تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لمية موحشا طلل

وهذا كلام أكثر ما يكون في الشعر وأقل ما يكون في الكلام. انتهى كلام سيبويه

فسيبويه يرى أنه جاز النصب في (فيها قائما رجل) كما جاز في (فيها رجل قائما) بتنكير صاحب الحال بدون أن يتقدم عليه الحال، ولكن لما تقدمت عليه الحال صار وجه الكلام أي صارأحسن وأقوى، وجائزا على غير ضعف كما كان الحال عليه في (فيها رجل قائما).

ووجه الضعف في (فيها رجل قائما) عندي أن الحال هنا لا تفيد معنى زائدا عما تفيده الصفة لو قلنا: فيها رجل قائم، فالحال في المثال الأول تقيد وجود الرجل بالقيام كما أن الصفة في المثال الثاني تقيد وجود الرجل بالقيام بتخصيصة فلا داعي للعدول عن الصفة، فإذا قدمنا الصفة لم يجز أن تبقى مرفوعة لأنه قبيح أن يقال: فيها قائم كما كان قبيحا أن يقال: مررت بقائم، لأنه لا يُدرى أي شيء هو الموصوف، ولما لم يجز أن تبقى الصفة مرفوعة نصبت على الحال لتفيد شيئا لم تكن لتفيده وهي مؤخرة وهذا الشيء الذي أفادته بالتقديم هو أنها قيدت الوجود بالقيام ابتداء، فلم يعد يوجد احتمال آخر، بخلاف التأخير الذي في قولنا: فيها رجل قائما، فإنه قبل ذكر الحال توجد احتمالات أخرى كأن نقول بعد (رجل): قاعدا، أو ضاحكا، أو باكيا، لكن بالتقديم يتم تحديد الحال قبل ذكر صاحبها فلا يبقى مجال لتوقع احتمالات أحوال أخرى بعده.

فمن ذهب من النحويين إلى أن البيت شاهد على أنه إذا تقدمت صفة النكرة عليها صارت حالا فهو مصيب، ومن قال إنه شاهد على جواز مجيء الحال من النكرة إذا تقدمت عليها فهو مصيب، وكلا الأمرين مأخوذ من كلام سبيويه هذا.

وظاهر كلام سيبويه أن صاحب الحال في (لمية موحشا طلل) هو طلل، لكن بعض النحويين أجاز أن يكون صاحب الحال هو الضمير المستتر في الجار والمجرور (لمية) يعنون الضمير المستتر في الخبر المقدر الذي تعلق به الجار والمجرور وهو اسم الفاعل (مستقر) أو الفعل (استقر) وبذلك يكون صاحب الحال معرفة لا نكرة، ويكون العامل في الحال وصاحبها واحدا بخلاف أن يكون صاحب الحال (طلل) لأن العامل في (طلل) هو الابتداء على مذهب سيبويه، والعامل في الحال هو الجار والمجرور، وهذا الأمر غير وارد على مذهب الأخفش الذي يجعل (طلل) فاعلا للجار والمجرور، وعليه يكون العامل في الحال (موحشا) وصاحبها (طلل) واحدا وهو الفعل الذي ناب عنه الجار والمجرور.

و (طلل) في البيت نكرة موصوفة، ومجيء الحال منها مقدمة عليها أو متأخرة جائز، ولكن لما كانت صفتها جملة فعلية تعين أن يذكر الحال قبل الجملة لئلا تدخل الحال في جملة الصفة فيرد احتمال كونها حالا من ضمير الطلل في الفعل (يلوح) لهذا نظر إلى النكرة هنا وكأنها غير موصوفة وكذلك الأمر في (مستظلة) التي وردت حالا من الظباء، وظباء نكرة وصفت بجملة (أعارتها الجآذر العيون).

مع التحية الطيبة

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 10:55 م]ـ

توضيح

ذهب ابن مالك بعد أن أورد كلام سيبويه من الباب الذي أشرت إليه _ إلى أنه يجوز تنكير صاحب الحال بدون أيّ مسوغ مثل: فيها رجل قائما، ولكنه ضعيف لإمكان الإتباع، أي لإمكان جعل قائم صفة لرجل، فإذا تقدم (قائم) تعذر الإتباع فقوي نصبه على الحال. وهو قريب مما ذكرته.

مع التحية الطيبة

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 12:02 ص]ـ

للهِ أنتم يا أساتذة الفصيح ... !!

بورك فيكم ..

و لستُ إلا طويلبةٌ تنهل من رواء علمكم الفياض ..

فليحفظم الله و يرعاكم ..

ـ[أبومصعب]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 05:43 م]ـ

الأستاذ الفاضل الأغر شكر الله استجابتكم و لا كلام بعد تفصيلكم

الأخفش، النبراس، عزام، انسان، النحوي، عاشقة اللغة قريبا إن شاء الله مع شاهد نحوي آخر

أخوكم

ـ[أبومصعب]ــــــــ[09 - 05 - 2005, 01:15 م]ـ

من شواهد شيخ النحاة (سيبويه) قول النابغة الجعدي:

أَلا أَبلِغ بَني خَلَفٍ رَسُولاً ... أحَقّاً أَنَّ أَخطَلَكُم هَجاني

وبعده:

فَلَولا أَنَّ تَغلِبَ رَهطُ أُمّي ... وَكعبٍ وَهوَ مِنّي ذُو مَكانِ

تَرَاجَمنا بِصَدرِ القَولِ حَتّى ... نَصِيرَ كَأَنَّنا فَرَسَا رِهانِ

والأخطل في قوله (أَخطَلَكُم) هو الشاعر النصراني المشهور من بني تغلب

ما إعراب البيت، وما موضع الشاهد فيه؟

ـ[أبومصعب]ــــــــ[11 - 05 - 2005, 03:25 م]ـ

إعراب البيت

أَلا أَبلِغ بَني خَلَفٍ رَسُولاً ... أحَقّاً أَنَّ أَخطَلَكُم هَجاني

ألا: حرف استفتاح

أبلغ: فعل أمر مبني على السكون؛ والفاعل ضمير مستتر وجوابا تقديره أنت

بني خلف: بني مفعول به أول منصوب بالياء وحذفت منه النون للإضافة؛ وهو مضاف و (خلف) مضاف إليه

رسولا: حال منصوب بالفتحة وصاحب الحال فاعل (أبلغ)

أحقا: الهمزة حرف استفهام؛ (حقا) ظرف مكان منصوب على الظرفية و عامله محذوف تقديره (استقر)

أن أخطلكم: (أن) حرف نصب وتوكيد ومصدر؛ (أخطل) من (أخطلكم) اسم (أن) منصوب بالفتحة؛ وهو مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه والميم للجمع

هجاني: فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو) يعود على الأخطل في قوله (أخطلكم)؛ والنون للوقاية؛ والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به؛

و الجملة الفعلية (هجاني) في محل رفع خبر (أن)

و المصدر المؤول من (أن أخطلكم هجاني) فاعل بالظرف (حقا) المعتمد على الاستفهام، سد مسد الخبر

و الجملة (أحقا أن أخطلكم هجاني) في معنى لفظ مفعول به ثان ل (أبلغ)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير