تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أقرِ السلام فتى تخاوص هيبة عنه عيون تحيتي وسلامي.

أيها الأستاذ المسدد والرائد الموفّق د. الأغر

مرحبا ثم مرحبا ثم مرحبا.

أهلا بك وأنت تمخر بنا في بحر النحو الأصيل وتأخذنا إلى حيث المنهل العذب والمعين الفياض فيا لها من رحلة أنت ربانها وجلسة علم أنت فارسها.

حقا لقد شفيت الصدور ووضعت النقاط التائهة على الحروف فلله أنت من أستاذ مصقع.

راق لي كثيرا دقيق تحليلك وجليّ تفسيرك فكنت خير من ينطلق من الكتاب ويقيس عليه أقوال الأعراب .... أرى أن قولك هنا:

والعلة في جواز هذا عندي أن (مع) تدل على المصاحبة فهي تشرك المضاف إليه الذي ياتي بعدها مع الفاعل أو المفعول من حيث المعنى، ففي المثال الذي أجزته قياسا على مثال سيبويه: (جاء مع زيد رجل ضاحكا) دخل زيد مع الرجل في المجيء فصار في المعنى مشتركا معه في الفعل جاء.

أو يمكن أن يؤول الظرف (مع) بمعنى اسم الفاعل (مصاحب) فيدخل عندئذ في أنه صالح للعمل في المضاف إليه فيجوز مجيء الحال منه، فمثلا إذا قلنا: جاء رجل مع الرايات دامية الحواشي، يكون التأويل: جاء رجل مصاحب الرايات دامية الحواشي، وعندئذ يصح أن تكون (دامية) حالا من الرايات، لأن الرايات في الأصل مفعول به والتقدير: جاء رجل يصاحب الرايات دامية الحواشي، فتكون الحال من المفعول به.

أرجو أن يكون فيما قدمت حل للإشكال الذي وجده الإخوان في البيت والحمد لله أولا وآخرا.

أخوكم الأغر

هو القول الفصل إليه المنتهى في هذه المسألة.

بما أن رأي سيبويه الذي نقلته من كتابه ينصّ على جواز وقوع صاحب الحال مضافا إليه إذا كان المضاف (مع) بصرف النظر عن المسوّغات التي ارتآها النحاة فقد قطعت جهيزة قول كلّ خطيب.

ومع ذلك فهل يسمح لي وقتك الثمين بوقفة على ساحل بحركم مع سؤالات أثارتها حروفكم المذهبّة الوافية لعلي أرجع بزاد وفير وعلم غزير.

هل رأيت في مشاركتي ـ يا رعاك الله ـ ما ينص على عدم جواز إعرابها حالا؟

في عبارة سيبويه (مررت برجل معه صقر صائدا به) هل ترى مانعا من إعراب (صائدا) حالا من رجل المجرورة بالباء؟ (مجرد استفسار).

متى تكون إضافة الوصف لفظية؟ أليس الشرط فيه أن يكون عاملا عمل فعله ومعنى ذلك أن يكون الوصف بمعنى الحال أوالاستقبال لتجرده من (أل) فهل دامية في هذا البيت بجعلها اسم فاعل مما ينطبق عليه الأحكام السّابقة؟ و هب أنها انطبقت عليه فهل يصحّ إضافة اسم الفاعل إلى مرفوعه؟

إذن ليست كل إضافة كان المضاف فيها وصفا (اسم فاعل أو اسم مفعول) تصنّف من قبيل اللفظية!

لم يبق إلا أن نعدّها صفة مشبّهة باسم الفاعل وهذا يقتضي حتما أن تكون دالّة على الثبوت والدوام العامين وهذا يتعارض ـ بشكل مباشر ـ مع خاصية من خواصّ الحال الغالبة ألا وهي الانتقال فالأصل في الحال أن تكون منتقلة وهو الكثير فيها ووقوعها ملازمة لصاحبها قليل إذا ما قسناه بالانتقال؛ وهو متعين في ثلاث صور:

1. أن يكون معنى الحال التأكيد.

2. أن يكون عاملها دالا على تجدد صاحبها.

3. أحوال لازمة مرجعها إلى السماع. وليست (دامية) ـ في نظري ممّا يمكن تصنيفه في تلكم الصور.

أستاذنا الأغر، هكذا اخترت النعت في إعراب دامية الحواشي على أني لم أره قولا فصلا لا يقبل الردّ. ولعلي أتنازل عنه بعد إجابة وافية منك عن سؤالاتي السابقة وليس ذلك بمستغرب فأنا هنا ألمح بيت جرير:

إلى الأغرّ الذي ترجى نوافله إذا الوفود على أبوابه ازدحموا.

وأنا أحمل أسئلتي إلى الأغر الذي ترجى إجابته.

تقبل عاطر تحايا تلميذك.

ـ[حازم]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 07:43 م]ـ

أستاذي الموفق / " بديع الزمان "

الجملة مدار البحث لا تقاس على مثال " الكتاب "، بل هي بعيدة كل البعد عنه، لمَن تأمل ذلك.

ولستُ بصدد الكلام عن الإعراب الآن، بل لا بدَّ أولاً أن نخلص إلى تصفية الجملة من الوهم الذي لحِق بها.

لذا يُرجَى إعادة النظر في القياس، قبل البدء في الإعراب، وقد استوحيت أفكاري من كلماتك الذهبية - أيها النَّحرير –

تقبل خالص تقديري

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 12:27 ص]ـ

الأخ الكريم نبراس لا زالت جنبات المنتدى عامرة بأفكارك، ولا زال النحو مرفودا بنيّر أفكارك.

أشكرك على تلطفك بقراءة الموضوع. تقبل الله دعاءك وكتب لك مثله وزيادة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير