لذا، يبدو أن المعنى في قلب الشاعر. أم يجوز الوجهان؟
هذا والله أعلم.
ـ[الأحمر]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 11:28 م]ـ
السلام عليكم
" قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون "
ـ[الطائي]ــــــــ[01 - 06 - 2005, 05:07 ص]ـ
الأستاذ / برقش
قلتَ - حفظك الله -: "فهناك الكثير من الشواهد التي تجيز الطريقتان (!) "
وأقول: لأمرٍ ما جدع قصيرٌ أنفه. فقد رفعتَ (الطريقتان) وكان حقّها النصب، وأتبعتها بعلامة التعجب، وأنا أضيف علامة تعجب أخرى وأسألك لم رفعتها رفع الله قدرك؟!!
بعد كلِّ ما عرضتَه بتشويقك المعهود؛ يتبين لكل ذي بصيرة أن الوجهين جائزان في جواب (دع، ذر، ... وما شاكلهما)، وكنتُ ههممتُ أن أُفَصِّحَ الجزم ظانّاً أن الرفع لم يرد في الذكر الحكيم، وإذا بإشراقة مبهجة تجيءُ من صوب الأستاذ الأجلّ (الأخفش) كاشفةً كلّ عتمة.
إذاً فالوجهان جائزان، الحمد لله، إيداع في رصيدي المعرفي لا أعدل به مالاً.
انتهى النقاش، ولكني سأعلق على الهامش بما يلي:
إليكم هذا المثال: دعني أذهبُ آتِك به، والتقدير: إن تدعني أذهبُ آتِكَ به. فجواب الطلب هو الفعل (آتِكَ) وليس الفعل (أذهب)، ولعلّ هذا ما أجاز الرفع!!
الأمر مُشكِلٌ حقاً!!
ففي الذكر العظيم يقول الحقّ - تبارك وتعالى-: ((ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون)) ويقول - عزّ من قائل - في الآية التي أوردها الأستاذ الأخفش: ((قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون))!!!
ذرهم يأكلوا
ذرهم يلعبون
لِمَ جُزم الفعل في الأولى ورُفع في الثانية؟
هل ثمة اختلاف في المعنى، أم هو جواز الوجهين، ولِمَ يَكثُر الجزم ويقلّ الرفع؟!!
نحن نعلم أن كلّ حرف في القرآن له معناه، فما الاختلاف في المعنى بين الآيتين؟ ذلك الختلاف الذي أدى إلى اختلاف الإعرابَين؟!!
تساؤلات أثيرها كعادتي، ثم أفر هارباً دون أن أفيدكم جديداً؛ ولكن لا ضير فما أنا إلا طالب علم فلا تطلبوا مني ما جئتُ أطلبه منكم.
لكم التحية ...
ـ[برقش]ــــــــ[01 - 06 - 2005, 06:47 م]ـ
أخي الطائي
جواب سريع نظرا إلى اضطراري مغادرة البيت:
آسف، كان يجب أن أقول "الطريقتين". لا أعرف لماذا رفعتُ الكلمة. أما علامة التعجب الموضوعة بين قوسين فقصدتُ بها التعبير عن تعجبي واستغرابي من هذه المسألة.
بالنسبة إلى الرفع والجزم، أنا مثلك أسأل عن السبب، وأنتظر الجواب من الإخوة في المنتدى.
ـ[الأحمر]ــــــــ[01 - 06 - 2005, 08:13 م]ـ
السلام عليكم
خذوا هذه الآية
" خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم "
ـ[الطائي]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 06:49 م]ـ
يبدو أنه لا مناص من توجيه الدعوة للأحبّة في منتدى البلاغة والإعجاز القرآني لتشريفنا هنا.
فهل يفعلون؟!!
