تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما ما ذكرته ـ أخي المهندس الكبير ـ من تغييري كلمة (الكتاب) إلى (الكتب) فهذا هو ما نطق به الشاعر في المصادر، وهو الذي يستقيم به الوزن، والأبيات من وزن الرمل، وهي للشاعر أحمد شوقي.

وأما ما أشرت إليه ـ بارك الله ـ فيك من الخطأ في الفعل (بدل) ومثله (استبدل) حيث يُدخِل الناس الباء على المأخوذ، وينصبون المتروك بـ (بدل) و (استبدل) والصواب العكس، وهو أن تدخل الباء على المتروك، وينتصب المأخوذ على المفعولية للفعل (بدل) و (استبدل) أقول: ما أشرت إليه لم يكن ـ علم الله ـ خافيًا علي، وقد كنت أود الإشارة إليه في مداخلتي أمس، لكنني آثرت أن أجعل له موضوعًا خاصًا في المنتدى اللغوي، وألا أطيل بذكره في موضوع نحوي، وقد كتبت في ذلك مقالا صغيرًا قبل عامين، عنونته بـ

" لم الشتات في استبدال الحسنات بالسيئات "

وله قصة، مفادها أن أحد مكاتب الدعوة لدينا، طرح فكرة سماها " استبدال السيئات بالحسنات " تقوم على أخذ الأشرطة الغنائية من المدعوين، وإعطائهم أشرطة قرآن أو محاضرات نافعة بدلا منها، فقلت لهم: إن مشروعكم مسماه خير واسمه لا يناسبه، وأوضحت لهم أن الصواب أن يقال: " مشروع استبدال الحسنات بالسيئات " فاستجابوا مشكورين، ونشروا إعلانات هذا المشروع بالعبارة الصحيحة، فكان بعض الناس يمر بالإعلانات، ويحتسب الضرب على العبارة، ويكتب بدلا منها " استبدال السيئات بالحسنات " على ما هو الشائع، وبعضهم استنكر وغضب، واتصل بالمكتب، فأخبروه أنهم اعتمدوا على رأي متخصص في اللغة العربية، فزعم ذلك الأخ الغيور ـ أثابه الله ـ أن ذلك اللغوي (وهو أنا والله المستعان) ما عنده سالفة (هكذا بهذه العبارة كما هو عندنا في نجد، ومعناها أنه ما يفهم وليس عنده علم) ورجل آخر (معلم علوم شرعية) اتصل بي شخصيًا لما علم أني مصدر تصحيح هذه العبارة، وناقشني نقاشًا كان حادًّا في بدايته، وأذكر أنه استشهد لي بقول المولى ـ تبارك وتعالى ـ: " ادفع بالتي هي أحسن " فهدأت من روعه، وأخبرته أننا نتفق جميعًا أنا وهو والمكتب على دفع السيئات وجلب الحسنات، لكن المسألة لغوية بحتة، وصوابها هكذا، وذكرت له قول الحق ـ تبارك وتعالى ـ " قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ " وقوله: " وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ " وقوله: " وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ " وقوله: " وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ " فاقتنع ـ جزاه الله خيرًا ـ فنشأت عندي فكرة كتابة بحث صغير في هذا الموضوع، فكتبته، وذكرت الآيات وبعض الأحاديث وأقوال اللغويين والشعراء الفصحاء ونقولات من تفسير الطبري تتعلق بالموضوع، ونشرته عند بعض المحبين، وأحمد الله على التوفيق.

وأشكرك ـ أخي المهندس ـ على كل حال.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير