من الإعرابو فقد طلبت مني الأستاذة المشرفة علي بتخصيص محور لها في البحث, فهلا تفضلت بمساعدتي؟ (نقط مركزة حول أوجه التشابه والاختلاف بينهما) ولك جزيل الشكر عاجل
¥