ـ[برقش]ــــــــ[03 - 06 - 2005, 09:13 م]ـ
السلام عليكم
أود أن أورد باختصار ما ذكره "النحو الوافي" في الجزء 4 ابتداءً من الصفحة 387 (المسألة 150)، وسأركز على الناحية التي تهمنا:
"يُشترط لجزم المضارع ... ثلاثة شروط مجتمعة:
"أولها: [وجود] نوع من أنواع الطلب المحض أو ملحقاته ... وقد عرفنا أنواع الطلب الثمانية (وهي: الأمر – النهي – الدعاء – التمني – الترجي – العرض – التحضيض – الاستفهام).
"ثانيها: أن تكون الجملة المضارعية بعدها جوابا وجزاء للطلب الذي قبلها (أي: مسبَّبة عنه: كتسبُّب جزاء الشرط على فعل الشرط).
"ثالثها: أن يستقيم المعنى بحذف "لا" الناهية ووضع "إن" الشرطية وبعدها "لا" النافية محل "لا" الناهية التي حذفت، وحل محلها الحرفان قبل المضارع المناسب ... "
[عن الشرط الثاني يمضي "النحو الوافي" فيقول]
"وعند فقد الشرط الثاني ... لا يصح جزم [المضارع]، وإنما يجب رفعه، مراعاة لاعتبار معنوي أو أكثر مما يقتضي رفعه. ومن تلك الاعتبارات المعنوية:
"1 - رفعه على اعتبار الجملة المضارعية استئنافية؛ نحو: أتقيم عندنا اليوم؟ يسافرُ غدا زملاؤك. ونحو: قم للصلاة، يغفرُ الله لنا ولك.
"2 - رفعه على اعتبار الجملة المضارعية صفة لنكرة محضة؛ نحو: استمع إلى خطيب يملكُ ناصية القول.
"3 - رفعه على اعتبار الجملة المضارعية حالا من معرفة محضة، نحو: تمتعْ بعذاب من يحسدونك؛ ينظرون نعم الله عليك، محترقين بنار الحسد.
"4 - رفعه على اعتبار الجملة المضارعية صالحة للحال والوصف؛ لوقوعها موقعا يؤهلها لكل منهما، وعدم وجود قرينة تعينها لأحدهما – كوقوعها بعد نكرة موصوفة أو غيرها مما ليس محضا من المعارف والنكرات – نحو: كرِّمْ عالما نابغا يعتزمُ الرحيل.
"5 - رفعه على اعتبار الجملة المضارعية صالحة "للحال، والوصف، والاستئناف" مع عدم وجود قرينة تعينها لواحد دون الآخر؛ كقوله تعالى: (خذْ من أموالهم صدقةً تطهرُهم وتزكيهم بها)، فيصح في الجملة المضارعية: "تطهرهم" الأمور الثلاثة ... وهكذا (*) ... ".
[يذكر المرجع في الحاشية السفلية: (*)] "تطبيقا على ما فات من الأخذ باعتبار أو أكثر تبعا للمعنى يتعين جزم المضارع جوابا وجزاء للطلب في مثل: افتح صنبور الماء ينهمرْ ماؤه - ... أغلق النافذة تحجبْ قسوة الريح الباردة – ازرع حقلا ينبتْ ثمرا طيبا.
"ويتعين رفعه وإعراب جملته وصفا في مثل: أكرمْ مهاجرا يلتمسُ من يكرمه – أحسن إلى بائس يضج بالشكوى – تمتع بحديقة تمتلئ بالأزهار – صاحب رجلا يؤثرُ البعد عن الشر.
"ويتعين رفعه وإعراب جملته حالا في مثل: أكرم المهاجر يلتمسُ من يكرمه – أحسن إلى البائس يضج بالشكوى – تمتع بحديقتك تمتلئ بالأزاهر – عاون الحر ينزلُ به الضر".
لا يجيب هذا النص عن كل الأسئلة العالقة. ولكن ما يُفهم منه هو أن نية المتكلم هي التي تقرر رفع المضارع أم جزمه. هل يريد بالمضارع جزاء الطلب، فعندئذ الجزم. أهو مجرد استئناف؟ فعندئذ الرفع.
ملاحظة: ألا يجدر نقل هذا الموضوع إلى المنتدى اللغوي؟
¥