تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن الجزري – رحمه الله -، في " النَّشْر، في القراءات العشْر ":

(واختلفوا في {ثَمَراتٍ}:

فقرأ ابن كثير والبصريان وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بغير ألف، على التوحيد.

وقرأ الباقون بالألف، على الجمع) انتهى

قلتُ: قال العلاَّمة أبو شامة – رحمه الله - في " إبراز المعاني ":

(ووجههما ظاهر) انتهى

قلتُ: لأنَّ مَن قرأها بالإفراد، فالأمر ظاهر، {وما تَخْرُجُ مِن ثَمَرتٍ مِنْ أكْمامِها}، فالضمير المفرد في كلمة {أكْمامِها} عائد إليها.

ومَن قرأها بالجمع، ومنهم حفص عن عاصم، فالأمر ظاهر أيضًا.

لأنَّ كلمة " ثَمرات " جمع ما لا يعقل، فصحَّ عود الضمير المفرد إليها.

وكذا يعود الضمير المفرد، إلى جمع التكسير، لِما لا يعقل.

قال الله تعالى: {وتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدةً} سورة النمل 88.

فالضمير المفرد عائد إلى جمع ما لا يعقل.

وكلمة {جامدةً} مفرد أيضًا.

أما إن كان الجمع لِما يَعقل، فالأمر مختلف.

قال الله تعالى: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّساء مِن بَعْدُ ولا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أزْواجٍ ولَوْ أعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إلاَّ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ} سورة الأحزاب52.

فالضمير في {حُسْنُهنَّ} عائد إلى ما يعقل، فكان عوده بالجمع.

وقال تعالى: {واللاَّتِي يَأْتِينَ الفاحِشةَ مِن نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ} سورة النساء 15

ولم يقل {عليها}، لأنَّ " النساء " جمع ما يعقل.

وقال تعالى: {الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} الآية 34 سورة النساء.

فالضمير في {بَعضَهم} عائد إلى جمع ما يعقل {الرجالُ}، فكان بالجمع.

وسأنتقل إلى الاسم الموصول.

قال الله تعالى: {ولا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيامًا} (5) سورة النساء 5.

{أمْوالَكم} جمع ما لا يعقل، {التي} مفرد.

وقال جلَّ وعَلا: {إذْ قالَ لأبِيهِ وقَوْمِهِ ما هَذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أنتُمْ لَها عاكِفُونَ} سورة الأنبياء 52.

{التماثيل} جمع ما لا يعقل، {التي} مفرد.

كما أنَّ الضمير المفرد، في كلمة {لَها}، عائد إليها.

وإذا أردت الاستيضاح، فهاك هاتين الآيتين.

قال تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَن كانَ تَقِيًّا} سورة مريم 63.

وقال جلَّ وعزَّ: {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ} سورة مريم 61

وحَّد – سبحانه وتعالى – {التي} مع {الجنَّةُ} و {جنَّاتِ}، لجواز أن يعامل جمع ما لا يعقل، معاملة المفردة المؤنثة.

أما إن كان الجمع لِما يعقل، فالأمر واضح.

قال تعالى: {فَاسْأَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} سورة يوسف 50

ولم يقل: " التي ".

والله أعلم

أرجو أن يكون في ما ذُكِر بيان شاف.

مع عاطر تحياتي

ـ[ابن أبي الربيع]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 05:23 م]ـ

بل شيمتك العُلا والفضائل

أشعر أنك تشرح شيئاً لا أريده.

يا أخي أنت - سلمك الله - قلتَ للأخت السائلة:

ولكِ أن تقولي:

" سيارات حمراء "

" سيارات حمراوات "

" سيارات حُمْر "

سؤالي هو: ما الدليل على المعلّم بالأحمر؟؟؟؟؟؟

فهمتُ أنك استدللت له في جوابك بآية فاطر فرددت عليك ليس إلا .. زدني إيضاحاً غفر الله لك ..

ـ[المهندس]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 09:35 م]ـ

الأخ الكريم / ابن أبي الربيع

ليس مثلي من يوضح كلام أستاذنا حازم، ولكنني أشعر أنك لا ترضى إلا بشاهد يكون لونا على وزن فعلاء يوصف به جمع لغير العاقل، وما تطلبه - أن صدق حدسي - ليس بلازم، فالأمر واضح وهو جواز معاملة جمع ما لا يعقل معاملة المفردة المؤنثة أو معاملة جمع الإناث، ألسنا متفقين على أن (سيارات) هي جمع إناث لغير العاقل؟، وألسنا متفقين على أن (حمراء) مفردة مؤنثة، وأن (حمراوات) جمع إناث، وأن (حُمْر) جمع لكل من الذكور والإناث؟

فهل الاعتراض على القاعدة التي ذكرها الأستاذ الكريم حازم بقوله في بداية رده:

(فجمع ما لا يعقل: يعامل معاملة المفردة المؤنثة، أو معاملة الجمع، في ضميره، وصفته، والإخبار عنه، والإشارة إليه.)

فإن كنت مصرا على شاهد فقد روى الإمام الطبري حديثا في تفسيره لقوله تعالى من سورة الأعراف: "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين"

قال:

"ثنا عمر، عن أسباط، عن السدي، قال: أخرج الله آدم من الجنة، ولم يهبط من السماء، ثم مسح صفحة ظهره اليمنى، فأخرج منه ذرية بيضاء مثل اللؤلؤ كهيئة الذر، فقال لهم: ادخلوا الجنة برحمتي! ومسح صفحة ظهره اليسرى، فأخرج منه ذرية سوداء كهيئة الذر، فقال: ادخلوا النار ولا أبالي! فذلك حين يقول: "وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال" ثم أخذ منهم الميثاق، فقال: {ألست بربكم قالوا بلى}، فأطاعه طائفة طائعين، وطائفة كارهين على وجه التقية. "اهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير