تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

4 - أحيانا يذكر هؤلاء النحاة مجيء الحال من المضاف إليه ضمن تقديرات أخرى في الآية، فعل العكبري ذلك في ثلاث آيات وكذلك السمين الحلبي هذا مع ملاحظة أن كل الآيات التي ذكرناها لم ترد عند كل نحوي، والآيات التي وردت لم يتطرق فيها إلى مجيء الحال من المضاف إليه كل نحوي.

ـ[قمر لبنان]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 12:58 م]ـ

الشواهد الشعرية على مجيء الحال من المضاف إليه

1 - قال أمية ابن أبي الصلت:

اشرب هنيئا عليك التاج مرفقا=في رأس غمدان دارا منك محلالا

استشهد أبو علي الفارسي بالبيت على أن (دارا) يجوز أن تكون حالا من رأس غمدان، قال في الشيرازيات: وأما قوله رأس غمدان فلا يخلو من أن يكون من باب (حمار قبان) أو من باب رأس القصر، فإن كان من الوجه الأول، فإن غمدان لا يكون منه حال، لأنه ليس في الحقيقة إضافة، وإن كان على لفظه فلا يصح فيه معنى فعل، ومن ثم لم يعتد به النحويون فلم يجيزوا الإخبار عنه ولا النسب إليه، فقوله دارا على هذا حال من الرأس دون المضاف إليه، وإن كان غمدان موضعا أضاف إليه الرأس.

يريد أبو علي الفارسي أن يقول: إن في البيت تقديرين: الأول أن يكون قوله (دارا) حالا من (رأس) أي من المضاف، وعلى هذا فالدار يعني بها المنزل، لأن الرأس حينئذ مكان مخصوص من البلد فهو بمنزلة المسكن والمنزل، والتقدير الآخر أن يكون قوله (دارا) حالا من (غمدان) أي من المضاف إليه

وعلى هذا تكون الدار بمعنى البلد، ولا يجوز على هذا التقدير أن تكون بمعنى المنزل والمسكن، بقي أن نقول إن (دارا) انتصبت على الحال وهي اسم غير وصف، لأن الحال إنما هي زيادة في الخبر، فكما أن الخبر يكون تارة اسما وتارة وصفا فكذلك الزيادة عليه وقد جاءت هاهنا اسما كما في قوله تعالى: " هذه ناقة الله لكم آية "

وقولهم "هذا بسرا أطيب منه رطبا".

الشاهد الثاني:

2 - عوذُ وبهثة حاشدون عليهم=حلق الحديد مضاعفا يتلهب

استشهد الفارسي والعلامة الرضي بالبيت على مجيء الحال (مضاعفا) من الحديد وهو مضاف إليه. وقد رد ابن الشجري ذلك لأمرين: أحدهما ضعف مجيء الحال من المضاف إليه، والآخر أن وصف الحلق بالمضاعف أشبه من وصف الحديد به.

قال: ويتوجه ضعف ما قاله - يقصد الفارسي - من جهة أخرى، وذلك أنه لا عامل له في هذه الحال إذا كانت من الحديد، إلا ما قدره في الكلام من معنى الفعل بالإضافة، وذلك قوله: ألا ترى أنه لا تخلو الإضافة من أن تكون بمعنى اللام أو من، وأقول - أي ابن الشجري - إن (مضاعفا) في الحقيقة إنما هو حال من الذكر المستكن في (عليهم) إن رفعت الحلق بالابتداء، وإن رفعته بالظرف على قول الأخفش والكوفيين فالحال منه

لأن الظرف حينئذ يخلو من ذكر، وأجاز أبو حيان أن يكون حالا من (الحلق)، ولا إشكال في ذلك لأن الحلق يجوز تذكيره وتأنيثه.

إذا مجيء الحال (مضاعفا) من المضاف إليه ليس التقدير الوحيد في البيت فيجوز أن يكون من المضاف كما ذكر أبو حيان، ويجوز أن يكون من الذكر المستكن في عليهم كما ذكر ابن الشجري الذي رد كون الحال من المضاف إليه.

ـ[نبراس]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 02:08 م]ـ

ضياؤك مشرق في كل أرض

وفي كل منتدى

ـ[قمر لبنان]ــــــــ[23 - 05 - 2005, 01:06 م]ـ

أهلا بك أخي نبراس

أعجبني هذا البيت كثيرا وهو للشاعر محمد إقبال (مترجم)

وقال النابغة الجعدي:

كأن حواميه مدبرا=خضبن وإن كان لم يخضب

استشهد ابن الشجري والرضي وأبو حيان بالبيت على مجيء الحال مدبرا من المضاف إليه وهو الهاء من (حواميه). والملاحظ أن ابن الشجري لم يرد مجيء الحال من الهاء في (حواميه) كما فعل في الشاهد السابق، بل اكتفى بذكر أن الحال من المضاف إليه قليلة،

والملاحظ أيضا أن مجيء الحال (مدبرا) من المضاف إليه (الهاء) في حواميه هو التقديرالوحيد في البيت فلم يذكر أحد أن في البيت تقديرا آخر يخرجه عن مجيء الحال من المضاف إليه.

4 - وقال الأعشى:

أرى رجلا منهم أسيفا كأنما يضم إلى كشحيه كفا مخضبا

ذكر أبو علي الفارسي في نصب (مخضبا) تقديرات: التقدير الأول أن يكون نعتا لرجل، التقدير الثاني أن يكون حالا من المضمر في (يضم)، التقدير الثالث أن يكون حالا من الهاء في كشحيه أي من المضاف إليه وقد رد التقدير الأخير ابن بري وابن الربيع قال الأول: ويبعد كونه حالا من الهاء في كشحيه لأن الحال لا يعمل فيها إلا فعل أو معنى فعل، وتقدير ذلك في المضاف إليه بعيد.

وقال ابن أبي الربيع: وهذه الوجوه كلها صحيحة لا اعتراض فيها إلا على قوله - الفارسي - حالا من الهاء، فإن الهاء المخفوضة بالكشح، والعامل في الحال هو العامل في صاحب الحال وليس في الكشح معنى الفعل، ولا بد للحال من فعل أو معنى فعل.

وقد ذكر ابن الشجري أن جعل (مخضبا) حالا من المضمر في (يضم) أمثل من أن تجعله حالا من المضاف إليه إلا أن ذلك جاز لالتباس الكشحين بما أضيفتا إليه وبهذا يكون أبو علي قد ذكر مجيء الحال مخضبا من المضاف إليه (الهاء في كشحيه) تقديرا ضمن تقديرات أخرى. وقد رد هذا التقدير ابن بري وابن أبي الربيع، أي أن هذا الشاهد لم يخلص لمجيء الحال من المضاف إليه كما خلص الشاهد السابق:

كان حواميه مدبرا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير